تحقيقات وتقارير

مهاجرية تقتحم القمة الافريقية


[ALIGN=JUSTIFY]أبلغت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي «يوناميد»، الحكومة رسميا امس انها لن تغادر مهاجرية وأكدت ان قواتها ستبقى بالبلدة لحماية المدنيين، رغم صعوب المهمة في اعقاب تحذيرات حكومية لها بتنفيذ هجمات عسكرية من جانب القوات المسلحة قد تعرضها للخطر،بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كافة الاطراف في دارفور بإيقاف أي نشاط عسكري،وشدد على حركة العدل والمساواة بالانسحاب فوراً من مهاجرية،محذراً من ان استمرار العنف في دارفور «سيؤثر دون شك في اجراء الانتخابات المزمع عقدها في يوليو ، في مواعيدها».
في غضون ذلك، طالب القادة الأفارقة في جلستهم الافتتاحية أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا علي ضرورة تجميد طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية الخاص بتوقيف الرئيس عمر البشير، بل ذهبوا ابعد من ذلك عند ما أكدوا علي ضرورة وجوده كرئيس للسودان لضمان الوصول إلى حل لقضية دارفور.
وأعلن الاتحاد الأفريقي عن تكوين آلية اتصال بالمجموعة الدولية ومجلس الأمن لحث الدول علي تأجيل طلب التوقيف لمدة عام.
وقال رئيس البعثة المشتركة رودلف أدادا، في تصريحات امس عقب اجتماعه بوكيل وزارة الخارجية الدكتورمطرف صديق ان الحكومة لم تطلب من البعثة مغادرة مهاجرية الا انها حذرت من تعرضها لمخاطر حال تنفيذ قواتها لهجمات عسكرية ضد حركة العدل والمساواة الموجودة داخل المنطقة، واوصتها بالمغادرة خشية اصابتها بمخاطر جراء العمليات العسكرية التي ستجرى.
وأعلن أدادا ان البعثة ستظل بالمنطقة وفقا لتفويضها الممنوح لها لحماية المدنيين على الرغم من صعوبة المهمة، معربا عن أمله ان لا تغادر قوات البعثة مهاجرية في كافة الظروف وأضاف «سنبقى طالما هناك مدنيون» وقال «علمنا ان القوات الحكومية ستدخل في القتال ونحن نود الاطمئنان على قواتنا وعلى المواطنين» ،مشيراً الى انه قطع مهمته في اديس ابابا من خلال مشاركته في فعاليات قمة الاتحاد الافريقي من اجل الوصول الى خطوة نهائية بشأن هذا الاجراء والبقاء بالمنطقة لضمان حماية وسلامة المدنيين فيها.
وقال المتحدث الرسمي باسم البعثة نور الدين المازني، إن رئيس البعثة التقى كافة الاطراف الحكومية، واوضح من خلال لقائه ان مهمة البعثة في الاساس هي حماية النازحين والمدنيين وهي الاولوية القصوى بالنسبة لعملهم، وأكد المازني وجود نحو ثلاثة آلاف مواطن يحتمون بمقر البعثة وتابع «كيف نتركهم ونرحل..؟ هذا ما لا يمكن ان يحدث، فوجودنا يثير ارتياح المواطنين».
واصدرت يوناميد امس بياناً اشارت فيه الى ان الاوضاع الامنية لاتزال حتى الآن هادئة نسبياً في القطاع الجنوبي ، لكنها قالت انه لايمكن التنبؤ بما يمكن ان يحدث نظرا لعمليات القصف الجوي وكثرة حركة طيران مجهولة تحلق فوق مهاجرية.
واكدت البعثة ان نحو 5 الاف نازح من المدينة تجمعوا في مقر البعثة للمرة الثانية منذ اندلاع المعارك هناك،
وقالت البعثة ان شخصين اصيبا بجروح جراء انفجار وقع صباح امس، مشيرة الى انهما يتعالجان في مستشفى مهاجرية.
من جانبه طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كافة الاطراف في دارفور بإيقاف أي نشاط عسكري،وشدد على حركة العدل والمساواة بالانسحاب فوراً من مهاجرية،محذراً من ان استمرار العنف في دارفور «سيؤثر دون شك في اجراء الانتخابات المزمع عقدها في يوليو ،في مواعيدها».
