يوغندا تنتج فيلماً مسيئاً للرسول (ص)
(1 )
عفواً عزيزي القارئ دعنا نتخيل مجرد خيال أن يوغندا أنتجت فيلماً يسئ لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أو بالأحرى تم تحريضها لإنتاج ذلك الفيلم بدفع كافة التكاليف المادية والمطلوبات الفنية وإغرائها بأن هذا سيعود عليها بمليارات الدولارات وبالطبع هذا يمكن أن يحدث فالمطلع على بعض المقررات الدراسية في كثير من الدول الإفريقية جنوب الصحراء سوف يجد مايسئ للإسلام والمسلمين ورسولهم الكريم فالإسلام في تلك المقررات ماهو إلا دين لتشجيع الإتجار بالبشر بالتالي لايمكن اعتبار ما بدأنا به هنا خيالاً محضاً فهو يدخل في الخيال الواقعي فإذا ما حدث مثل هذا الأمر هل يمكن أن تقوم مظاهرات في بلاد المسلمين من طنجا إلى جاكراتا ؟ هل يمكن أن تحرق السفارة اليوغندية في الخرطوم أو يقتل السفير اليوغندي في ليبيا أو تحاصر السفارة اليوغندية في القاهرة ؟ الأمر المؤكد أن هذا لن يحدث ربما تحدث بعض الإدانات والشجب هناك وهناك ولكنه سيكون بقدر مكانة يوغندا العالمية مع احترامنا لها فهي مثلنا في قلة الحيلة والمكانة الدولية والقدرة على التأثير إقليمياً وعالمياً وإن كان موسيفيني (عامل فيها ولاعشرة بقرش وأشهد الله أنني سمعت بأضاني البموت وبيأكلها الدود من موسيفيني مباشرة كلاماً الحاديا ساذجا).
(2 )
إذن ياجماعة الخير يمكننا أن نخرج من (1) أعلاه بقراءة مفادها أن الاحتجاج الإسلامي العنيف الذي كان رد فعل للفيلم المسيئ لرسولنا العظيم لنقولا باسيلي نقولا وقبله الاحتجاج على الرسومات الكرتونية الدنماركية وقبلها على آيات سلمان رشدي الشيطانية وكل تلك الترهات كانت عبارة عن رفض واحتجاج على الهيمنة الغربية والصلف الإمبريالي وما فعله بالمسلمين منذ الحروب الصليبية ثم الغزو الاستعماري ثم التبعية إلى إقامة وطن قومي لليهود على أشلاء الفلسطينيين وبالتالي يكون المسلمون قد استغلوا الإساءة للرسول الكريم وللإسلام للتعبير عن هذا الرفض.
(3 )
إن الأعمال الدرامية الغربية التي تسئ للإسلام والمسلمين ليست جديدة ولن تتوقف ولكن التطور الذي حدث فيها أنها بدأت تستغل محبة المسلمين لرسولهم الكريم وأن المساس به يمثل أعلى درجة لاستفزاز المسلمين لذلك أسرفوا فيها ولن يتوقفوا عن إنتاجها لدق إسفين بين الغرب والشرق عليه على المسلمين أن يغيروا أو على الأقل يطوروا ردة فعلهم على (قلة الأدب ) الغربية وليس بالضرورة أن نقابلها بصعلكة منا إنما لابد لنا من ردة فعل واعية ومتدبرة ولنجعل منها فرصة لإظهار محبتنا لرسولنا الكريم الذي ما أرسل إلا رحمة للعالمين.
(4 )
إن التظاهر والرفض للاساءة للرسول الكريم كان لابد منه لأنه يعبر عن الرفض بالقلب وهذا أضعف الإيمان ولكن الرفض باللسان ليس بالهتاف إنما يتطلب أن ننتج أعمالاً توضح عظمة الرسول وما أحدثه من تغيير في مسيرة البشرية وحسناً فعلت مؤسسة قطرية تقول الأخبار إنها رصدت نصف مليون دولار لإنتاج فيلم بأعلى المواصفات الفنية يحمل تلك المضامين الخيرة التي جاءت بها الدعوة المحمدية أما الرفض باليد وهو المطلوب ليس في حرق السفارات وقتل السفراء إنما في الخروج من الهيمنة الغربية وهذا يبدأ بالتحرر الذاتي من الفقر والمرض والطغيان الداخلي فبلاد المسلمين كلها وبقليل من الاستثناءات تحتاج لثورات داخلية لكي تقوى على رد قلة الأدب تلك.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]