تحقيقات وتقارير
الرقصات الشعبية في السودان.. حركات تعبيرية مختلطة بالفروسية والقوة

الكمبلا رقصة القوة أشهر الرقصات الشعبية السودانية تعتبر الكمبلا من الرقصات الشعبية السودانية الشهيرة والتقليدية في جنوب البلاد تشتهر بها قبائل النوبة في جنوب كردفان وهي تقليد اجتماعي عبارة عن احتفالات متواصلة لفصل الخريف ومناسبات الزواج والمناسبات السعيدة المختلفة .
كما تعتبر هذه الرقصة مهرجانًا للازياء الخاصة التي تحمل دلالات القوة والشجاعة وينتظرها اعضاء القبيلة بترقب كبير وترافقها اغانٍ عن الشجاعة والكرم والامل ويعود ظهور الكمبلا الى القرن الثامن عشر وكانت ترتبط بنضوج الصبية ويتشبه مؤديها بالثيران القوية حيث يضع الرجال قرونًا على رؤوسهم ويحملون على ظهورهم جلود حيوانات ثقيلة جدًا دلالة على التحمل والقوة والشجاعة ومن طقوس هذه الرقصة المميزة لا يحق لمن هو هو دون سن العاشرة ممارسة رقصة الكمبلا كما لا يحق لمن لم يمارسها لمدة ست سنوات ان يضع قرون البقر على رأسه وفيها توزع النساء في حلقات ويقمن بترديد اغنيات فيما الرجال يرقصون في الوسط ويقومون بحركات ايقاعية بالرجلين وينتقلون من مكان إلى آخر وعليهم بالرقص لاطول فترة ممكنة ومن يصمد كثيرًا يترك له مسؤولية حماية القبيلة.
رقصات النقارة «شوشنقا والتونجي» يقول الأستاذ عادل حربي في كتابه «فنون الاداء التمثيلية في السوان» يطلق لفظ نقارة على الآلات الايقاعية التي ينقر عليها او يضرب عليها عند اقامة الاحتفالية وهي منتشرة في غرب البلاد بصورة كبيرة جدًا حيث لكل القبائل هناك ولكن الاختلاف يكون في الأداء وحتى شكل النقارة يختلف من قبيلة لأخرى فمثلاً النقارة عند الميدوب غنية بموروثات ادبية وشعبية لها طابعها المميز متمثلة في الحكم والامثال التي توارثها الأبناء عن الأجداد وبطابعها الخاص ويؤدونها بحيث تأخذ النساء شكلاً دائريًا ويتوسطهن الضارب على النقارة رجلاً كان ام امرأة ويبدأ الرقص في شكل هرولة مع قفذات خفيفة ومن مسميات هذه الرقصات «شوشنقا» وهي رقصة تختلف في سرعتها وفي حركة وايقاعات النقارة المتناسقة مع حركة الراقصين السريعة واللعب بالضفائر بالنسبة للنساء يمينًا ويسارًا على حسب حركة الرأس ومن ابجدياتها ان ان يفتتح الرقص بالنساء اولاً ويهرولن في شكل ائري حول ناقر النقارة وهذا لا يعني عدم تدخل الرجال نهائيًا بل يتنافسون للدخول لحظة بعد الأخرى لرفع روح الحماس في ساحة الرقص واعطاء بعض الهدايا «للنقار» او الراقصة الماهرة وغالبًا ماتكون هدايا نقية ايضًا «التونجي» من رقصات النقارة وهي رقصة مختلفة تؤدَّى بحماس وقوة ويكون الرجال في الصف المعاكس وتتقدم احدى الفتيات نحو صف الرجال للتنبيه على المجموعة التي وقع الاختيار عليها والمطلوب انزالها في ساحة الرقص.
رقصات الشرق «صقرية» والسيف تتميز رقصات اهل الشرق عمومًا بالسيف وتشتهر عن قبائل الهدندوة والبني عامر وتتماشى مع الايقاعات والغناء الشعبي مع حركات تعبرية اهمها القفز.. اما «الصقرية» فهي من الرقصات المرتبطة بالفروسية وتنتشر في سهل البطانة وشرق السودان وتسمى «الصقرية» لأن الراقصين يؤدونها وهم في وضعية اشبه بالصقر الجارح بل يقوم احدهم بفرد ملفحته متشبهًا بجناحي الصقر ويستلقي الآخر على الارض كما الضحية ويحوم حوله فاردًا جناحه كالصقر الكاسر منقض على فريسته..
أهل الشمال ورقصات تحاكي تمايل أوراق النخيل «طمبور وطار» شمال السودان ايضًا له من الخصوصية في الثقافة الشعبية المحلية باع طويل ومرتبطة بالطمبور عند الشايقية وقبائل النوبيين والجعليين وغيرهم في تلك المناطق، وللشايقية اسلوبهم في الرقص والغناء وبمسميات مثل «الفردة» وترقص بنوعين من الغناء «الخفيف والتقيل» ونوع الإيقاع يحدد زمن الحركة وشكلها وهذه الرقصة لا يجيدها على اصولها الا القليل من النساء وعند قبائل النوبيين يصاحب الرقص الإيقاعي بالطار والطنمبور رقصات يؤديها الرجال والنساء بشكل متشابه ولكن تختلف حركة ضرب الأيادي للتصفيق عند الرجال مع قفزات متناغمة فيما تتشابك ايادي النساء في صف طويل مع حركة الأيادي للأمام والخلف مثل رقص الحلفاويين والمحس، وفي دار جعل ما يعرف «بالنقزة» وهي قفزات عالية مع ايقاع النحاس او ما يعرف بالدلوكة.
صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله