دماغي كده
هذه الأيام أقوم بقراءة كتاب إسمو دماغى كده و هو كتاب رائع يحوى الكثير من المقالات التي جمعها الكاتب المصري الساخر الدكتور : أحمد خالد توفيق حول مواضيع مختلفةإخترت لكم منها هذا المقال الذي من الواضح أنه كتب في عهد (الفرعون) :
لا يوجد ثقاب يا حضرات .. هذه هي الحقيقة المريعة التي أدركتها بعد البحث في عشرة أماكن، والسبب كما قال لي البقال هو أن سعره سيرتفع ليصير جنيهين إلا الربع للكاروصة بعد ما كان جنيهًا. كما تعرف تكفي أية إشاعة في مصر عن ارتفاع سعر شيء ما كي يختفي من على ظهر البسيطة. قال لي البقال هامسًا: هل تصدق أن المشابك الخشب اختفت كذلك ؟ـ
لا أعرف أهمية المشابك الخشب ولست مستعدًا للغضب من أجل اختفائها .الثقاب شيء تافه، وهذه الزيادة لعب أطفال بالنسبة لما حدث للزيوت والمكرونة واللحم والبنزين، لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي فرحت أردد
ـربنا ياخدهم أو ياخدنا !! ـ
والبقال ينظر لي في دهشة من ذلك الطبيب الذي فقد أعصابه لأن سعر الثقاب ازداد خمسة وسبعين قرشًا. لابد أنه تساءل عن مدى شُح هؤلاء الأفندية. لكن الثقاب ليس كل شيء بل هو آخر قائمة مرهقة من الأعباء التي تتضاعف يومًا بعد يوم وبسرعة لا تصدق بعد العلاوة إياها، حتى أن نفس البقال قال لي ذات يوم ساخرًا
ـسعر الزيت النهارده كذا .. أصل أسعارنا بتتغير كل يوم زي الصاغة !ـ
ربنا ياخدهم أو ياخدنا .. هذا حل عادل بالنسبة لي، والثقاب مهم لنا إذا أردنا أن نحرق أنفسنا فلماذا يختفي ؟
ماذا يريد هؤلاء القوم منا ولماذا لا يتركوننا نحيا ؟ لماذا يصحون كل يوم من نومهم ليجعلوا الحياة أعقد ويتأكدوا من أننا نزلنا طبقة في السلم الاجتماعي ؟.. لماذا لا يكتفون ويرحلون بما سرقوه منا إلى جزر الكاريبي ليعيشوا كالملوك ، ويتركوننا نحيا بما تبقى في هذا البلد ؟ .. وما الفارق بين أن تكون ثروة الواحد منهم 20 مليارًا وأن تكون 21 مليارًا ؟. هم فقط يريدون أن يعتصروا الليمونة حتى آخر قطرة .. لن يركبوا الطائرات المتجهة إلى سويسرا قبل أن يتأكدوا من أن آخر موظف قد صار حافيًا وآخر طفل قد مات بسوء التغذية وآخر سنتيمتر مكعب من الغاز الطبيعي تم ضخه لإسرائيل، عندها فقط يسافرون وينسون كل شيء عن مصر .. ربما يظهر واحد منهم في التلفزيون السويسري ليتنهد ويقول: مصر أم الدنيا .. واحشاني قوي
المشكلة هي أنك قد تكون ميسور الحال نسبيًا، لكنك لا تضمن أي شيء من أي نوع. عرفت جراحين زملاء لا يكفون عن العمل والكسب، برغم هذا يشعرون بقلق مريع من الغد، ومن اليوم الذي قد يصيرون فيه عاجزين عن العمل، فالجراح مثل أي شخص آخر (شغال على دراعه). مهما ادخروا في المصرف فمن الوارد أن يفيقوا ليكتشفوا أن ما ادخروه صار يساوي 31 جنيهًا لا أكثر، أو أن المصرف ذاته لم يعد له وجود
كنت أمر جوار طابور من طوابير الخبز، عندما رأيت ذلك الرجل الأصلع ممزق الجلباب ذا الستين عامًا يخرج من الطابور بولادة عسرة حقيقية .. فمه مفتوح في لهفة والعرق يبلل جبينه وهو يحتضن كومة من أرغفة الخبز في حنان ووله حقيقيين .. صورة مجسدة للخلاص والفرحة والظفر
رأيته يتوقف إلى جوار الرصيف لحظة ليتأمل جيدًا في روعة ما حققه، وفي اللحظة التالية رأيت على دراجة ذلك الصبي الذي تشي ثيابه بأنه حرفي، ينقض على الرجل ليخطف بضعة أرغفة من الكومة وينطلق مبتعدًا بسرعة البرق. في ثوان تحول وجه الرجل إلى الحسرة المجسمة ودموع الغيظ احتشدت في عينيه لكنه صار عاجزًا عن الغضب أو السباب .. شيء ما في عينيه يشي بأنه فقد إنسانيته فلم تبق لديه من عاطفة إلا الجوع والظمأ
قلت لنفسي: الحمد لله أنني لست المسئول المباشر عن هذا الرجل ولا الفتى السارق !
كسرة :
قرأت في إحدي الصحف الإجتماعية مؤخراً أن أحدهم كان يسير بمدينة الثورة بأمدرمان وهو يحمل (كيس خضار) فإنقض عليه شخص وخطفه منه مولياً الأدبار وسط دهشة المارة يعني أنحنا وأولاد بمبة الحالة (سيم سيم) !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو و ووو)؟
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]