وناشد كي مون لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للقمة الافريقية أمس كل الأطراف المعنية في دارفور بالعمل على تحقيق السلام عبر التفاوض، وطالب حركة العدل والمساواة بالانسحاب من منطقة مهاجرية فوراً حتى لا يتفاقم الوضع الأمني، واعتبر ان تردي الأوضاع يعيق التنفيذ الكامل ويؤثر سلبا على سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان ،واضاف « إذا استمر العنف في دارفور فإن الانتخابات المزمع عقدها في يوليو من هذا العام ستتأثر دون شك بالقيام في مواعيدها»،مشيراً الي استمرار عدم الاستقرار والمعاناة في دارفور رغم الجهود الكبرى التي يبذلها المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة وقوى حفظ الأمن هناك.
لكن كي مون جدد حاجة يوناميد الي مجموعة من المعينات بما في ذلك ثماني عشرة طائرة هيلكوبتر تشغيلية معبرا عن تقديره للحكومة الأثيوبية لوعدها بتقديم طائرات هيلكبتر تكتيكية.
وفي مؤتمر صحافي بأديس أبابا، بحضور عدد من مساعديه أبرزهم أحمد ولد عبدالله مبعوث الأمم المتحدة بالصومال، قال كي مون إن الأوضاع في دارفور ما تزال تواجه تحديات، واكد تعاون المنظمة الدولية مع الحكومة السودانية لاقرار الامن في دارفور ، لتضطلع قوات يوناميد بمسؤولياتها.
وفيما يخص الجنائية الدولية، طالب كي مون، البشير بضمان سلامة المدنيين وكفالة حقوق الإنسان وتنفيذ اتفاقية السلام، واستعرض جملة من القضايا في القارة الأفريقية خاصة في السودان والصومال والكونغو وزيمبابوي وقضايا أخرى من قبيل الأزمة المالية والتلوث البيئي والأمن الغذائي.
من جانبه، اعلن مفوض الاتحاد الافريقي جان بينج عن جهود تبذل لبداية مفاوضات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة، وناشد كل الأطراف المعنية خاصة الحركات المسلحة بأن تلتزم دون شرط أو قيد بالجلوس لمفاوضات سلمية، وأضاف أن هناك جهودا قد بذلت من أجل نشر قوات الهجين لحفظ السلام في دارفور واشار الي أنه بحلول مارس القادم سيكتمل نشر 80% من هذه القوات واشار الي أنه تلقى تأكيداً حول ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية قال بينج إن مجلس الأمن والسلم الافريقي والمفوضية الأفريقية يبذلون جهودا مستمرة من أجل تأمين دعم المجتمع الدولي لتأجيل إجراءات المحكمة لتعطى فرصا أطول للسلام، مشيرا لتشجيعهم للحكومة من أجل الاستمرار في جهود السلام والتوصل لحل لنهائي لقضية الاقليم.
من جهته امتدح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ،جهود السودان لتحقيق السلام، وقال إن الجامعة العربية والاتحاد الافريقي عقدا اجتماعات بالدوحة للعمل على بدء مفاوضات السلام ،داعيا المحكمة الجنائية الي تأجيل إجراءاتها.
واكد الأمين العام للجامعة العربية أن استقرار السودان مرتبط بالأمن القومي العربي والإفريقي، وأعلن توجه وفد عربي إفريقي مشترك عالي المستوي قريبا إلى نيويورك لتأجيل خطوات المحكمة ضد البشير إعمالا للمادة ال 16، كما استنكر موقف المحكمة من جرائم إسرائيل بحق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني.
من ناحيته اعتبر الرئيس التنزاني رئيس الدورة المنتهية للاتحاد الافريقي جاكايا كاكايتي أن اجراءات المحكمة الجنائية تعيق جهود السلام في السودان، واضاف أن الاتحاد الافريقي لا يسعه الا أن ينظر بإيجابية لجهود الحكومة السودانية في تحقيق السلام فى الجنوب وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل باعتبارها من النقاط المضيئة.
من جانبها اعلنت حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي رفضها اخراج قوات يوناميد من منطقة مهاجرية، وطالبت بالتأني والتشاور مع الاطراف .
وقال الناطق الرسمي للحركة مصطفي الجميل للصحافة ان الحركة ترفض اخراج قوات يوناميد من منطقة مهاجرية رغم انها لم تقم بمهامها ،واعتبر ان دورها سلبي حاليا لانها كانت تعلم بتحركات حركة العدل والمساواةلدى هجومها على مهاجرية .
الخرطوم:أديس أبابا : نهى عمر الشيخ :الصحافة [/ALIGN]