عبد اللطيف البوني

(رد الجميل) <1>


[JUSTIFY]
(رد الجميل) <1>
نخطىء إذا ظننا أن دولة الجنوب تتفوق علينا في التفاوض لأن لديها جهاز استشاري خواجاتي كارب فتلك الدولة تتفوق علينا في سياسات كثيرة رغم تخلفها البادي للعيان في كثير من الأوجه فمن تلك الإشراقات السياسية الخطاب الذي دوره سلفاكير على 75 من البطانة الحاكمة طالبا منهم إرجاع المبالغ المختلسة والمقدرة بأربعة مليارات دولار فالرجل كان أمينا وواضحا مع نفسه ومع شعبه فهو يقول ياجماعة نحن سرقنا شعبنا وهذه السرقة ماكان لها أن تتم لولا نضالنا السياسي الذي وصل قمته في استقلال جنوب السودان من المندوكورات ولكن الآن حدثت تطورات معلومة للجميع وأصبحت الدولة مهددة في عضمها عليه ينبغي أن نرجع ما أخذناه لأن هذا اقتضته الضرورة لأنه إذا ذهبت هذه الدولة أو أطيح بنا فلن نجد ما نلغفه مستقبلا. إذن حتى مصلحتنا الخاصة تفرض علينا ذلك أما الحافز فهو عدم المحاسبة و(نخليها مستورة) وكم كان سيكون أجمل لو أن سلفاكير بدأ بنفسه وأعلن أنه قام بإرجاع ما لغفه.
ما أحوج الخرطوم أن تفعل ما فعلته جوبا ولو بإخراج، مختلف فالسودان القديم مثله مثل الجنوب كل حاجة فيه واضحة ومكشوفة فالناس في أي مجتمع يعرفون من اغتني في قرن او في عقد أو في عام أو في شهر أو حتى في رمشة عين يعرفون من كان يجدع الكلب بارك من الفقر وهو الآن ينافس بل قيس صاحب المايكروسفت في ثرائه فالإنقاذ مثلها مثل أي نظام حكم في العالم لديها أثرياؤها أي طبقتها الرأسمالية وإن اختلفت عن الذين سبقوها في السودان بأن معدلات الثراء زادت في عهدها لأنها أصبحت دولة ريعية بالنفط فالمطلوب الآن من أثرياء الإنقاذ أن يردوا الدين لها ويقتسموا بأي نسبة متفق عليها أموالهم فخزائنها المكركبة التي تحدث دويا هائلا الآن سوف تتفرطق على رؤوس الجميع.
دعونا نفترض أن أثرياء الإنقاذ كان ثراؤهم حلالا بلالا من عطاءات وكموشنات وإعفاءات وعقودات خاصة ومخصصات خرافية و… و… فهي أيضا منسوبة للنظام السياسي طبعا هناك أثرياء من أنظمة سابقة للإنقاذ ولكن ثراءهم زاد في الإنقاذ بمعدلات هندسية فهؤلاء أيضا يدخلون فيمن يتوجب عليهم القسمة فدعونا نقول إن النفط أدخل على خزينة الدولة 90 مليار من الدولارات في العشر سنوات (خارج القسمة) كما تقول بعض الإحصاءات ودعونا نفترض فرضا أن ثلثيها دخلت مشاريع تنمية وخدمات وتسيير والذي منه فمن المؤكد أن الباقي ذهب للعطاءات والكموشنات والذي منه فماذا لو أرجع نصفها للخزينة من المؤكد أن هذا سوف يحل أزمة البلاد الاقتصادية لعدة سنوات قادمة وأثناءها سوف يظهر الكثير من البترول ويمكن للساقية أن تدور من جديد وبمعدلات أكبر من السابق.
ما دعونا له هنا يختلف عما فعله الريس سلفا ويمكن أن نسميه رد الجميل وسوف نعتبر فاعليه (صحابة) جهزوا جيش الاقتصاد العاثر فالثراء المرتبط بالسياسة من طبيعة النظم الرأسمالية وليس فيه ما يعيب اللهم إلا إذا كانت هناك سرقة عديل عينك عينك (الأوقاف والبنوك والحج والعمرة و..) فأعرق أثرياء السودان اليوم صرف عليهم الانجليز من خزينة الدولة عديل كدا ثم في الأنظمة الديمقراطية كانت وزارة التجارة تقوم بدور الإثراء وهناك أثريا النميري وأثرياء عبود على قلتهم وللحديث بقية إن شاء الله.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]