عبد اللطيف البوني

(رد الجميل) <2>


[JUSTIFY]
(رد الجميل) <1>
دون شك اكتشاف وتنقيب وتصدير النفط كان نقلة كبيرة تحسب للإنقاذ لقد كانت هذه أول نقلة اقتصادية حدثت في السودان بعد الاستقلال فالانجليز الذين جاء يوم شكرهم قد عمروا على الأقل وسط السودان بمشروع الجزيرة والسكة حديد وميناء بورتسودان والنقل النهري وكلية غردون التذكارية أما البترول فقد حول السودان من دولة زراعية الى دولة ريعية ومن هنا أتت الطفرة .نغض الطرف مؤقتا عن آثار البترول السياسية وهل كان نعمة أو نقمة فهذه قصة أخرى.
صادف تصدير نفط السودان أسعارا عالمية غير مسبوقة فخمسمائة ألف برميل السودان سعرها كان يساوي سعر عشرة ملايين برميل في سبعينات القرن الماضي حيث شهد الخليج العربي بداية طفرته الحالية . الإنقاذ اتجهت بريع البترول لتسيير الحرب والسلام وفيما يتعلق بالتنمية لم تدعم القطاع الإنتاجي الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بل اتجهت الى البنيات الأساسية من كهرباء وطرق وكباري و(الرد بالسد)
بالطبع هناك اختلاف بين الاقتصاديين أيهما له الأولوية قطاع الإنتاج أم البنيات الأساسية باعتبار أن السودان كان ومازال محتاجا للاثنين معا ولكن الإنقاذ انحازت دون تردد لقطاع البنيات الأساسية ونحن لسنا بصدد المفاضلة بين النظرتين ولكن تهمنا نتيجة ماحدث فلو اتجهت الإنقاذ بريع البترول لقطاع الإنتاج كان سوف يستفيد قطاع كبير من الرعاة والزراع فائدة مباشرة بإدخال التقنيات الحديثة واللوجستيات المتطورة ولكن التوجه الى قطاع البنيات الأساسية جعل المستفيدين فائدة مباشرة قلة من الناس وهم المقاولون وكبار التجار ووكلاء الشركات عابرة القارات .طبيعة الدولة الريعية الجديدة جعلتها في حالة ثراء ويمكن أن تخرج الأموال منها دون دورة مستندية معقدة فكثرت الشركات الحكومية الوهمية والحقيقية وعقودات التوظيف الخاصة والإغداق على المنسوبين في القطاع الدستوري وفي المناصب العليا فظهرت طبقة الموظفين الملياريين .فأصبحت المعادلة حكومة ثرية ودولة فقيرة ثم نخبة غنية وأغلبية فقيرة.
كل هذا الذي نريد التوسل به لإثبات أن للإنقاذ أثرياؤها. أما مظاهر هذا الثراء فهي معلومة لدى الجميع فالفلل التي تضارع تلك الموجودة في دبي وباريس ونيويورك و سيارات الهمر والشبح واللكزس في شوارع الخرطوم الخربة.
أها طيب ياجماعة الخير وبعدين ؟ بعدين كراع جادين فالمطلوب من هؤلاء (أثرياء الإنقاذ) والذي قد يكون بعضهم غير مؤيد لها سياسيا أن يردوا الجميل ويدعموا خزينة الدولة الفارغة بشوية مليارات مما اغتنوا به أي يجهزوا جيش الاقتصاد العاثر ويمكن أن نذكرهم بسابقة سيدنا عثمان بن عفان أو فتوى العز بن عبد السلام للمملوكي سيفا لدين غطس ونضيف ماحكاه ذات مرة الشيخ جلال الدين المراد من أن رجلا فقيرا صلى بجانب آخر غني وبعد الصلاة المفروضة قام الغني بصلاة تنفل بعد أن سلم قال له الفقير ياحاج التنفل بالصلاة حقنا نحن المساكين فأنت نافلتك في جيبك الكبير دا . فإن كان في الإنقاذ شباب في عمر الزهور قدموا أنفسهم رخيصة للوطن فماذا تعني الدولارات ؟ فمن فضلكم افعلوها ولو بسندات دين من الخزينة العامة. ياجماعة الخير البلد دي والله العظيم غنية غناء فاحش لكن يحتاج الى إدارة.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]