سياسية

الأمم المتحدة تحذر من حدوث “حمام دم” فى جنوب السودان

حذرت الأمم المتحدة اليوم الأحد من “حمام دم” محتمل فى جنوب السودان، إثر تحرك عناصر من ميليشيا معروفة بوحشيتها فى هذا البلد، فى الوقت الذى تتعثر فيه الوساطات الهادفة إلى منع الوقوع فى حرب أهلية.

وقال جوزف كونتريراس المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة فى جنوب السودان إن “الأمم المتحدة شديدة القلق إزاء المعلومات التى تفيد بان عددا كبيرا من الشبان المسلحين يتقدمون على الأرجح نحو مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي”.

وأضاف المسئول الأممى أن “هؤلاء الشبان يتحركون فى الولاية منذ بعض الوقت مع احتمال قيامهم بمهاجمة مجموعات أخرى”.

وفى وقت بدت فيه الأوضاع هادئة نسبيا، جددت حكومة جنوب السودان السبت اتهامها لنائب الرئيس السابق رياك مشار بتعبئة الاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها.

وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوى إن “رياك يجند شبانه من قبائل النوير، بأعداد تصل إلى 25 ألفا ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة” فى ولاية جونقلى .وأضاف “يمكن أن يشنوا هجومهم فى أى وقت. نحن فى حال استنفار لحماية المدنيين”.

ووفقا للقائم بأعمال حاكم جونقلى اوجاتو تشان فإن العاصمة الإقليمية بور تبدو رغم ذلك “هادئة”.وقال إن النوير موجودون على بعد 110 كلم ويستعدون للزحف باتجاه المدينة، مؤكدا مع ذلك بأنه واثق فى بان الجيش الذى “أخذ مواقعه” على استعداد “لصدهم”.

ورد موسى رواى المتحدث باسم المتمردين، مؤكدا ان نائب الرئيس السابق “لا يعبئ قبيلته”، لافتا إلى أن الشبان المذكورين هم جنود فى الجيش قرروا طوعا حمل السلاح ضد الحكومة.ومن الصعب التكهن بمدى سيطرة مشار على هذه المجموعات إلا أن التهديد باحتمال مهاجمة مدينة بور أكيد.

وأكد المسئول الأممى كونتريراس استنادا إلى الطلعات الاستطلاعية التى تقوم بها طائرات تابعة للمنظمة الدولية وجود شبان مسلحين على بعد نحو خمسين كيلومترا شمال شرق بور.

ومن دون أن يؤكد تبعيتهم لمشار أو تنسيقهم معه دعا “الأطراف الذين لديهم تأثير على هذه المجموعات المسلحة الى إقناعها بالتوقف فورا عن التقدم لتجنب حمام دم جديد”.

ومجرد ذكر اسم “الجيش الأبيض” الذى يطلق على هذه المجموعات المسلحة، يعيد إلى الأذهان سنوات الرعب والمجازر التى وقعت فى جنوب السودان.

فقد قاتلت هذه المجموعات الى جانب مشار فى التسعينات خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب قبل استقلال جنوب السودان فى تموز 2011.

وفى نهاية العام 2011 ومطلع العام 2012 واجهت هذه المجموعات فى جونقلى قبيلة أخرى هى قبيلة المورلى ما أدى إلى معارك دامية بسبب خلافات حول سرقة ماشية.

وتأتى هذه الاتهامات فى وقت ناشد قادة دول السلطة الحكومية للتنمية “ايجاد” المنظمة التى تضم بلدان القرن الأفريقى وشرق أفريقيا الجمعة كير ومشار التحاور ووقف القتال قبل 31 ديسمبر.
جوبا (أ ف ب)