يقفزون، فــ …(نترنح )
** وهكذا يجب أن يكون حال أي ناجح في الحياة.. أي لينجح المرء في الحياة – أو ليحمي نجاحه – عليه أن يساعد الآخرين .. والفرد – مهما تعلم – غير جدير بأن يحمل لقب الناجح في المجتمع ما لم يؤثر إيجابياً على الآخرين، بحيثوا ينجحوا أيضاً..ومن يفكر في النجاح بأنانية لاتساعد الآخرين على النجاح، كمن يحلم بأن يكون سعيداً في عالم البؤساء..علماً بأن نجاح من حولك – فرداً كان أو مجتمعاً – بفضل نجاحك، يحسب نجاحاً لك أيضاً..ولو تأملت كل علوم الدنيا، تجد أن عالماً ناجحاً يقف وراء إكتشاف كل علم ، ولايزال – وسيظل – اسمه موثقاً في كتب الحياة وذاكرة الناس رغم التطوير الذي أحدثته الأجيال في علمه..على سبيل المثال، لو اكتشف علماء اليوم علاجاً يقضي على كل امراض الناس، فان هذا لا – ولن – يسقط الرازي من ذاكرة الناس و الحياة، بل يعيدهم إلى سيرته ونجاحه لينسبوا له هذا الفضل أيضاً.. والمؤمن بأن نجاحه يجب أن يساهم في نجاح الآخرين، لايحسد ولايحقد ..!!
** والمثال الراهن..عندما كان النمساوي فيليكس باومغارتنر يصارع ضغط الغلاف الجوي على إرتفاع (39 كيلومتر)، ليحطم الرقم القياسي للقفز، كان مدربه جوزيف كيتنيغر يصارع أمواج التوجس والقلق على الأرض، بل كان جوزيف أكثر توجسا وأعمق قلقاً من فيليكس، كحال أي مدرب أو أستاذ يشتهي الفوز للاعبه أو تلميذه..ولكن جوزيف لم يكن مدرباً فحسب في تلك القفزة، بل كان من الناحين الذين يؤمنون بمساعدة الآخر على النجاح أيضاً، حتى ولو تفوقوا عليهم .. بهذا الإيمان، ساعد جوزيف لاعبه فليكيس بالتدريب والنصائح والتشجيع ليحطم الرقم القياسي الذي حققه – جوزيف ذاته – في العام 1961، (31 كيلومتر)..نعم، لم يحقد جوزيف على فيليكس بهذا التحطيم ولم يحسد ه، ولم يكن أنانياً، بحيث يبقى على ذاك الرقم القياسي القديم – 31 كم / 1961- مدى الحياة أو حيناً من الدهر، بل مد لفيليكس يد الخبرة ناصحاً ومشجعاً، حتى إنتصر وحقق الرقم القياسي الجديد (39 كم/ 2012)، وتعانقا فرحاً بهذا النجاح الجديد.. !!
** نجاح فيليكس في العام (2012)، لم – ولن – يسقط من ذاكرة التاريخ النجاح القياسي الذي حققه مدربه جوزيف في العام( 1961).. وهكذا نجاح أي ناجح في الحياة كما قلت، إذ لايسقط ولا يتلاشى مهما تكاثف نجاح الآخرين من حوله، بشرط أن يكون نجاحه مساهما في نجاح هؤلاء الآخرين ..جوزيف، بمساعدته لفيليكس، أراد أن يقول للناس : قيمة المرء في الحياة تقاس بمقدار تأثير نجاحه على الآخر ، حتى ينجح أيضاً .. وكذلك بيل غيتس، ثاني أغنى أغنياء العالم، لم يكن مخطئاً حين خاطب طلاب مدرسة ثانوية ذات يوم قائلا : العالم لايهتم بحبك لذاتك، بل ينتظر إنجازاتك حتى قبل أن تهنئ ذاتك ..والإنجاز المعنى هنا هو التأثير الإيجابي لنجاحك على المجتمع..فلنكافح الأنانية لنسعد جميعاً، وكذلك الحسد والحقد لينجح المجتمع ولتنهض البلد.. ورحم الله البروف عبد الله الطيب، قالها أو نسب إليه : هناك سبع قبائل عربية أشتهرت تاريخياً بالحسد، هاجرت خمس منها للسودان .. رحمه الله، لو عاش إلى يومنا هذا وبحث، لقال ( عفواً، كلها جات هنا) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]