عبد اللطيف البوني

البلباص,,, ويا ريت

[JUSTIFY]
البلباص,,, ويا ريت

(1)
في مقابلة اجراها الاستاذ محمد حمدان بهذه الصحيفة مع ناظر قبيلة المسيرية الشيخ / مختار بابو نمر طلب بأن يكون الاستفتاء في منطقة ابيي عاما اي لكل مكونات مجتمع ابيي دينكا نقوك ومسيرية وغيرهم وحذر من اجراء الاستفتاء في اكتوبر القادم لأن المسيرية سيكونون في الشمال بعيدا عن المنطقة وطالب بان يكون الاستفتاء في ديسمبر. عندما قال له حمدان إن حق الرعي والعبور جنوبا سيكون مكفولا للمسيرية قال الناظر (دا اسمو البلباص) لانه بعد أن اصبح الجنوب دولة مستقلة يستحيل أن يتمتع فيها المسيرية بحقوق المواطنة, وعوضا عن ذلك طالب الناظر بأن يكون بحر العرب هو الفاصل بينهم والدينكا فشماله للمسيرية وجنوبه للدينكا وحتى في هذا تنازل من المسيرية لأن ارضهم جنوب بحر العرب كبيرة ومعروفة. بعبارة اخرى يرى الناظر مختار أن يكون بحر العرب فاصلا بين الدولتين وبالتالي لا حاجة لهم كمسيرية للذهاب للجنوب بمواشيهم في فصل الصيف، بالدارجي الفصيح يعني ما دايرين كفالة حقوق وأي بلبصة في هذا الموضوع.
(2)
كتب الاستاذ محمد عيسى عليو في مقاله الراتب بجريدة الصحافة الغراء انهم كقيادة رزيقية تم استدعاؤهم على جناح السرعة للسفر لأديس ابابا لتقديم افادات حول منطقة سماحة (سفاها سابقا) والتي اصطلح عليها بـ 14 ميل، ثم سرد الاستاذ وبدقة وبراعة متناهية ما تم من تحركات ومرافعات قام بها وفد الرزيقات ادهشت حتى المفاوض السوداني ناهيك عن الوسيط. وقد استوقفني بصورة خاصة ما قاله الناظر محمود مادبو عندما اشاد بعدل الانجليز لانهم حددوا الحدود بصورة واضحة وسلموا الناس وثائقهم التي تبثت تلك الحقوق ثم تركوا البلاد وها هي وثائق الانجليز امام الجميع اليوم. وقال الاستاذ عليو إن اشادة الناظر بالانجليز لم يكن مخططا لها من قبل الوفد انما جاءت وارد وقت جعلت الخواجات المراقبين يتبسمون لا بل تم تحييدهم تماما فالناظر مادبو بذكاء غير عادي قال للجميع إن ما نقوله لكم هو ما فعله اسلافكم وليس حكومتنا ثم أن اشادته بعدل الاستعمار كانت ضربة معلم في تقديري وهذه قصة اخرى اتمنى أن اعود لها لاحقا.
(3)
إن اهلنا المسيرية والرزيقات هم الذين يطأون جمرة التفاوض الجاري الآن في اديس ابابا ومستخرجاته اي كانت سيكونون هم المتأثرين بها اكثر من غيرهم وان ارضهم واقتصادهم هو بيت القصيد ولاشك اننا في دولة السودان ندفع ثمن اهمال ذلك الحزام الغني بناسه الاشاوس وخيراته الوفيرة فتخيلوا لو أن عُشر (بضم العين) من عائدات النفط كان قد ذهب لتلك المنطقة لكان الحال غير ما هو عليه الآن. لكن نقول شنو؟ ونعمل شنو؟ بس نقول يا ريت.
(4)
إن التفاوض الذي وصل قمته في اديس ابابا ساعة كتابة المقال نهار اليوم الاربعاء والذي نتمنى له من الاعماق أن يصل الى نهايات تنزع فتيل الاشتعال وتهدئ الاوضاع في البلدين عامة وفي الحزام الفاصل بينهما خاصة لان ذلك يعطي دولة السودان فرصة لتعويض المسيرية والرزيقات ما فاتهم ولا نقول مكافأتهم على ما بذلوه من تضحيات لحماية البلاد والعباد. ليت الناظر مختار بابو نمر والناظر محمود مادبو كانا موجودين هناك. بس نقول ياريت.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]