الطاهر ساتي

(نزرع القرنفل وندرب الدايات)..شعار قوافل

(نزرع القرنفل وندرب الدايات)..شعار قوافل
[JUSTIFY] ** من لطائف الأهل بتلك الديار، أن أحدهم قصد بيت العمدة سائلاً، ثم وقف في مدخل البيت منادياً بصوت حنين: (يا العمدة أكرمني بمليون جنيه، يا سيدي العمدة أديني مليون جنيه، يا أبوي العمدة محتاج لمليون جنيه)، وقبل أن يسترسل في السؤال، تفاجأ بجاره يقف بجواره صائحا بصوت جهير: (يا العمدة أكرمنى بمية جنيه، يا أبوي العمدة أديني مية جنيه)، انزعج بلدياتنا من الصوت الجهير، فأخرج مائة جنيه من محفظته وناولها جاره ليغادر المكان، ثم عاد وواصل منادياً : (خلاص أنا مشيت ليك بتاع المية جنيه، يلا يا العمدة ركز معاي في المليون جنيه)، وفعل ذلك ليركز العمدة في قضية الكبرى (مليون جنيه)، بدلا عن تلك الفارغة (مية جنيه)، ولأن الواقع يلزمنا بعدم رفع الصوت بالقضية الكبرى، فسوف نملأ المكان بالقضايا الفارغة، وذلك لحين إشعار آخر، فالكتابة عن القضايا الكبرى ليست مرهقة، ولكن الرهق هو أن تكتب كمن يمشي على الشوك.
** على كل حال، فلنقرأ ما يلي نصاً: (نلتزم بتوزيع السكر للمواطنين قبل رمضان بالسعر القديم، ولن نسمح للجان الشعبية بالمتاجرة فيه)، هكذا يتحدث والي الخرطوم مخاطباً رد فعل شوارع الخرطوم..حسناً، فلنسأل بعد الثناء والشكر: إن كان توزيع السكر بالسعر القديم مقدوراعليه اقتصادياً، فلماذا الإعلان عن قرار السعر الجديد ثم تنفيذه في المتاجر قبل أن يجف حبر القرار؟ هذا شيء، والشيء المهم : ماذا يعني الوالي بعدم السماح للجان الشعبية بالمتاجرة في السكر؟ وهل كان هذا الأمر مسموحاً قبل التحذير بعدم السماح؟ وهل كانت اللجان الشعبية – خليفة الحكومة في الأحياء والقرى – من الجهات التي كانت تتاجر في سكر الناس، أو كما يوحي تحذير الوالي؟ وإن كانت كذلك – أي إن كانت اللجان الشعبية جزء من مافيا السكر – فهل عدم السماح لها بعدم التمادي في هذه الجريمة يكفي عقاباً؟ وإن لم تكن كذلك – أي إن كانت نقية وبريئة من تهمة المتاجرة بسكر الناس – فلماذا يشين الوالي سمعتها بهذا الوعيد الجهير؟ ثم السؤال المهم جدا: هل الأزمة التي تمر بها – على سبيل المثال، لا الحصر – العاصمة (أزمة سكر بس؟) إن كانت تلك فقط هي الأزمة،(ما حسبتها صاح)، فالمواطن ليس نملاً بحيث يخرج غاضباً وباحثاً عن (السكر بس).
** وعلى نسق ذاك الجار، نقرأ ما يلي أيضاً: (جئنا بخبراء لمكافحة مرض أصاب جوز الهند، وكذلك لدينا مشروع ناجح في تربية أسماك البلطي ليستفيد منه طلاب جزر القمر، وجئنا بأطباء ليعالجوا مئات المرضى، وسوف نفتتح معهداً للتدريب المهني، وسنجلب مستثمرين للاستثمار في القرنفل، والآن ندرب معلمين قمريين على اللغة الفرنسية، وكذلك ندرب قابلات قمريات في مجال الولادة والتمريض، ونقف مع الحكومة القمرية في تهيئة البنية التحتية لجزر القمر)، أو هكذا يتحدث هاشم عبد المطلب – المنسق العام لولاية الخرطوم بجزر القمر لآخر لحظة – معددا إنجازات ومشاريع ولاية الخرطوم بجزر القمر، بهذه البشريات، تثبت ولاية الخرطوم أنها ما شاء الله وتبارك الله – ولاية ثرية وواعية بحيث تقف مع تلك الحكومة في خندق واحد من أجل بناء البنية التحتية للدولة القمرية، وتكافح للشعب القمري مرض جوز الهند، وتربي لهم أسماك البلطي، وتجلب لهم المستثمرين ليستثمروا في القرنفل، و(كمان بتدرب ليهم الدايات)، فالتحيات الطيبات لحكومة الخرطوم على هذه المشاريع وغيرها بجزر القمر، ونطالبها بالمزيد حتى تتصدر جزر القمر قائمة الدول العظمى، وننصح بالتركيز على (زراعة القرنفل وتدريب الدايات)، خاصة أن معطيات استياء الخرطوم الحالي تشير لأن السبب هو عدم زراعة القرنفل وتجاهل أمر تدريب القابلات، ولكي لا يحدث بجزر القمر ما يحدث بالخرطوم حالياً، نقترح لحكومة الخضر إرسال قوافل تحت شعار (نزرع القرنفل وندرب الدايات).
[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]