هنادي محمد عبد المجيد

قصة الإسراء والمعراج 1‏

قصة الإسراء والمعراج 1‏
في مثل هذا التوقيت ، قبل ألف وأربعمائة وإثنان وثلاثون عاماً ، حدثتْ معجزة الإسراء برسول الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين من مكة المكرمة إلي بيت المقدس في فلسطين ، موطن الأنبياء والمرسلين ، ثم عُرِجَ به من المسجد الأقصى ببيت المقدس إلى السموات العُلى حتى بلغ مقام ( قاب قوسين أو أدنى ) من ربه سبحانه وتعالى ، فتم له المرام ورأى من آيات ربه الكبرى ، ملكوت السماوات والأرض ، والجنة والنار وأنبياء الله المصطفين الأخيار ،، فهلم بنا لنرى كيف وردت قصص الإسراء والمعراج في تفسير العلامة ابن كثير ، والتي أوردها من خلال أحاديث الصحابة المقربين لنبي الله صلى الله عليه وسلم ، وهي كثيرة اخترنا منها بعض الأحاديث الصحيحة التي تم تخريجها وذكرها في الصحيحين وابن ماجه .. ثم من خلال السرد نستطيع أن نتوصل إلى الحكمة ومقاصد هذا الحدث الذي سَرَّى به الله تعالى عن نبيه الكريم بعد أحداث جسام ومصائب عظام مرت بنبينا الكريم أثناء مجاهداته في سبيل تبليغ الدعوة .
قال تعالي في سورة الإسراء الآية ١ :[ سُبْحانَ الذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتنِا إنّهُ هُوَ السّميعُ البَصيِر ] قال الإمام أبو عبد الله البخاري :” سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة : ” أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم ،، فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فلم يكلموه حتى أحتملوه فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لُبّتِه حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ، ثم أتى بطست من ذهب فيه تور من ذهب محشو إيماناً وحكمة ، فحشا صدره ولغاديده – يعني عروق حلقه – ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ فقال : جبريل ، قالوا ومن معك ؟ ، قال : معي محمد ، قالوا : وقد بُعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا فمرحباً به وأهلاً ، يستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يُعلِمَهُم ، فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل : هذا أبوك آدم فسلِّم عليه ، فسلم عليه وردعليه آدم فقال : مرحباً وأهلا بابني نعم الإبن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطّرِدان فقال : { ماهذان النهران يا جبريل :} قال : هذان النيل والفرات عنصرهما .. ثم مضى به في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجرد ، فضرب بيده فإذا هو مِسك أذفر ، فقال : { ماهذا ياجبريل ؟} قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ” يروي أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أُتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ، ثم دخلت فصلّيْتُ ركعتين ثم خرجت ، فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن فقال جبريل : أصبتَ الفطرة ، قال : ثم عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل له من أنت ؟ قال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل وقد أُرسل إليه ؟ قال : قد أُرسل إليه ، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عُرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له من أنت ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال محمد ، ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال جبريل : قيل ومن معك ؟ قال محمد ، ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلام ، وإذا هو قد أُعطي شطر الحُسن فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عُرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقيل من أنت ؟ قال : جبريل ، فقيل : ومن معك ؟ قال محمد ففتح لنا فإذا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عُرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل وفتح له ، فإذا بهارون ، فرحب بي ودعا لي بخير ثم عُرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتج جبريل وفتح لنا فإذا أنا بموسى عليه السلام ، فرحب بي ودعا لي بخير ثم عُرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل وفتح له فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام ، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها ، قال : فأوحى الله إلى ما أوحى ، وقد فرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، قال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال : فرجعت إلى ربي فقلت : أي رب خفف عن أمتي فحطَّ عني خمساً ، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال : ما فعلت ؟ فقلت : قد حط عني خمساً ، فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلي ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، قال : فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط خمساً خمساً حتى قال : [ يا محمد هُنَّ خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر ، فتلك خمسون صلاة ، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت عشراً ، ومن همّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة ]، فنزلتُ حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ،، رواه مسلم } ،، في المقال التالي نكمل قصة الإسراء والمعراج بإذن الله تعالى .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]