عبد اللطيف البوني

بترول الجن


[JUSTIFY]
بترول الجن
عذراً عزيزي أستميحك في قراءة الأسطر التالية والتي سبق أن نشرتها وبـ(ضبانتها) في هذا المكان يوم الإثنين 6 فبراير من العام الحالي :–
بعد قدر لا بأس به من الاطلاع على الوثائق المتعلقة بالخلاف بين جمهوريتي السودان (القديمة والجديدة) حول النفط حاولت وضع نفسي في موضع الوسيط وهذا هو حصاد وساطتي .كمقدمة لابد من مراعاة أمرين الأول أنه لابد من الاعتراف بمبدأ جبر الضرر فالسودان كان يعتمد على نفط اكتشفه ونقبه وصدره وهذا النفط أصبح مملوكاً لدولة أخرى فعلى هذه الدولة أن لاتعرض اقتصاد السودان للانهيار بسبب النفط وهذا أمر معترف به عالمياً وفي نفس الوقت على السودان مراعاة أن دولة جنوب السودان دولة ناشئة فقيرة تعوزها البنيات الأساسية وهي سوف تبدأ من الصفر …….
حكومة السودان تطالب بمبلغ 36 دولاراً للبرميل رسوم عبور وهي في هذا المبلغ أدخلت رسوماً غير مفهومة مثل رسم السيادة فطالما أن هناك رسوماً مفروضة على المرور فإضافة رسم سيادة أمر لامعنى له. حكومة جنوب السودان رأت أن تدفع 63 سنتاً للخط الذي يحمل البترول الخام و69 للخط الذي يحمل البترول المكرر هذا بالإضافة لتكاليف المعالجة والمناولة وهي تصل إلى أكثر من عشرة دولارات للبرميل للشركات التي تقوم بها الآن ورأت حكومة الجنوب أن تدفع هذه للشركات مباشرة لا بل تحصلت على موافقة من تلك الشركات ولكن حكومة السودان عنفت تلك الشركات وتراجعت عن اتفاقها مع حكومة الجنوب وإن جينا للحق لايحق لتلك الشركات الاتفاق مع حكومة الجنوب لأن اتفاقها أصلاً مع السودان كما أنها تتحصل على ميزات تفضيلية من السودان في مشاريع وخدمات أخرى عليه القول أن حكومة الجنوب رأت أن تدفع أقل من دولار ليس صحيحاً فالصحيح أن حكومة الجنوب فرقت بين الشركات وحكومة السودان فيما سوف تدفعه…… وبدون إرهاق القارئ بتضريبات (من زول قادي رياضيات) فإنني اقترح أن تكون رسوم العبور 29 فاصل 50 الجملة كتابة تسعة وعشرون دولاراً وخمسون سنتاً (ياولد !) . طبعاً ياشيخ أمبيكي لن يقبل الطرفان هذا الاقتراح لأن المشكلة ماعادت مشكلة نفط إنما مشكلة تانية,,, وياحسرة..(انتهى النص المعاد)
بعد نشر هذا النص هبت عواصف كثيرة على العلاقة بين البلدين ولعل أهمها عاصفة هجليج ولكن يبدو أن الولايات المتحدة استطاعت أن تلتقط النفط وتبعده عن القضايا العالقة الأخرى مستغلة حاجة البلدين له، وحاجة الصين له لاسيما وأن النفط الإيراني مهدد بالتوقف وهذا يعيد للأذهان مافعله كيسنجر بعد أكتوبر 1973 عندما رفع شعار الفصل بين السياسة والنفط ( غايتو يا اليانكي عليك جنس شدة !!!) ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يكون البترول بذرة للثقة بين البلدين ؟ هل يصبح مدخلا ًلحل بقية القضايا العالقة؟ إذا لم تتم تسوية ملف الأمن هل سوف يستمر تدفق النفط ؟ وبقى شيء أخير وهو علينا أن نذكر أن هذا النفط كان السبب في استعار الحرب الأهلية عندما كان الجنوب جزءاً من السودان وهو السبب في قسمة نيفاشا لأن نيفاشا قامت على قسمة السلطة وهذه قامت على قسمة الثروة وليس هناك ثروة اقتسمت غير البترول .ثم كان السبب في الحرب بين الدولتين (هجليج ) وهاهو النفط يعود الآن رافعاً المنديل الأبيض فهل يصدق؟ إن صدق فسيكون قد تحول من نقمة إلى نعمة . يبدو أن البترول أصبح أهم لاعب في المنتخب السياسي السوداني
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]