ماذا سيقول مرسي للترابي ؟
من اكبر انجازات حسن الترابي التنظيمية انه استطاع ان يفصل اخوان السودان عن التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وعمق ذلك الفصل بخطوات ايدولوجية تتمثل في تجديداته الفقهية المتطورة كموقفه من المرأة والفنون ولكن الاهم في تركيزه على السلطة والوصول اليها بأي ثمن,, تحالفات مع آخرين (جبهة الهيئات ثم جبهة الاحزاب بعد اكتوبر) تعاون مع العسكر (النميري) ثم انقلاب كامل الدسم (البشير) ومن المؤكد انه بعد استلام السلطة وبتلك الطريقة مد لسانه للتنظيم العالمي عامة والمصري خاصة قائلا لهم (انتظروا الديمقراطية ودونكم التجربة الجزائرية) وبالفعل فتحت الخرطوم اذرعها لكل التنظيمات الاسلامية والقومية (مؤتمرالشعب العربي والاسلامي ) فكان ما كان
الجماعة الاسلامية في مصر وفي تونس استمرت في معارضتها للانظمة القائمة وان جينا للحق فان تلك الانظمة كانت غير متهاودة في علاقاتها مع الجماعة الاسلامية لا بل كانت تتاجر دوليا بحربها . فكانت الثورات وكانت الانتخابات التي كافأت الحركات الاسلامية وكان وصول النهضة للحكم في تونس والمرسي في مصر وفي الطريق ليبيا وربما اليمن او حتى سوريا وهكذا وصلت الجماعات الاسلامية للحكم بطريقتين الانقلابية كما في السودان والثورية ثم الديمقراطية كما في تونس ومصر مؤخرا ولعل النموذج المصري سيكون له التأثير الاكبر على الآخرين
قد يكون من المبكر الحكم على تجربة الاسلام السياسي في مصر فالباب مفتوح على كل الاحتمالات فقد تنجح وتندمج في المجتمع المصري فالعمل الجماهيري هو انجع ادوات الدمج وتفرز مكونا ثالثا بعد الدمج وقد تحاول (الكنكنشة ) وتنفرد وتنعزل لكن وفق المعطيات القائمة الان لاسبيل لها للنجاح في الانفراد ولعل هذا من حسن حظها و في كل الاحوال اذا اخفقت لاسباب ذاتية او موضوعية سوف تسقط في اقرب انتخابات وتعود الى قواعدها وتواصل من حيث وقفت ففي كل الاحوال اللعبة الديمقراطية فيها حماية كافية للحركة فقد تغنم فيها ام ترضى من الغنيمة بالاياب
من المؤكد ان اخوان مصر الان هم الذين يمكن ان يمدوا لسانهم لاخوان السودان قائلين اقبلوا على دربنا والصوابر جوابر ولكن الاهم في حصيلة التجربتين الاسلاميتين السودانية والمصرية يمكن للحركات الاسلامية السياسية ان تخرج بنتائج ودروس تغير بها من مناهجها العقيمة القديمة وسلوكها السياسي المضطرب وتقتنع بان اللعبة الديمقراطية هي الاقرب لمباديء الاسلام والاكثر توافقا مع روح العصر وان الصبر على الديمقراطية مهما طال هو المخرج الوحيد لها . ان الديمقراطية يمكن ان تكون وسيلة وغاية فالعمل وسط الجماهير من اجل كسب اصواتها (الذي يأتي من الانداية صوته مثل صوت الترابي ويمكن ان يرجح الكفة) وبهذا سوف يتجاوزون الايدلوجية القطبية (النسبة لسيد قطب) التي تقوم على العزلة والاستعلاء والارادة بعبارة اخرى ان الديمقراطية تتيح للاسلاميين وغيرهم الاندماج العضوي مع طبقات الشعب كافة وبهذا ستكون وسائلهم وغاياتهم نابعة من شعوبهم فالديمقراطية طاهرة ومطهرة فاسعوا اليها يرحمكم الله.[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]