عبد اللطيف البوني

ابليس في اديس


[JUSTIFY]
ابليس في اديس

بعد ان يتم التوقيع على اي اتفاق بين طرفين يتحسب الناس للخطوة القادمة وهي تفاصيل تنزيل الاتفاق على ارض الواقع لذلك يقولون ان الشيطان في التفاصيل حيث تبدا مرحلة الشد والجذب والاخذ والرد (دا ما كدا والمقصود كدا , والنص يقول كدا , لا انت فهمت النص دا غلط وكلام من هذا الكلام) ولكن اتفاق النفط الذي تم بين دولتى السودان مؤخرا في اديس بدأ ظهر شيطانه قبل التفاصيل وبدأ اللت والعجن في (عضمه) و(من قولة تيت) . الشئ الطبيعي انه بعد ان تم الاتفاق يوقع عليه باقان وادريس ثم يعقدان مؤتمرا صحفيا يوضحان فيه محتوى الاتفاق ولكن لم يحدث شئ من هذا القبيل انما افترق الوفدان دون تصريح او حتى تلويح (من سكات) وتركا امر (الكشف) لجهات اخرى حتى في مطار الخرطوم لم يتحدث الوفد للصحفيين الذين احتشدوا لمعرفة الحكاية (في الحتة دي) يبدو ان باقان في جوبا كان اكثر تفوقا من جماعة السودان اذ صدرت عنه تفاصيل ولا بل ومشاعر حيث قال اننا تعرضنا لضغط امريكي لكي نوافق
الارقام شبه المتفق عليها حتى الان هو ان السودان سوف ياخذ 25 دولار فاصل 8 في كل برميل نفط يعبر اراضيه من الجنوب اما التفاصيل فتقول ان الشق الاكبر من هذا المبلغ وهو 13 دولارا وفي رواية 14 سيكون عبارة عن جبر ضرر للسودان لفقدانه للنفط الذي كان يشكل نسبة كبيرة من ميزانيته فالجنوب وافق على مبلغ ثلاثة مليارات ونصف تدفع موزعة على البراميل ولمدة ثلاث سنوات ونصف وبعدها سوف ياخذ السودان مبلغ 11 او 12 دولارا للبرميل تنقص ولاتزيد بما ذلك رسوم المعالجة التي تذهب للشركات الاجنبية والتي تصل الي سبعة دولارات ومع ذلك السودان ليس متضررا انما الجنوب هو الاقرب للكسب لانه اذا توقف الضخ لاي سبب من الاسباب فان الشمال لن يفقد رسوم العبور انما دولارات التعويض كذلك وهي الاكبر
مكسب السودان الاكبرسيكون في توقف الحرب في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان لان هذه الحرب هي التي تستنزف الخزينة الخاوية مبلغا يفوق العائد من المبلغ المذكور اعلاه بكثير ويتضخم الكسب اذا انسابت التجارة بين البلدين فكثير من عائدات النفط في الجنوب ستعود على السوق السودانية وسوف يتعملق المكسب عندما (تبقى الصداقة قرابة ويربح الطرفان) فاذاً ياجماعة الخير القصة اكبر من البترول بكثير بس محتاجة لتكبير افق
في القضايا العالقة بين البلدين اسهل قضية هي النفط لان فيه (الحساب ولد) وبالتالي يمكن التعامل معه بطريقة (امسك لي واقطع ليك) ثم حاجة البلدين لدولاراته لاتحتاج الي درس عصر ومع ذلك كان للرافعة الدولية القدح المعلى في الوصول لذلك الاتفاق بدليل الضغوط التي مورست على الطرفين ففي يوم الاتفاق كانت كلنتون في جوبا والبشير في قطر ثم ترحيب اوباما شخصيا وبان كي مون والصين بالاتفاقية (التقول ثلاثة مليون برميل مش ثلاثمائة الف ) فكل هذا يشي الي ان الضامن للاتفاقية هو (المجتمع الدولي) فو كان الامر بيد الطرفين احداهما او كلاهما سوف نسمع ونرى (هيجات وهوجات وهجاليج) ومع ذلك نتمنى ان تكون اتفاقية النفط محضر خير ومدخل لخروج الكثير من الشرور بما فيها شرور النفوس.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]