الطاهر ساتي
حروف ..« فتح شهية » …!!
** ويوم العيد بأيام التشريق أربعة ، ولكن لأننا في السودان نهوى العيون التي في طرفها نعس قضينا ثلث هذا الشهر في نوم عميق لم يكن يزعجنا فيه إلا الأكل والشرب والتلفاز ، ولو كان باستطاعة المرء أن يأكل نائما ويشرب ناعسا ويشاهد حالما لنافس أهل السودان أهل الكهف وكلبهم على ذاك الثبات العميق .. وربما حسبنا الصخرة رفيقا مخلصا يشاركها عالم الجماد بلا حراك ..!!
** ومع ذلك نغضب ونثور حين يصفنا البعض بالكسل ، ليس نفيا للواقع المعاش ولكن لتأكيد أننا شعب يعشق أيضا دفن رأس الواقع في رمال المكابرة وتفتخر بتأجيل أعمال اليوم إلى ما بعد العطلات الرسمية ، هذا ما لم تعطلها عطلة أخرى ..!!
** المهم .. بالهناء والشفاء نوم وأكل ثلث الشهر ، وهنيئا للبلد بأيام أخر قادمات بذات النعمتين في هذا الشهر – الما جاري – والتالي ..حيث الخميس رأس السنة الهجرية ، تعقبه الجمعة والسبت ، وكذلك الخميس الأخر رأس السنة الميلادية ، تعقبه الجمعة والسبت ، وفى الخاطر كريسماس وعطلة الاستقلال وسلام الجنوب وكم سبت عقب كل جمعة يسبقها خميس هو في ثقافتنا الشعبية يوم « صفقة و رقيص »…ولست أدري كيف تجاهلت أبوجا وأسمرا إدراج يومي التوقيع في دفتر عطلاتنا الرسمية ..؟..نرتقب العاقبة عند غيرهم عقب الدوحة تحت مسمى عطلة سلام دارفور ..!!
** وهكذا .. « حنشيد نحن بلادنا » .. بالنوم والغناء .. و « حنفوق العالم أجمع » .. في مجال العطلات .. !!
«2»
** التلفاز القومي كما العهد به دائما عند كل عيد .. نفس الملامح والشبه .. برامج من الأمس ، وضيوف يحسبهم المشاهد المتابع مستوطنين في الأستوديوهات منذ عقد من الزمان بعقد إيجار أو تمليك ..خارطة برامجية وكأنها أعدت بعد تشغيل الكاميرات وفتح منافذ البث بطريقة « ..كدى كلمنا في الحتة دي شوية ، يلا ادينا أغنية عشان نرجع نواصل الكلام في الحتة ديك شوية .. ها ها ها ..ارجو أن تكونوا قد استمتعتم ببرنامجنا مع تحيات أسرة اليوم ال ..» ..هكذا ، الشكل العام ، أما التفاصيل فلاحقا، وبالتأكيد ليس كل الكوب فارغا ، وتخصيص يوم للسياحة في السودان يعد من الاشراقات ..وبالمناسبة .. عفوا .. قلنا لاحقا باذن الله ..!!
** شروق جذبتي ببرامج ذكية تكتشف فيها جهد ما قبل البث ، وعقلية معديها تحركت في مساحة المليون ميل مربع برشاقة ..احكي عنها لاحقا باذن الله ..!!
** و ساهور لاتزال تغض السمع عن النصائح وتخلط المدائح المتعارف عليها شعبيا بغرائب وعجائب يرفضها كل ذي دين وعقل .. بعد مدح الملوك والرؤساء ، ها هي تأتي برجل طاعن في السن ومجدول الشعر ورث الثياب يمشي حافيا فى الصحراء ، ويتخلص من بعض ثيابه وطاقيته و يرميها ارضا ثم يصعد قمة جبل باسطا ساعديه وكأنه يريد أن يأتي بما عجز عنه « عباس بن فرناس » .. المشهد يطل عندما يمدح معتز صباحي .. ذاك نموذج مشهد والنماذج كثيرة ، ساهور تسميها ب « فيديو كليب » .. بيد أن المشاهد تعكس للناس « جهل كليب » ..و..« فيديو تخلف » ..!!
** تعظيم المصطفى صلى الله عليه وسلم باتباع نهجه .. النظافة من ذاك النهج .. وكذلك العلم النافع والعمل الصالح ..إلى متى تقف ساهور في محطة بث المدائح ثم إعادة بثها ..؟.. ليس هناك ما يمنع بث برامج تربوية وتعليمية تعلم الناس أمور دينهم ودنياهم بواسطة شيوخ وعلماء التفسير والتجويد والسيرة كما تفعل فضائيات الناس وإقرأ والرسالة .. أم تريدونها أمة كلها ..« دراويش » …؟؟
إليكم – الصحافة الاحد 14/12/2008 .العدد 5553
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]