عبد اللطيف البوني

سافروا

[JUSTIFY]
سافروا
تطورات الأحداث من رفع دولار ورفع دعم ورفع أسعار وترشيق حكومة و.. و.. صرفت الأنظار عن استئناف التفاوض بين السودان ودولة جنوب السودان فالوفد السوداني الذي حط رحاله في أديس يوم الخميس لم يكن خبره متصدرا الأخبار وخرج كأنه متسلل ودون شك أن هذه التطورات سوف تؤثر كثيرا على موقف السودان التفاوضي فالضغوطات الداخلية سوف تضعف موقف البلاد على الطاولة وتجعلها قابلة لمزيد من الضغط على عكس الجولة السابقة فقد كان وفد الجنوب يعاني من تمزق جبهته الداخلية بسبب تداعيات أحداث هجليج فكان وفد السودان متشددا وواضحا في رفضه خريطة الجنوب.
وبمناسبة هذه الخريطة فقد ذكر الدكتور حسين سليمان ابوصالح لقناة الشروق أن هذه الخريطة التي قدمها وتمسك بها وفد الجنوب قد وضعتها شركة شيفرون في عام 1983 وصممتها على أن تكون بها كل مناطق البترول ضمن حدود الجنوب ولكن مهما يكن من أمر واضع هذه الخريطة فإنها فعلا تحتوي أكبر مناطق إنتاج البترول في السودان المتبقي ولكن في النهاية يجب التعامل معها على أنها موطن نزاع وموطن ادعاء فالنزاعات الحدودية دوما تحتاج الى وقت طويل من جودية ووساطة وتحكيم ولكن في النهاية سوف تتحكم فيها الأوضاع الداخلية في البلدين مضافا لها العلاقات الخارجية ثم الأهم العلاقة بين البلدين ولنا في حلايب سابقة مشبعة للقراءة.
الأمر المؤكد أن وفد الجنوب قد وضع خريطته هذه لتفخيخ فكرة حسم القضايا الأمنية أولا الأمر الذي طالبت به حكومة السودان إذ كان ينبغي أن يكون هناك مساران للتفاوض في اللجنة الأمنية مسار للأمن ومسار للحدود. نعم تحديد المنطقة المنزوعة السلاح يتطلب تحديد نقاط الصفر في الخرائط ولكن حتى هذه يمكن تأجيلها والتفاوض على بقية القضايا الأمنية العاجلة لا بل يمكن أن تسير المفاوضات في كل القضايا على التوازي بمعنى أن تعمل لجنة النفط في نفس الوقت الذي تعمل فيه اللجنة الأمنية والحدود والتجارة وبقية القضايا العالقة إذ قد يحدث اختراق في لجنة يلين المواقف في بقية اللجان فمثلا لو حدث اتفاق على النفط يمكن يقود لاتفاق في قضايا أخرى فالمفاوضات بين البلدين محتاجة لاختراق يذيب جبال الجليد بينهما.
غني عن القول إن أي اتفاق جزئي لا يمكن أن ينفذ بمعزل عن القضايا الأخرى خاصة الأمن فمثلا لو تم اتفاق على موضوع النفط فبالطبع لن ينفذ إذا لم تحسم قضية الأمن خاصة حالة الحرب ودعم المعارضات المتبادل لأن البترول سوف يزيد النار اشتعالا بدعم قدرات البلدين الحربية لذلك في تقديري يجب أن تكون هناك مرونة في هذا الجانب الإجرائي من المفاوضات فترتيب الأجندة مسألة إجرائية بحتة كل هذا بافتراض أن الدولتين والقوة الخفية فيهما وخارجهما تريد حلا لتلك القضايا مع بقاء النظامين كما هما لأنه يبدو لنا أن هناك لعب (تحت تحت) على متغيرات في جوبا أو الخرطوم وهذا ما سوف نفصله غدا إن شاء الله.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]