بين يدي التغيير.. خربشات على جداريّة التشكيل الجديد
* أشار الدكتور نافع إلى أنّ اختيار اللواء يحيى محمد خير أوّل وزير دولة للدفاع، والصحيح أنّ عمر عبد المعروف كان قد سبقه إلى هذا المنصب قبل أكثر من خمسة عشر عاماً.
* عندما قدم الدكتور نافع البروفيسور غندور قال عنه الكثير، ووصفه بصاحب العلاقات الواسعة، فيما قال غندور إنّ هذا اللقاء أردنا من خلاله أن نضع كل المعلومات على الطاولة، لأنّنا نؤمن بأنّ للعمل السياسي مع الإعلام شراكة كبيرة.
* ترحاب غندور بالصحفيين مع جملة صفات أخرى يتمتع بها رجّحت في أذهان الحضور أنّ الرجل يهيئ نفسه لدور حمامة سلام بين السلطة والاعلام، وهو ماغذّى الانطباع بأنّ انفراجا في العلاقة بينهما سيكون راجحاً في وقت قريب.
* بروفيسور غندور أكد أنّه تردّد في قبول المنصب الحزبي والرسمي، مشدّداً على أن ذلك الرفض ليس لادعاء الزهد، كما أنّه ليس محاولة لتجميل الوجه، وقال إنّه عمل مع نافع منذ العام 1996، وشاهده كيف يدير الحزب وتعلّم منه الكثير، وقال: هو يقنعني أن أوافق على هذا التكليف قال لي إنّني لن أظل بعيدا عن الحزب.
* غندور قال إنّ القادمين الجدد ليسوا كلّهم من الشباب، وإن الشباب لم يتمّ الدفع بهم من الصفوف الخلفية، بل ظلوا لفترة طويلة موجودين، مؤكداً الاستمرار على نفس النهج.
* خلال حديثه أعلن غندور أنّ نافع هو الأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقية، وبدا أنّه سيتفرّغ لذلك العمل على مستوى أفريقيا وآسيا، وسينسج تحالفات جديدة يواجه بها الغرب، من خلال حشد الدول ضد مجلس الأمن والقوى العظمى، أي أنّ د. نافع سيوسّع نشاطه ضد أعداء الإنقاذ على المستوى الأممي.
* في إجابة عن سؤال خاص بالولايات المتحدة، قال الدكتور نافع: “العلاقات مع أمريكا، مستقرّة جداً، وعلاقاتنا الخارجية، مع الغرب على وجه الخصوص، ثابتة ومستقرة، وتقوم على أن نمد أيدينا للجميع، ولكن الرغبة محددة بتحقيق مصالح السودان على رأسها قراره الحرّ، الذي لن يساوم فيه، وهذه لا تتأثر بمن يذهب أو يأتي”.
* مشهد الدكتور نافع علي نافع وهو يسبق غندور حتى يجلسه على الكرسي حمل شحنة إنسانية وعاطفية، سببها التغيير الذي مسّ بعض، وليس كل، قيادات المؤتمر الوطني.. المسألة بدت ملاحظة وجليّة لأهل مهنة الصحافة ممن اعتادوا على رصد الملاحظات، وتدرّبت أعينهم على التقاط المفارقات، إذ بدا من خلالها التغيير متجليّاً.
* مثلما اجتهدت الحزب الحاكم كثيرا في عدم الإقرار بوجود أي صراعات أو خلافات في مسارات التغيير الأخيرة، اجتهد الدكتور نافع علي نافع في إخفاء آثار المغادرة بقوة عرف بها، وشكيمة جرّت عليه الكثير من العداوات وعلى منظومته الحزبية.. وهذا أمر جدير بالملاحظة وقراءته، بالنظر إلى خليفته البروفيسور غندور، الرجل صاحب العلاقات الواسعة، والدبلوماسي، وما يجده من قبول من أهل الداخل والخارج.
* العنوان الأبرز لمخاض الأمس، وما سبقه من حراك يمكن القول حوله إنّ حزب المؤتمر الحاكم بعد الاحتجاجات الأخيرة استشعر أهمية الحرص على عدم إثارة مجموعة من الحزبيين المنافحين عن مشروع الإنقاذ، من خلال انتهاج طريق جديد؛ تمثل في سحب الرموز الكبيرة والأصيلة من أهل الإنقاذ من الواجهة، كدكتور الجاز وأسامة عبد الله وكمال عبد اللطيف وأمين حسن عمر وقبلهما بالطبع الأستاذ علي عثمان.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى التخلص من بعض الوزراء الذين دار حولهم لغط كبير ونالوا حظا من سخط الشعب؛ مثل الوزير علي محمود رجل المالية ونجم سياسات رفع الدعم الأخيرة، ثم د. المتعافي بعد آثار صراعاته حول الأسمدة والبذور وغيرها، حيث تمت التضحية بهما رغم أنهما تحملا تبني سياسات حزب حاكم ودولة.
* في القائمة التي تم الإعلان عنها بدت الكثير من الأسماء الجديدة؛ أحمد محمد صادق كاروري، فضل عبد الله فضل، الرشيد هارون آدم، جمال محمود إبراهيم، اللواء ركن يحيى محمد خير، كمال الدين إسماعيل سعيد، ياسر يوسف، حاتم أبوالقاسم مختار، عبيد الله محمد عبيد الله، جهاد حمزة حامد وزير، أوشيك محمد طاهر، الصادق محمد علي حسب الرسول، الصادق فضل الله صباح الخير، محمد أحمد عجب الله، على محمد موسى تاور، فضلا عن الوزراء الكبار من أمثال د. سمية أبو كشوة وصلاح ونسي، معتز موسى ومكاوي عوض وغيرهم.. من ينظر إلى قائمة الوزراء الجدد يلحظ خلوّها – إلى حد بعيد – من الأسماء الرنانة المعروفة، ذات الاتصال بالحزب وحركته الإسلامية، وهذا الأمر نفسه يمكن أن يقرأ على أنه استجابة للتغيير، وإفساح المجال للشباب، لكن ليس لمن رفع لواء المطالبة بحصة شبابية في المناصب.
صحيفة اليوم التالي
أحمد عمر خوجلي
ع.ش