الطاهر ساتي

أبوعنجة… تعقيب ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]أبوعنجة… تعقيب ..!![/ALIGN] ** كنت قد كتبت الأحد قبل الفائت قصة مستشفى أبوعنجة بكل مآسيها ، ثم نقلت بعدها بيومين رد فعل وزارة الصحة الاتحادية ، ونص حديث وكيلها ، وكان حديثا إيجابيا ، وهكذا وصفت ..ثم توقفت ، ليس لأن القصة انتهت كما نشتهى ونريد ، حيث تم التحقيق ومحاسبة المخطئين . لا، لم يحدث هذا ولم يكن سببا للتوقف ، ولكن توقفت لأن نيابة الأموال العامة رصدت المقال وتحركت تجاه الحدث ، وهذا الرصد والتحرك أيضا نصفهما بالإيجابي ، ولاخير فيما نكتب إن لم نشكر النيابة على رصدها ومتابعتها للقضايا ذات الصلة بالمال العام ، وعليه ، توقفت لأن قوانين المهنة ولوائحها التى نحترمها تلزمنا بأن ندع القضايا التى تلج قاعات العدالة ونياباتها حتى منتهاها ..وأشكر رهطا عزيزا من أصدقائي القراء على تعقيباتهم وانفعالاتهم الصادقة ..ويسعدنى أن يكون المعقب بلسان حالهم جميعا هو الدكتور حسن صديق الملك ، الذي سردنا وضعه المهني وما يحدث له منذ صدور قرار نقله من مستشفى أبوعنجة ..إليكم رسالته ، مع وافر التقدير له ولكم ..!!
** ( الأخ : الطاهر ساتي .. التحية لك وأنت تصبح في كل يوم ضميرا حيا يمشي على ساقي الشفافية والشجاعة، وتحول قلمك الصادق إلي اشعاع يضئ عتمة كل المواقع والمواضيع المسكوت عنها وكأن الزمان يريد لها مع سبق الاصرار أن تحمل لافتة : ممنوع الاقتراب والتصوير ..!!
** والشكر الجزيل لكل أبناء الوطن الشرفاء في الداخل والخارج ، هؤلاء الذين مستهم مأساة مستشفى ابوعنجة وتركت جرحا نازفا في أعماقهم فكتبوا متضامنين ومعلقين ، وقرأت لهم أكثر من اربعين مداخلة يطالبون فيها بضرورة محاسبة الإدارة السابقة للمستشفى ، وأشكر كل الذين عانقونى بمشاعرهم الطيبة وكريم خصالهم ..ولا أنسى أن أشكر الاخ الدكتور كمال عبد القادر على تجاوبه السريع مع مقالك وصدقه وحديثه بالخير عني وعن كل الأطباء .. إلا أننى لا أملك غير الاندهاش لموقف أعضاء المجلس الاستشاري الذين لايعرف احد من استشاريي الصدر عنهم شيئا .. فمن هم ..؟.. وكيف سكتوا على إيقافى عن العمل لأكثر من سبعة أشهر دون أن تصحا ضمائرهم ويتداركوا الخطأ بدلا عن صمت استشارتهم .؟
** أخى الطاهر : كان مستشفى أبو عنجة مجرد محطة في مسيرة عملنا الطبي و عشقنا الوطني ، وما كان النقل لأى مكان في ربوع وطننا الحبيب يزعجنا ، لو كان من أجل المصلحة العامة، وطالما في نقلنا مكان متسع لخدمة شعبنا الوفي الذي غرس في نفوسنا حب كل السودان ، ويكفينا شرفا وأجرا اننا رمينا حجرا في بركة راكدة من اجل مصلحة مستشفى الفقراء والبسطاء والمعدومين في بلادى ، والتى ظلت لعقود من الزمن تقبع في الجزء المظلم من ذاكرة وزارة الصحة، وتركت لاكثر من عشر سنوات تحت ادارة فاشلة ومقصرة تفننت في أساليب جرها إلي الحضيض ، سائلا الله التوفيق للإدارة الحالية بتطويرها وتحديثها ..ونؤكد بأن كل المعالجات التي تقوم بها الوزارة هذه الايام ما كانت ستتم لولا المذكرة التى رفعت في شهر فبراير المنصرم ، والتى دفعت ثمنها نصف عام بلا عطاء بعيدا عن عنابر ومكاتب أحببتها ووهبتها خمسة وعشرين عاما من عمرى، بلا من أو أذى ، ولله الحمد من قبل ومن بعد ..!
** أخى الطاهر : صبرت طويلا في انتظار توفيق وضعى – ستة أشهر – جالسا في بيتى بعد أن رفض ابوعنجة وام درمان التعليمى خدماتى رغم حاجة أهل بلدى الي كل ساعد وعقل وخبرة ، ولما فاض بى الكيل لجأت إليكم لكى تكون قضيتى تحت ضوء الشمس وبعيدا عن أضابير الوزارة والمستشفى، وأشكرك على صبرك وصدقك ونزاهتك المهنية التى غمرتني بها ، وانا الان في انتظار الخير الذي بشرنا به الاخ الوكيل، و ارجو أن يكون ذلك معالجة تثبت لنا بأن هذا الوطن للجميع ويسع الجميع.وطن لاتقصى او تعطل طاقة مواطن مخلص فيه فقط لأنه جهر بالحقيقة وأشار الي موضع الضعف والتردى في احد مرافقه .. وحتى ذلك اليوم، سنظل على عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا بأن يكون رضا الله ثم الوطن هدفنا حتى تتحقق كل الطموحات .. ودمت أخى العزيز ودام الوطن عزيزا غاليا بكل المخلصين والأوفياء …
د/ حسن صديق الملك ، اختصاصي أمراض الصدر ..) ..!
إليكم – الصحافة الخميس 27/11/2008 .العدد 5543
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]