سياسية

الصوارمي : دولة الجنوب في بداية تكوينها وتحتاج الى الاستقرار وان هذه المحاولة الانقلابية لم تجد ترحيبا

[JUSTIFY]وصف عدد من الخبراء العسكريين الذين استطلعتهم (أخبار اليوم) امس حول المحاولة الانقلابية على نظام الحكم بقيادة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بأن هذا الانقلاب غير مرحب به في هذه المرحلة من عمر دولة الجنوب الوليدة.

كما اعتبر هؤلاء العسكريون بأن هذه المحاولة الانقلابية نتاج طبيعي وحصاد سنين بتفشي القبلية والجهوية كما يرون بأنها تهدف لتحقيق مطامع شخصية من قبل المجموعة الانقلابية والتي لها أيضا أجندة خاصة تهدف أيضا لعرقلة العلاقات بين دولتي الشمال والجنوب والتي قطعت خطوات مقدرة بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بينهما. فماذا قالوا.

عدم ترحيب

العقيد ركن الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة قال ان هذه المحاولة الانقلابية غير مرحب بها خاصة في هذه المرحلة من عمر دولة الجنوب الوليدة وهي الآن في بداية تكوينها وتحتاج الى استقرار وحل مشاكلها سلميا مع عدم اللجوء لاستخدام القوة في حسم الخلافات.

ويضيف الصوارمي بقوله أن هذه المحاولة الانقلابية لم تجد ترحيبا من كل دول الجوار لأن عدم استقرار دولة جنوب السودان يؤدي إلى آثار سالبة لدول الجوار أما من ناحية عسكرية نعتقد بأن الاتفاقيات التي أبرمت مع دولة جنوب السودان خاصة اتفاقية أديس أبابا والتي انعكست إيجابا على استقرار الوضع بين البلدين ولذلك لابد من استقرار الوضع أيضا في الجنوب لإكمال ما تبقى من بنود لأنفاذ بقية الترتيبات الأمنية حتى تنعم الدولتين بالأمن والاستقرار والسلام الشامل.
عمل مضاد

اما اللواء ركن محمد عجيب محمد مدير إدارة الأعلام العسكري يعتقد أن دولة الجنوب قد أصبحت على درجة كبيرة في تقارب مع دولة السودان التي تنصب في مصلحة البلدين.

وقال اللواء عجيب أن هنالك تيارات في الجنوب تحبذ هذا التقارب مع دولة السودان وهي مستعدة لدفع هذا التقارب إلى الأمام بأعتبارها عمل إيجابي ينصب في مصلحة شعبي البلدين هذا من جانب ومن جانب آخر فإن هنالك تيار آخر توجه لعمل مضاد لهذا التقارب بين السودان وجنوب السودان وأضاف لا شك أذا نجح هذا الانقلاب سيؤثر سلبا على التقارب ويعود بالبلدين الى مربع الاحتراب لا قدر الله.

خلاف حاد

الفريق جلال تاور الخبير الأمني يقول قد تكون هنالك محاولة انقلابية في دولة جنوب السودان وقد تكون محاولة لتصفية الخصومات خاصة انه قد ظهر عداء بين مجموعة رياك مشار وباقان اموم وسلفاكير ميارديت أثناء انعقاد مجلس التحرير حيث خرج هؤلاء وهم في حالة غضب وهذا مؤشر بأن هنالك خلاف حاد بين الطرفين.

وأضاف اللواء تاور لا شك أن أي توتر امني وعدم استقرار في الجنوب يؤثر سلبا على دولة السودان ونتمنى ان تنتهي هذه المشكلة بهدوء بدون صراعات أو اراقة دماء.
التغلب على المارقين
اللواء حسن ضحوي الخبير الأمني ومدير جهاز الأمن السابق يحمد الله كثيرا ويقول نحمد الله كثيرا بأن استطاع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ان يتغلب على المارقين وهؤلاء معرفون بعدائهم لدولة شمال السودان ويديرون المؤامرة من داخل كنيسة تايقر مع أن معظمهم من دينكا أقار المعروفة بولائها لسلفاكير.

وأضاف اللواء ضحوي قائلا نتمنى عدم حدوث خسائر بأقصاء هذه المجموعة.

قوة غير منضبطة

اللواء ركن الفاتح عابدون قال أن الحركة الشعبية قد استولت على الحكم بعد الانفصال فكانت هي القوى الغالبة والقوة العسكرية غير المنضبطة بهيكل وقيادة تستقر عليها وتوجه التعليمات والأوامر العسكرية كما هو معروف في القوات العسكرية.

