الطاهر ساتي

شكراً.. هناك فرح غير قابل للنفي ..!!


شكراً.. هناك فرح غير قابل للنفي ..!!
** جهد حكومي بمطار الفاشر يصنع فرحاً، فلنفرح في زمان صار فيه الباحث عن الفرح – في دهاليز مؤسسات الدولة – كما الباحث عن المدينة الفاضلة في عالمنا هذا..علي ميرغني، مدير مطار الفاشر، يبشر الأهل والبلد، قائلاً : ( ركبنا أحدث جهاز رادار بتكلفة تقدر بـ(350.000 يورو) ، وركبنا إضاءة حديثة على طول المدرج بتكلفة تقدر (1.5 مليون دولار)، وذلك لتأمين التشغيل المسائي للمطار، وشيدنا صالات وصول ومغادرة بمواصفات جيدة، وكذلك زودنا المطار بعدد خمس عربات إطفاء تعمل آلياً)..هذا الحدث قد لايعني شيئاً لأهل المدائن الذين يتخذون الإسفلت مساراً سلساً لرحلاتهم من وإلى الخرطوم وغيرها، ولكنه يعني الكثير للمدائن التي يعتمد أهلها – في حلهم وترحالهم – على الطيران..والفاشر إحدى تلك المدائن، وكذلك نيالا ثم الجنينة..وبالمناسبة، تساءلت هنا في فبراير الفائت ( ليه منافع ما عايزة تشيد مطار الجنينة، رغم انها شالت القروش قبل خمس سنوات؟)، فغضبت شركة منافع، ثم وعدت بتشييد المطار قبل 20 إبريل 2013، وهذا للتذكير فقط لاغير، علماً بأن لزراع بلادي حكمة تقول لمن يعدهم بوعد فترته عاماً ( ح نصبر .. السنة حبل البقر)، أي قصيرة.. ونأمل أن تفي منافع بوعدها وتنجز هذا المطار في الأشهر القادمة ، لكي لا يلتحق مصيره بركب (طريق الإنقاذ الغربي).. ولهذا، أي لأن المشاريع في دارفور لاتنتهي كما يجب ، يسعدنا حدثاً من شاكلة انتهاء مشاريع التحديث بمطار الفاشر..!!
** وخبر تحديث مطار الفاشر يجر أخباراً أخرى، سعيدة أيضاً، وذات صلة بسلطة الطيران المدني أيضاً..منتصف يونيو الفائت، عقد مدير عام الطيران المدني مؤتمراً صحفياً وزع فيه تقرير المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، والذي ارتقى فيه مستوى السلامة بالسودان من المستوى الثاني ( عام 2011)، إلى المستوى الأول ( عام 2012)، وهو المستوى الذي يضع الدول التي تقل نسبة النقص في التطبيق الفعال لإجراءات السلامة عن (30%)..إذ نتائج التدقيق الطوعي الذي أجرته المنظمة الدولية بالسودان – 16/ 19 مايو 2012- تشير بانخفاض النقص في التطبيق الفعال لإجراءات السلامة إلى نسبة (15- 20 %)، وهي النسبة التي وضعت السودان – لأول مرة – مع دول ذات عدة وعتاد من شاكلة (استراليا، ماليزيا، السويد، الكويت، وغيرها)، حسب نص التقرير المنشور في موقع ( برنامج الإيكاو لتدقيق السلامة الجوية)..سعدت بهذا الخبر كأي سوداني يحب الخير لسودانه، ولكن تفاجأت – قبل أسبوع تقريباً – برسالة من داخل هيئة الطيران المدني ينفي فيها كاتبها صحة الخبر، بل يقول بصريح العبارة ( لقد كذبت عليكم إدارة الهيئة، بحيث لم يزر أي وفد من الإيكاو السودان ولم يجر تدقيقاً للسلامة الجوية ولم يكتب تقريراً )، فطويت الرسالة بحزن، وتساءلت : إلى متى يدفع الأهل والبلد ثمن الصراعات الشخصية أو الحزبية القابعة في مؤسسات الدولة؟، وإلى متى يضع البعض أنفسهم كمحور للكون والسودان، بحيث ما يضرهما يضر الكون والسودان وما ينفعهما ينفع الكون والسودان؟..ولماذا لانترفع عن الصغائر، بحيث نقول لمن أحسن (أحسنت) ..؟؟
** لقد جاء وفد الإيكاو إلى السودان بطلب من هيئة الطيران المدني يا (باشمهندس!!!)، ولهذا أسموه بالتدقيق الطوعي، وهو نوع من التدقيق لايقبل عليه إلا من يثق في سلامة عمله..وأجرى الوفد عملية تدقيق شاملة، برئاسة مصطفى حمادي، ونائبه مايكل بانجاد، وعضوية ساشا أولفر، و ستجد تقريرهم وصورهم – بموقع المنظمة والهيئة وبعض وسائل الإعلام ذات المواقع الإلكترونية، وتقريرهم مفرح جداً، إذ جاء بموقع بلدك في قائمة السلامة الجوية من القاع إلى ما دون القمة بقليل، فلماذا تنفي حدثاً كهذا (موثق بالأرقام والنسب) في واقع هيئتكم وموقع تلك المنظمة؟.. ليس حزباً سياسياً ذاك الذي اجتهد في السلامة الجوية بحيث يحتل وطنك مع تلك الأوطان ذاك المستوى الصداري، بل هم بعض العاملين معك منذ ربع قرن ونيف، وقد يكون فيهم بعض زملاء الدراسة، فلماذا تجتهد في نفي وتكذيب جهدهم يا ( هندسة !!!!) ؟.. بالتأكيد، لتنتصر لهوى نفسك الأمارة بالقيادة أو بمأمورية أو ما شابه ذلك .. وعليه، لعن الله أهواء النفس الأنانية حين تختزل ذاتها في (المصلحةالعامة)..!َ

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]