عبد اللطيف البوني

والسودان كيف يا المرسي؟


[JUSTIFY]
والسودان كيف يا المرسي؟

منذ ثورة يوليو المصرية 1952 التي أطلقت قيد السودان وسمحت له بالانفكاك عن مصر لم يحدث تطابق ديمقراطي في شكل الأنظمة في البلدين وإن حدثت تطابقات في الأنظمة العسكرية فالسودان خلال هذه الفترة شهد ثلاث فترات ديمقراطية كاملة الدسم (يناير 956 نوفمبر 1958) ثم (اكتوبر 1964 مايو1969 ) ثم (ابريل 1985 يونيو 1989) فطوال هذه الأنظمة مصر لم تكن تنعم بأنظمة غير ديمقراطية فحسب بل كانت متوجسة من ديمقراطية السودان هذا إن لم نقل رافضة ومقاومة لتلك الأنظمة اللبرالية ولن نبعد النجعة إذا قلنا إن مصر خطت خطوات عملية في إنجاح الانقلابات العسكرية في السودان اثنين بصورة مباشرة والثالثة بطريقة غير مباشرة والشرح الكثير يفسد المعنى.
هذه الأيام مصر تعيش في حالة ديمقراطية لم تتذوق طعمها منذ (متين ياربي؟) بينما السودان يعيش في مرحلة الحزب الغالب في بعض الآراء والشامل في رأي آخرين ولكن المفارقة في أنه حدث تطابق من نوع آخر وهي الصبغة الإسلامية في النظامين بغض النظر عن الطريق الذي سلكه أي منهما في الوصول للسلطة فالسؤال الذي يطرح نفسه في أي اتجاه سوف تسير العلاقة بين البلدين؟ الأمر المؤكد أن هناك روابط ما بين الجماعتين الإسلاميتين في البلدين غير معلنة ويبقى كيف سوف تلقي هذه العلاقة التنظيمية بظلالها على العلاقة بين البلدين فهذه الأخيرة لا تحتمل السرية وإن احتملتها الأولى.
قوبل فوز مرسي بارتياح عام في السودان مع اختلاف الدواعي فعامة الشعب كانت متعاطفة مع الثورة المصرية وغير محبة للفلول بينما الحكومة كانت تخشى من اعتلاء الفريق شفيق لعرش الرئاسة وترجمت الحكومة ارتياحها بمقابلة السفير السوداني في القاهرة كمال حسن علي لمرشد الجماعة الإسلامية في مصر الشيخ/ محمد بديع مقابلة متلفزة على كل القنوات السودانية- نعم السودانية فقط – ولعل هذا مؤشر الى شيء ما. مرشد الإخوان قال للقنوات السودانية إن السودان أولوية بالنسبة لهم في مصر أما الرئيس مرسي لم يذكر السودان بالاسم كما أنه لم يذكر أي دولة أخرى بالاسم اللهم إلا فلسطين والبقية كانت مضمرة في إشارته للعالم العربي والافريقي والمعاهدات والمواثيق الدولية ولكن الأهم أنه قال ليس لدينا فكرة في تصدير الثورة وبالتالي إذا أقام علاقات متطورة مع السودان فلن يعتبر هذه تصديرا للفكرة الإسلامية للسودان لأنها أصلا كانت موجودة فيه.
الأمر المؤكد أن العلاقة بين البلدين لن تكون كما كانت عليه في زمن مبارك ولا حتى في فترة مابين مبارك ومرسي بل ستكون في خانة جديدة ومازال الوقت مبكرا بالنسبة لمرسي لكي يلتفت الى السودان فلديه أولويات أخرى كثيرة ولديه فواتير داخلية واجبة السداد اللهم إلا إذا تطورت الأحداث في السودان وهبت عليه رياح الربيع العربي بأعتى مما هو عليه الآن فساعتها سوف يجد نفسه مضطرا للالتفات للسودان. أما إذا تساءلنا الى أي جهة سوف يلتفت فهذه قصة أخرى ونواصل غدا إن شاء الله.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]