عبد اللطيف البوني

رمضان , أحزان الشيوعية والإخوان


[JUSTIFY]
رمضان , أحزان الشيوعية والإخوان

على طريقة فراش مدرسة حنتوب سابقا الذي قال (غريبة انه ثورة اكتوبر تقع في رمضان) هذا عندما صادف أن كانت ذكرى ثورة اكتوبر ذات سنة في رمضان ففي رمضان هذا تصادفت ذكريان تخصان الشيوعية والإخوان بالدرجة الاولى ثم كل السودان ربما بذات الدرجة فانقلاب هاشم العطا يوليو 1971 جاءت ذكراه الواحدة والأربعين في بداية رمضان الجاري أما بالنسبة للحركة الإسلامية فقد جاءت الذكرى الثالثة عشرة لانقسامها الأشهر والذي اصطلح عليه باسم المفاصلة فقد كانت في ديسمبر 1999.
بعد أن شقت الطائفية مؤتمر الخريجين (طق) ثم تخلى السيد اسماعيل الأزهري عن قيادة المتعلمين السودانيين في حزب مستقل على نسق المؤتمر الهندي بعيدا عن الولاءات التقليدية دخل المثقفون السودانيون من دعاة التحديث في متاهة سياسية الى أن ظهرت الحركة الشيوعية العالمية وأسست لها فرعا في السودان يدعو للتحرر الوطني فكان ملاذا لبعضهم ولكن هناك من المثقفين من اعتبر الشيوعية اغترابا عن واقعه فظهرت حركة الإخوان المسلمين التي أنشأت لها فرعا هي الأخرى في السودان ومن ذلك الوقت أصحبت الحركة اليسارية الشيوعية وحركة الإخوان المسلمين هما القطبان اللذان استقطبا المتعملين السودانيين فسيطرا على القوى الحديثة من حركات طلابية واتحادات ونقابات وامرأة. حدث هذا بالتزامن بدرجة أقل وبالتناوب بدرجة أكبر فالشيوعيين كانوا المسيطرين على ساحة القوى الحديثة في الخمسينات وفي الستينات بصورة أكبر والإسلاميين في السبعينات وفي الثمانينات بصورة أوضح.
تنامت الحركة اليسارية الى أن اختارت الطريق العسكري للقفز على السلطة في مايو 1969 أما يوليو 1971 فكانت شيوعية خالصة وكانت النتيجة صراع السلطة اليساري الذي أودى بحياة زعماء الحزب الشيوعي الذي كان يعتبر يومها أكبر حزب شيوعي في اقريقيا (الزعيم الراحل نقد يرفض هذه الصفة ) الحركة الإسلامية تنامت هي الأخرى في عقدين الى أن قفزت الى السلطة عسكريا في يونيو 1989 واستمرت الحركة الإسلامية في السلطة موحدة على الأقل ظاهريا الى أن انشقت (طق) في رمضان 1999 ذهب زعيمها في معارضتها وأصحبت هي مجرد مشروع سلطة.
الأمر المؤكد أن الشيوعيين الحقيقيين وكذا الإسلاميين الحقيقيين قد اجترا (الذكرى الأليمة) في الأسبوع الأول من رمضان هذا والأمر المؤكد كذلك أنهم اقتنعوا أن السلطة والصراع عليها هي التي (جابت خبر) الايدولوجيتين (لندع التنظيمات جانبا) وبالتالي لابد من أن تطرح عدة أسئلة من المهتمين بالشأن السياسي السوداني ولعل أهمها لماذا فشل المثقفون السودانيون في الوصول للسلطة بدون طائفية (الأزهري) وبدون عسكرية (عبد الخالق والترابي)؟ لماذا فشل المثقفون السودانيون في تكوين أحزاب قومية أفقيا (من نمولي (سابقا) الى حلفا ورأسيا (تجمع بين المنتمين للقطاع التقليدي والقطاع الحديث ) ؟ الأوفق أن نستعين بصديق أو أصدقاء للإجابة على هذه الأسئلة فيا عبد الله الفكي البشير وعادل ابراهيم حمد وآخرون ايدكم معانا إن شاء الله ينالكم ثواب في هذا الشهر الكريم.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]