عبد اللطيف البوني

عملها عادل إمام؟


[JUSTIFY]
عملها عادل إمام؟

جماعة مسلحة منسوبة للمتطرفين الاسلاميين المصريين تريد القيام بعملية عسكرية في اسرائيل وفي طريقها اعتدت على ثكنة عسكرية لحرس الحدود المصري في سيناء قتلت منهم تسعة عشرا عسكريا ثم توجهت الى اسرائيل حيث كانت قوة عسكرية اسرائيلية في انتظارها فأبادتها عن آخرها فقامت القيامة في مصر فبعضهم استغلها ضد الرئيس مرسي بطريقة (ديل جماعتك) فقامت المظاهرات ضده ومنعه الأمن من حضور تشييع الشهداء. اسرائيل رفعت صوتها بضرورة التعاون المصري/ الاسرائيلي لمحاربة الارهاب وقالت إن المشكلة في الحدود المصرية/ السودانية حيث يتم تهريب الاسلحة (عصفورين بحجر) اما جماعة الاخوان المسلمين في مصر فقد قالت إن كل العملية كمين وتدبير اسرائيلي فانقسم الرأي المصري لا بل جيرت العملية لدعم مواقف سياسية مسبقة . المرسي من جانبه استغل الحادثة فعزل رئيس المخابرات ثم وزير الدفاع الطنطاوي ذات نفسيه والغى المرسوم الدستوري التكميلي فوجه ضربة قاضية للمجلس العسكري (عمل انقلابا على العساكر والفلول) فصفق له الثوار وجماعته واعتبروا أن الثورة بدأت بإبعاد العسكر عن السلطة ثم قام بضربات جوية ضد المواقع المشتبه وجود ارهابيين فيها في سيناء فبرأ نفسه من تهمة التعاطف معهم.. بحق اغتنم المرسي الريح الجديدة.
وانا اطالع متابعا حيثيات الخبر اعلاه قفز الى ذهني مسلسل فرقة ناجي عطا الله الذي يقوم ببطولته النجم عادل امام والذي تتلخص احداثه في سرقة بنك اسرائيلي في قلب تل ابيب والذي يبث حاليا في عدد كبير من القنوات العربية فحكاية التسلل من الحدود المصرية الى اسرائيل ورفح المصرية ورفح الفلسطينينة والامن الاسرائيلي كل هذه ملامح مشتركة بين العملية العسكرية والمسلسل وقد وصل بي الامر أن ربطت بين العملين الواقعي والدرامي بطريقة (هذه من تلك) ثم وجدت تعضيدا كبيرا لما ذهبت اليه من المحامي المصري الكبير والمشهور برفع القضايا ضد الدولة في مصر نبيه الوحش الذي قال إن ماقامت به اسرائيل رد فعل لمسلسل ناجي عطا الله الذي يتابعونه في اسرائيل بشغف شديد.
المسلسل يغوص وبحبكة درامية متقنة في المجتمع الاسرائيلي ويكشف التصدع والتمزق الذي يحدث هناك كما انه يصور الاجهزة الامنية الاسرائيلية بأنها قوية من الخارج فقط ومهترئة من الداخل كما انه صور الفرد الاسرائيلي بأنه انسان مادي يقدم مصالحه الخاصة على اي قيمة اخلاقية او مبدأ . خلاصة الفكرة في المسلسل أن اسرائيل يمكن أن تهزم اذا عرف العرب مواطن الضعف فيها اي انها نمر ورق بغض النظر عن صحة الوقائع التي قام عليها العمل الدرامي من عدمها وبغض النظر عن الميلودراما التي صبغت العمل فإن رسالته موجعة بالنسبة للاسرائيليين لذلك تابعوه ليعرفوا ماذا يقول الآخرون عنهم او على الاقل ليروا صورة لهم غير التي رسموها لأنفسهم اما بالنسبة للمشاهد العربي فالمسلسل يقدم صورة ذهنية جديدة لاسرائيل يتمناها العرب كما يقدم الشخصية العربية ممثلة في المصريين وحزب الله والسوريين واللبنانيين والعراقيين بصورة مشرقة اذا تعاونوا.
عليه لكل الذي تقدم يمكن التهكن بأن تكون عملية سيناء الاخيرة على الاقل من حيث التوقيت رد فعل مباشرا لمسلسل ناجي عطا الله وإن لم تكن يصبح مجرد الربط بينهما يوضح اهمية الصورة الذهنية في عالم اليوم واهمية عدم التفريط فيها وامكانية استخدامها في الصراع الاممي وتبقى الدراما هي المشكل الاول لتلك الصورة فاعتبروا يا ايها القائمين على الامر.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]