دوائر حكومية أم وكالات إعلانية؟
الدكتور محسن الصفار كاتب ساخر عراقي المولد في عام 1968 درس الطب النفسي في اوكرانيا وتخرج سنة 1998 ، اشتهر بكتابة القصص والمقالات الساخرة في مختلف المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية له عدة كتب منها كتاب عالم مجنون مجنون و مجنون يحكي وعاقل يسمع إليكم إحدى مقالاته الساخرة بالعنوان أعلاه :
سعيد محاسب شاب يحب عمله ويخلص فيه ويسعى لان يكون دوما مثال الموظف الجيد الذي يرضي ربه وضميره وفي احد الايام ذهب مدير قسم الحسابات في اجازة مرضية فتولى سعيد مهام مدير الحسابات لبضعة ايام ريثما يعود وفي ثاني ايام عمله الجديد استدعاه المدير العام الى مكتبه كي يناقش معه بعض المدفوعات المستحقة .
اخذ سعيد الفواتير والطلبات المالية ودخل على المدير الذي لم يكلف نفسه عناء النظر اليه وأستمر يقرأ الجريدة التي في يده ظل سعيد واقفا ينتظر اشارة من المدير العام حتى انتفض الاخير فجأة وهو يقول :
الله لايوفق هذا الصحفي كل مرة يكتب مقال سيئ عن مديريتنا وكأن ليس هناك في البلد غيرنا يجب ان نضع حدا لهذا كي لاننفضح اكثر امام كبار المسؤولين .
وهنا تنحنح سعيد وقال :
اذا كان مايكتبه كذب فيمكننا ان نرفع دعوى قضائية على الصحيفة .
نظر اليه المدير وقال :
هل انت مجنون ام منتشي ؟ اي دعوى نرفعها على صحيفة, هل تريدهم ان يخصصوا صفحة يوميا لذمنا وكشف مستورنا ؟ افضل طريقة ان نعطيهم اعلانات كي يكفوا شرهم عن مديريتنا وكما يقول المثل اطعم الفم تستحي العين .
استغرب سعيد وقال :
ولكن اعلان ماذا سنعطيهم ياسيدي المدير ؟ فقد انفقنا هذا العام مبالغ خيالية على انواع واقسام الاعلانات في الجرائد والمجلات والتلفزيونات حتى اننا دفعنا 10 الاف ثمنا لاعلان مناقصة كل قيمتها الف .
فكر المدير ثم قال :
هذه من ضرورات العمل ياسيد سعيد ,آه تذكرت , الم تتزوج ابنة خالة السيد الوزير قبل يومين ؟ ضع اعلان تبريك للوزير باسمي واسم العاملين في المديرية صفحة كاملة بالالوان .
قال سعيد وهو يشعر بالغضب :
ولكن ياسيدي اعلان كهذا سيتكلف مبلغا طائلا ونحن في المديرية نعاني من العجز في الميزانية اصلا وليست لدينا مثل هذه المبالغ كي نصرفها .
نظر اليه المدير باحتقار وقال :
هل تريد ان تعلمني شغلي يا ولد ؟ اي ميزانية واي ترهات ؟ اليست لدينا اي اموال في حساب المديرية ؟
نظر سعيد الى الكشف امامه وقال :
لدينا سيدي ولكنها الاموال المخصصة لشراء باصات لنقل الموظفين لان مديريتنا بعيدة ويعاني الموظفين الويلات للوصول في الوقت المحدد .
ضحك المدير بسخرية :
ماهذا الدلع ؟ باصات ؟ انا لا يقلني الباص كل يوم ومع ذلك اصل بكل سهولة .
قال سعيد متعجبا :
ولكنك ياسيدي تستقل سيارة المديرية المرسيدس مع سائق خاص .
قال المدير بتأفف :
هذا ليس بيت القصيد مرسديس او غير مرسديس المهم لسنا بحاجة هذا العام باصات ويمكن تاجيلها للعام القادم والان ارسل هذه النقود للاعلان .
احمرت عينا سعيد من الغضب على هذا الاستهتار وفجأة قال للمدير بحدة :
لدينا ايضا في الحساب نقود المتعهدين الذين انجزوا اعمالا للمديرية ما رأيك لو وضعنا اعلان تبريك للسيد وكيل الوزارة لان كلبته انجبت ثلاث جراء؟ او ما رأيك ان ننقص رواتب الموظفين ونضع بها اعلانا لتبريك زوجة الوزير بمناسبة عودتها من رحلة التسوق في باريس , ها ما رأيك سيدي ؟
طرد سعيد من العمل وكان الاعلان التالي في الجريدة هو طلب محاسب بدلا عنه !
كسرة :
هذه القصة (طبعن) تصلح لأي بلد عربي !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو ووو ووو)؟
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]