ويضيف كما أن الحركة الشعبية أيضا هي عبارة عن مجموعات من القبائل التي حاربت وقامت بترتيب نفسها وحضرت قياداتها من انجلترا ودول اخرى وتلاقت وانطلقت هذه المجموعات بغرض تحقيق مطامع شخصية وكانوا يحاربون بدعم خارجي كما وجهت اتهامات لهؤلاء المجموعات بسرقة الأموال كما أن تأثير هذه المجموعات طال على القاعدة.

ويواصل اللواء عابدون بأن سلفاكير بعد الانفصال حاول الارتباط بالجنوب لمصلحة الجنوب وليس لمصالح شخصية وحاول ان يتخلى عن هذه المجموعات غير المنضبطة واضطر أن يواجه الشخصيات الكبيرة حيث أن هذه المجموعات كما ذكرت انفا كانوا في انجلترا ودول اخرى وتجمع هذه الشخصيات الذين ليس بينهم رابط محدد ولذلك أن التمرد على رئيس دولة الجنوب كان متوقعا سواء من قبل رياك مشار أو باقان اموم الذين كانوا غير راضين بتوجه سلفاكير للمسار المنضبط وخاصة في مسار العلاقات ما بين السودان ودولة جنوب السودان والحمد لله لقد تمكن سلفاكير من السيطرة عليهم وفشلت هذه المحاولة الانقلابية.

تأثير مباشر وغير مباشر

وقال اللواء ركن عبد الله حسن الأمين الترتيبات الأمنية لدارفور أن هذه المحاولة الانقلابية ينبئ بأن هنالك صراعا داخل مجموعة الحركة الشعبية وسيستمر هذا الصراع أذا لم تكن هنالك توافق فيما بينها وتفضل المصلحة العامة لدولة جنوب السودان لتكون اعلي من المصالح الشخصية لهذه المجموعات وأضاف لا شك أن هذه المحاولة الانقلابية ستكون لها تأثير على دولة الجنوب الوليدة في نفسها وذلك بعد أستتاب الأمن والاستقرار كما سيكون لها تأثير مباشرة وغير مباشر على دولة السودان اقتصاديا واجتماعيا وفي هذا الجانب إلى عملية اللجوء من الأخوة الجنوبيين وبالتالي يشكل عبئا أضافيا إلى جانب تأثيرها الأمني السالب على الحدود.

نتاج طبيعي

العميد ركن عبد الوهاب طه عثمان الدفاع الجوي وصف المحاولة الانقلابية بالنتاج الطبيعي وحصاد السنين والمتمثل في تفشي القبلية والجهوية والآن يحصدوا ما زرعوا ولذلك كان متوقع ان يكون هناك صراع قبلي بين النوير والدينكا والمتمثلين في سلفاكير من الدينكا ومشار من النوير وان حسم هذا الموقف سيكون للأقوى ويواصل العميد طه بقوله آثار هذه المحاولة الانقلابية لن تنتهي قريبا وستستمر لفترة طويلة ما لم يحدث انصهار ووحدة وطنية لقبائل الجنوب وأشار إلى أن هذا الصراع بين أولاد قرنق منهم ربيكا ضد مراكز القوى الأخرى المنافسة لهم في الجيش الشعبي وقام سلفاكير ميارديت بحسمها.
شوط مقدر

مقرر لجنة الترتيبات الأمنية الأستاذ احمد محمد قال أن أي تأثير أمني بين الدولتين الجارتين لا شك يؤثر سلبا على الشعبين الشقيقين في دولتي شمال وجنوب السودان باعتبار أن الدولتين تتمتعان بموقع استراتيجي متميز كما ان اي اضطراب امني في الشمال او الجنوب له تأثير على مستوى المواطن في الشريط الحدودي بين الدولتين خاصة ان الدولتين قد تمكنتا من قطع شوط مقدر في مسألة تأمين الحدود وفتح المعابر لانسياب الحركة التجارية واضاف نناشد اخوانا في دولة الجنوب الاحتكام لصوت العقل للمحافظة على دولتهم الوليدة والعمل على تحقيق آمال شعب جنوب السودان الشقيق في العيش في أمن واستقرار وسلام في ظل دولتهم الوليدة بعد الانفصال.

صحيفة أخبار اليوم
ت.إ

[/JUSTIFY]