الطاهر ساتي

جديرون بالإحتقار …!!

جديرون بالإحتقار …!!
** بلا مقدمات..نعم، المذكرة التي رفعها البعض قبل أسبوع ونيف – باسم الإختصاصيين – لوالي الخرطوم ولنائب الرئيس، كانت بمثابة كلمة حق مراد بها باطل..ونعم، لم يكن الهدف من صياغتها ورفعها إصلاحاً عاماً، بل كان الهدف بكل وضوح : تحقيق مآرب خاصة جداً لبعض الموقعين عليها.. نعم، تم إعفاء بعضهم من مناصبهم فغضبوا، وتم نقل بعضهم إلى مشافي أخرى فغضبوا، وتم رفض عروض شركات بعضهم في عطاء عام فغضبوا، فجمعوا غضباتهم الذاتية في مذكرة لقبوها ب (مذكرة عامة)، أو هكذا أرادوا التسلق على ظهور العامة لتحقيق غاياتهم الخاصة، فرفضت أجندتهم بالوثائق والشخوص والوقائع الموثقة ..نعم، وثقت التفاصيل تحت عنوان (الغرض مرض)، وأعيدها اليوم، وسأبقى على موقفي من قبح أجندتهم مدى الحياة..فليغضب من يغضب إلى حد التبخر، وليحزن من يحزن إلى حد الإنتحار، وليشتم من يشاء كما يشاء، إذ شتائمه لم – ولن – تعكس إلا قبح دواخله، ولن نقابل صاحبها إلا بلسان حال قائل : هل من مزيد يفضح سوء خلقك..؟

** عفواً، وكذلك فليتهمنا من يشاء باستلام رشاوي عامة من وزارة الصحة، وأخرى خاصة من البروف حميدة..وكذلك عليه ألا ينسى إتهامنا – في مجالس السفهاء – بإستلام ذات الرشاوي من والي الخرطوم أيضاً، بل من كل ولاة الأرض.. علماً، لو وزن كل سلاطين بلادنا – من رئيسهم إلى أصغر رئيس لجنتهم الشعبية – أنفسهم وما يملكون، ثم جاءوا بمقدار الوزن ذهباً وزمرداً، فلايسوى ذهبهم وزمردهم قيمة شراء حرف من أحرف الزاوية، ناهيك بأن يشتري موقفاً .. قد تخطئ قناعاتنا في تقدير الأشياء وقد تصيب، ولكنها ليست معروضة للبيع، ودونكم كل الذين بأيديهم السلطة والمال، فليخرج للهواء من كان له مكرمة علينا..ولذلك، فليتهم من يشاء كما يشاء ، إذ ليس للإتهام – في أسواق السفهاء – قيمة مادية، ولاتتفوه به – في مجالس الإفك – إلا أفواه من ليس لهم ( قيمة أخلاقية )..ولذلك، كان – ولايزال وسيظل – كل من يفتقر إلى فضيلة المواجهة المباشرة في سوح العمل العام (إنساناً بلا قيمة)، مهما تعلم ومهما ترقى في مناصب الدولة والحزب ..!!

** وزاوية اليوم دعوة صريحة – لكل غاضب من تلك الزاوية الرافضة لأجندة المذكرة، ولكل متهم لكاتبها بالرشوة – للخروج من ظلام الجُبن وعار الخفاء إلى أضواء الشفافية، ليميز الرأي العام : ( الخبيث من الطيب).. لست من هواة التستر وراء نميمة ولا التدثر بثياب قطيعة ولا التزمل بالدسائس أوالتخفي خلف أجهزة الهاتف ثم الإتصال بإدارة الصحيفة مع الحرص على إخفاء الهوية بخوف كامل الدسم، كما يفعلون منذ الخميس الفائت.. تلك صفات – وأفعال – تليق بمومسات المدينة، ولا تليق بمن وضع نفسه في سوح العمل العام .. أي ليس من العقل أن تزاحموا أولئك في (صفاتهن وأعمالهن)، فأخرجوا للشمس، إن لم تكونوا جراثيماً في جسد الناس والحياة ..!!

** ولمن فاتهم االحديث، ولتأكيد أن الأقدام راسخة في الأرض والجباه تعانق السماء والعيون تحدق في خنوع الأنذال الذين يمشون بين الناس بالنفاق وحب الذات، إقتبس من تلك الزاوية ما يلي نصاً : ( عفواً، سعيكم – وأعني قيادة المذكرة – مشكور، وسواسية أجندتكم الذاتية وآداء وزارتكم في إرهاق المواطن، فالإصلاح العام دائما يبدأ بإصلاح الذات، وليس بالأنانية وحب الذات على حساب الناس والبلد..وإن كان آداء وزارتكم بمثابة رمضاء، فأن منصة الذات التي تنطلق منها أجندتكم الشخصية هي النار)..أها، تلك هي الكلمات التي أزعجت البعض، فشرعوا – منذ أسبوع ونيف – إلى إزعاجنا بساقط القول والفعل.. نعم، يؤرق مضاجعهم أن نقول : ما أنتم إلا فخار يكسر بعضه لتحقيق غايات ليست ذات صلة بصحة الناس والبلد، وسواسية أجندتكم وآداء وزارتكم في البؤس والسوء .. عفواً، لم يزعجنا هذا البعض بمقارعة الوقائع بالوقائع والرأي بالرأي والوثائق بالوثائق(على صفحات الصحف أو في سوح المحاكم)، ولو فعلوا ذلك، لقدرناهم ولجادلناهم بالتي هي أحسن إلى أن نتفق في الرأي بوئام أو نتخلف فيه باحترام..ولكنهم – كما الخفافيش – تشتم رائحة إتصالهم الكريهة بإدارة الصحيفة، وكأننا عبيد عند تلك الإدارة، وتسمع أنين تهديدهم الأجوف، بيد أن وجوههم يكسوها الخفاء.. وليس في الأمر عجب، إنهم كوادر بالحزب الحاكم، ولو لم يتسموا بتلك الصفات لما نالوا ..(بطاقته) ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]