الاسد يولعها

الاب عندما يكون نافذا وذو مكانة على اي مستوى من المستويات يتحول الي طاغية تجاه ابنائه في المقام الاول لانه يشكلهم على وضعه بطريقة مباشرة او غير مباشرة فشيخ القبيلة وشيخ الطريقة وشيخ الطائفة ورئيس الحزب ورئيس الدولة ورئيس النظام كل هؤلاء يجعلون اولادهم يدورن في فلكهم ومن خلال التنشئة ويندر ان تجد ابنا او ابنة يخرج من هذا الاسر خاصة في بلدان العالم الثالث والمجتمعات المتخلفة بصفة عامة فالرئيس السوري (المجهجه الان ) بشار الاسد يقف اليوم اكبر شاهد على طغيان الاباء على الابناء فهذا الشاب كان بعيدا عن السياسة تمت تنشئته الخاصة على اساس انه طبيب وفي الطب طب العيون (رقة ورومانسية ) وكان والده يجهز في شقيقه باسل لخلافته ولكن فجاة توفى باسل فكان لابد لسدنة النظام من اختطاف بشار من الطب وتجهيزه لخلافة والده فتم تعديل الدستور له بالمقاس ليصبح عمر الرئيس 34 سنة عوضا عن اربعين سنة.
حاول بشار تقديم تجربة تختلف عن تجربة والده الدكتاتورية الطائفية التسلطية ولكن السدنة وقفوا امامه ومنعوه فسار على درب الاب في زمن يختلف عن زمن الاب . ثم غشى الربيع العربي سوريا ولما كانت الدولة السورية مختطفة في يد الطائفة لم يجد الاضراب العام والعصيان المدني ومظاهرات الجمع فكانت حتمية المواجهة بين الثوار والنظام واحتمل الثوار حربا ضروسا وفقدوا الكثير من الارواح اذ دخل الجيش النظامي بتقيله في المعركة وبما ان لكل فعل رد فعل تطورت قوة الثوار العسكرية بعد ان كان اعتمادهم على القوة الاعلامية والاتكاء للذبح فوصلت المعركة مع النظام مرحلة حرب الشوارع فهاهي حلب رغم كثرة الدماء المراقة تكاد تسقط في يد الثوار الذين دخلوا احياء دمشق المقفولة للنظام (المزة).
اخيرا ركب النظام اعلى خيله وهدد باستعمال اسلحة الدمار الشامل من كيمائي وجرثومي ولكنه لم يقل كما قال صدام من قبل انه سوف يوجه اسلحة الدمار الشامل نحو اسرائيل رغم بعده الجغرافي عنها فالنظام السوري كان الاولى بما قاله صدام لان اسرائيل تحتل ثلث اراضيه (الجولان) وقامت بكذا عمل استفزازي داخل دمشق ذات نفسيها ومع ذلك اسرائيل قالت انها لن تتركه وسوف تتدخل خوفا من ان يتحول السلاح الكيماوي لحزب الله في لبنان حليف الاسد وبعد تحفظ روسيا حليف الاسد الرئيسي على تهديده باسلحة الدمار الشامل اصبح الطريق ممهدا لاسرائيل.
هناك رأى قوي يقول ان الاسد هدد باستخدام اسلحته الدمار الشامل ليذكر اسرائيل وبالتالي المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه بانه هو الشخص المؤتمن على هذه الاسلحة بدليل انه يملكها من زمن طويل ولم يهدد بها اسرائيل واسرائيل متاكدة من ذلك بدليل انها قضت على صدام حسين واسلحته وهي الان تجهز للقضاء على اسلحة ايران ولم تتطرق لاسلحة سوريا في يوم من الايام . ولكن حتى ولو ابقت اسرائيل على الاسد فان شعبه لن يبقيه فقد وصل مرحلة اللاعودة معه عليه لابد هنا من ان نتذكر تهديدات ايران بان كل المنطقة سوف تشتعل بسبب سوريا لان ايران تعلم ان نهاية الاسد ليست غاية انما هي فقط لتنظيف الطريق نحو ايران.
اغلب الظن انها حرب عالمية في ثوب اقليمي ف(ارجو الله في الكريبة).
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]