هنادي محمد عبد المجيد
قصة الإسراء والمعراج 2
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ رأيت ليلة أسري بي لما انتهيت إلى السماء السابعة ،فنظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق ، قال : وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحياة تُرى من خارج بطونهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء آكلو الربا ، فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني فإذا أنا برهج ودخان وأصوات ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هذه الشياطين يحومن على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض ، ولولا ذلك لرأوا العجائب } رواه أبو هريرة والإما أحمد وابن ماجة ،،
يروي أبو هريرة الأشياء التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ” سار رسول الله ومعه جبريل عليهما السلام ، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كُلما حصدوا عاد كما كان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :{ يا جبريل ما هذا ؟ } قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ، ثم أتى على قوم تُرضَخ رؤوسهم بالصخر ، كلما رُضِخَت عادت كما كانت ، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء ، فقال : ما هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ، ثم أتى على قوم أقبالهم رقاع وعلى ادبارهم رقاع ، يسرحون كما
تسرح الإبل والنعم ، ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها ، قال : فما هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله تعالى شيئا ، وما الله بظلام للعبيد ، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ولحم نيئ في قدر خبيث ، فجعلوا يأكلون من اللحم النيء الخبيث ويدَعون النضيج الطيب ، فقال : { ما هؤلاء يا جبريل ؟} فقال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيبة ، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتي رجلاً خبيثاً فتبيت معه حتى تصبح ، قال : ثم أتى على على خشبة علي الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ،ولا شيئ إلا خرقته ، قال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونها ، ثم تلا :[ وَلاَ تَقْعُدوا بِكُلّ صِراطٍ توعِدونْ وَتَصُدُّون] ،،ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها ، فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها ، ثم أتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقارض من حديد ، كلما قُرِضَتْ عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيئ ،فقال : } ماهذا يا جبريل ؟}فقال : هؤلاء خطباء الفتنة ، ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع ،فقال : ماهذا يا جبريل؟ فقال : هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها ،،
في المقال التالي نكمل قصة الإسراء والمعراج بإذن الله .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]