ستوجع النساء رؤوسنا
خلال سنة أو أقل، ستغلق معظم الصناعات الدوائية العربية أبوابها تحت ضغط من فارما وفايزر وروش وأخواتها، فمن مقتضيات العولمة احترام حقوق الملكية الفكرية، ولا سبيل أمام صناعة الدواء في العالم العربي لمواصلة إنتاج أدوية من دون تراخيص، وطالما ان حقوق الإنتاج الأصلية مسجلة باسم شركات أدوية أجنبية، فلا مصلحة لديها لإنتاج نوعيات رخيصة من عقاقيرها في دول أخرى، وبالتالي ستحكم احتكارها بمنع أي شركة من إنتاج أي عقار مسجل باسمائها، ومعنى هذا ان ملايين العرب الذين ينتمون الى الدول الكحيانة التي ترى ان أولوياتها هي «تعزيز الأمن وحماية الجبهة الداخلية من المخربين» سيهلكون بالجملة، لانعدام الدواء الرخيص الذي كانت توفره المصانع العربية، ولا أمل في ان تقف الدول العربية وقفة جنوب إفريقيا في هذا الصدد، حين أبلغت شركات الأدوية الكبرى أنها ستسمح بالقرصنة الدوائية ما لم تحصل على أسعار تفضيلية لتوفير العقاقير الطبية لمواطنيها… وحصلت بالفعل على التنازل والأسعار التفضيلية».
وكي انفي جملة وتفصيلا ما يقال عن أنني عدو المرأة، فإنني أعرب عن تعاطفي مع النساء في الكارثة المرتقبة، حين يختفي البندول من الأسواق.. فلأن النساء ماكرات ويتمتعن بخبث ذكي فإنهن يسرفن في تعاطي البندول للإيحاء بان الرجال يسببون لهن الصداع والمغص، وقد يختفي السكر والخبز من البيت، ولكن البندول يبقى حاضرا على الدوام لأنه وبمجرد إحساس المرأة بأنه لم يبق لديها سوى عشرة أقراص منه فإنها تطلب المزيد منه: يا أبو عنتر روح البقال هات خبز وروب وبندول يا أبو ضرغام هات بطيخ وعنب وبندول.. يا أبو ليث لا تنس ان تجيب البخور الذي طلبته الوالدة بالدي إتش إل من جزر الكناري وعشرين علبة من البندول.. يا سبعاوي جيب قناة اوربيت وبندول يا لاكشمي يا مجنونة انت في يروح داخل يجيب جوتي (حذاء) مال انا منشان انا في روح دكتور منشان عيني يعورني.. وللا أقول لك.. بلاش هذا دكتور ما في زين كلش يسوي جنجال.. اعطيني بندول يقولون زين حق عوار العين.
باختصار فان الأسواق العربية ستشهد شحا في البندول، والأدوية التي تقتل الألم، بعد ان تختفي المسكنات عربية المنشأ، وستقوم قارئات هذه الزاوية بشرائه بكميات تجارية بهدف تخزين وبيعه في السوق السوداء، وبدوري سأقوم بشراء وتخزين البندول لان الله ابتلى زوجتي بعلة جعلتها تتخذ من البندول غذاء رئيسيا، فعند الصباح نضع أمامها صينية الشاي وعليها طبق من البندول بدلا من البسكويت! وفي الغداء تتناول ورق عنب محشي بالبندول، وبما ان البندول زهيد الثمن – حاليا على الأقل – فمن العيب ان يقصر الإنسان في حق زوجته، وخاصة ان عواقب استمرار الألم لديها وخيمة فغالبا ما تقوم زوجتك بتحميلك مسؤولية إيجاع رأسها، بينما أنت تعتقد أنك أحسست بأعراض السكري والضغط والروماتيزم والإمساك والزهايمر وأنت جالس في «الكوشة».. (وقد اكتشفت لاحقا أن عشق البندول إرث متداول في عائلة زوجتي، ثم عرفت أن 109% من النساء يعتبرن البندول، بمثابة البترول، لأنهن لا يستطعن الحركة من دونه، وحماتي من دون فخر تتعاطى 8 بندول يوميا.. يقولون ان رجلا كان يتنزه مع عائلته في غابة استوائية في إفريقيا، حينما اختفت الحماة وبعد بحث مطول عاد أحد الأطفال الى والده: بابا ألحق.. جدتي وراء تلك الشجرة وهناك أسد يتقدم نحوها فرد الرجل بهدوء: على الأسد ان يجد لنفسه مخرجا من تلك الورطة!!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]