البديهيات والطناش ……. (2)
كلنا نعرف أهمية النظافة، وأنها تمنع الكثير من الأمراض، ومع هذا فإن قليلين هم من يغسلون أيديهم عند مغادرة دورة المياه، 40% من البريطانيين لا يغسلون أيديهم بعد استخدام دورة المياه، وعندنا في البلاد العربية والإفريقية يغسل الكثير من الناس أيديهم بعد – وليس قبل – تناول الطعام.. واعترف بكل خجل بأنني وخلال موجات البرد الشديدة لا استحم أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع.. والبركة في الـ«ديودرانت».. بضع بخات وتضمن أن رائحة جسدك لن تضايق من هم حولك، ولا باس من أن أعيد عليكم واقعة كتبت عنها كثيرا، وتتعلق بأول زيارة لي للندن صادفت ذات شتاء، وبسبب الإقامة في «بيت» للشباب/ الطلاب، حيث كانت أماكن الاستحمام من دون أبواب، مكثت نحو 12 يوما من دون استحمام حتى صرت لا أطيق المكان الذي أجلس فيه (أنا).. وصرت معقدا وأتفادى مخالطة الناس كي لا ينفروا مني.. وكلما ذهبت الى مقر الدراسة استخدمت ربع لتر من العطر المضغوط المانع للتعرق، وبالتالي تسرب رائحة العرق.. وذات يوم اكتشفت ورما في حجم كرة تنس الطاولة في إبطي، وذهبت الى الطبيب (بعد الاستحمام في الثالثة فجرا حيث لم يكن هناك من يستخدم الحمام البدون أبواب في مثل تلك الساعة)، وأعطاني الطبيب محاضرة طويلة عن مضار استخدام البخاخ مانع التعرق لأنه يسد المسامات ويمنع الجلد من التنفس مما يؤدي الى ظهور الأورام والدمامل، وضرورة غسل الإبطين بالليف (اللوفا) جيدا بالصابون عند الاستحمام لإزالة رواسب العطور مانعة التعرق .. وقد يتكاسل الإنسان عن السواك، بل ان كثيرا من الناس يكتفون بالسواك الصباحي، في حين ان الغالبية تستاك مرة ثانية في أول المساء قبل الخروج من البيت.. أما إذا لم يكن هناك ما يستوجب مغادرة البيت مساء ف «ما بدهاش».. تنظيف الأسنان لا يستغرق أكثر من ثلاث دقائق، ولكن ليس بنا «صبر» على تلك الدقائق الثلاث، ولا بد من السواك بعد تناول الحلوى، يعني لو تناولت حلوى سبع مرات في اليوم فمن المستحسن ان تستاك سبع مرات، ولكن هيهات.. أكثر من عشرة أطباء أسنان نصحوني باستخدام «الفلوس» floss أي الخيط لتنظيف الأسنان بعد كل وجبة، ولكنني استخدمته مرة واحدة في حياتي أصبت خلالها بشد عضلي في الكتف، والتواء في العنق، وبعدها «توبة».. وأعود الى الملحق الطبي لصحيفة تايمز اللندنية لأقرأ فيها ان تسليك الأسنان بالخيط يمنع، ليس فقط تسوسها، بل قد يمنع الإصابة بسرطانات الفم وأمراض القلب.
ومن دون فخر فإنني لا استطيع ان أميز بين نانسي عجرم وشعبان عبدالرحيم لو وقفا على بعد مترين أمامي وأنا من دون نظارتي الطبية.. ومع هذا فإنني أبدل النظارة بين الحين والآخر ومن دون اللجوء الى طبيب مختص في أمراض العيون، أي أنني أكتفي بفحص النظر في متجر بيع النظارات، وأنا مدرك أن طبيب العيون وهو «يقيس نظرك»، قد ينقذك من فقدان البصر لو اكتشف علل عينك قبل ان تستفحل، والمزعج حول أمراض العيون هو ان المصابين بالسكري مهددون بها وعليهم مراجعة الطبيب بانتظام ولكن معظمهم لا يرى ضرورة لذلك طالما انه يشرب الشاي من دون سكر او باستخدام كاندريل/سويت آند لو/إيكوال.. وهناك آلاف مؤلفة مهددة بفقدان القدرة على الإبصار بسبب الغلوكوما (المياه الزرقاء) ولو تم اكتشافها في مرحلة مبكرة أمكن احتواؤها من دون كبير عناء.. وأذكركم بأن باب النجار أبي الجعافر مخلع، ولا أذكر متى كانت آخر مرة زرت فيها طبيب عيون!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]