إعترافات قيادات المؤتمر الوطني الأخيرة تأكيد لرسائل النقد الذاتي المهملة
المأزق
ويجد القارئ أن حديث قوش عن الإنقاذ في اليومين الماضيين يتفق مع رسالة الأستاذ سليمان الأمين حسين بعنوان(الحركة الإسلامية أدخلت الإسلام في مأزق) ، والتي شخصت أزمة التنظيم الحاكم بعد مفاصلة رمضان الشهيرة حيث قال( استطاع عدونا أن يذيقنا من الهزيمة ما ينسينا طعم كل نصر حققناه وكان ذلك فقط عندما أدخلناه إلى صفوفنا وكشفنا له أسرارنا ووفرنا له الحماية فهزمنا حينما أصبحنا نحمل عوامل الهزيمة في داخلنا).
التفكير السلبي
ونجد ذات الحديث في اعتراف مدير جهاز الأمن السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني الفريق صلاح قوش في حديثه لإحدى القنوات السودانية والذي نشرته صحف الخرطوم بأن حكومة الإنقاذ منذ البداية حملت التفكير السلبي.
مشاكل مستمرة
ويضيف قوش (أتينا من أول يوم نحمل أعداءنا في جيوبنا وأخرجناهم وحدنا وبدأنا نحاربهم قبل أن يحاربونا) ويوضح قوش أن نهج الإنقاذ أدخل البلاد في مشاكل مستمرة.
مريض ينازع الموت
وقبل أن يعود رجع الصدى وتجف أحبار كلمات الرصد الإعلامي والسياسي حول النقد المباشر للسلطة ونهجها يصف برلماني رفيع وقيادي بارز بحزب المؤتمر الوطني السودان بأنه مريض ينازع الموت.
لن يستطيع وحدة شيل الوطن
ويتساءل الأستاذ والخبير القانوني الفاضل حاج سليمان لماذا نتصارع على وطن مريض؟ .. ويقر الفاضل أن المؤتمر الوطني لن يستطيع وحدة شيل الوطن.
اقرار متزامن مع المبادرة
ويأتي إقرار سليمان في الوقت الذي يطرح فيه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مبادرة للوفاق الوطني الشامل وإعادة صياغتها لتشكيل الحكومة القومية بمشاركة الجميع، تلك المبادرة التى طرحها الميرغنى للحكومة منذ سنوات بغرض الحل الشامل.
لن يحدث ذلك إلا …
ويؤكد خبراء الاقتصاد والزراعة أن السودان سلة غذاء العالم وليس رجل إفريقيا المريض، ولكن لن تزدهر حقول القمح وتتفتح لوزة القطن ويشيل صمغ الهشاب وتلبس الأرض وشاحها الأخضر ونستفيد من الكنوز إلا في ظل استقرار سياسي حقيقي يضع حداً للنزاعات والحروب ويكفل الحريات والديمقراطية الحقيقية وانتخابات تشرف عليها حكومة قومية انتقالية ، وبهذا يحسم الصراع ويتحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي وتعم البلاد الرفاهية.
اخفاق خارجي
لم ينس قوش في حديثه الواضح إخفاق حكومة الانقاذ في العلاقات الخارجية وأشار إلى (تراجع دور السودان إفريقياً بسبب تقاعس السودانيين والتعقيدات الداخلية وعدم الإسراع في معالجتها مما أدى الى تشكيل الموقف الإقليمي والدولي في مواجهة السودان).
سندان الرأسمالية .. ومطرقة الاشتراكية
الشاهد أن التراجع الذي أقر به قوش مع التعقيدات الداخلية حذرت منه قيادات القوى الوطنية السودانية ، والإنقاذ في أيامها الأولى تغنى في الملأ (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) بأسلوب صنع الحصار ووضع النفس ما بين سندان الرأسمالية بعتادها وخبرتها الأمنية والاستخباراتية ومطرقة الاشتراكية بجيوشها وتجربة الحرب الباردة فأوصدت الإنقاذ باب دبلوماسية الحكمة فوضعت السودان في مواجهة القطبين المتناقضين وصبغت السياسة الدولية ديباجه الإقليمية. وأغفلت الانقاذ تأثير الدول العظمى على القارة الإفريقية.
وإن عظمت
قوش يرى أن عدم التعجل في معالجة المشكلات أفضى الى الوضع الراهن دبلوماسياً وداخلياً ، ولقد تناول هذا المحور سليمان الأمين بشفافية حيث كتب (كنا نصمت على أخطائنا وإن عظمت) ويضيف (وبانعدام المحاسبة والعقاب استمرأ ضعاف النفوس الخطأ واستغلوا هذه الثغرة حتى تفشى الفساد).
(المحسوبية) و(التمكين) و(تسييس الخدمة المدنية)
وقبل رسالة سليمان طفق البعض يحمّلون الحاءات الثلاث مسئولية (المحسوبية) و(التمكين) و(تسييس الخدمة المدنية) وإصدار قرارات الفصل للصالح العام والتي جسدت الفصل التعسفي والتشريد.
التنبيهات والتحذيرات
ويوافق الفاضل في حديثه عن عدم قدرة المؤتمر الوطني على شيل الوطن لوحدة التنبيهات والتحذيرات التي درجت القوى السياسية على إطلاقها بأن مشاكل السودان لن يحلها حزب واحد مهما امتلك من قوة ونفوذ السلطة ، وتمسكت الأحزاب بالحل السلمى الجماهيري وطالبت بالحكومة القومية الانتقالية ، واتهمت المؤتمر الوطني بعدم الجدية في الحوار وحل مشاكل البلاد.
لتأكيد الموقف السليم للقوى الوطنية
والمراقب للوضع الراهن وتطورات الحراك داخل المؤتمر الوطني وإفرازات القرارات التنظيمية والحكومية الأخيرة يستكشف حجم التدافع والخلافات وتأتى الاعترافات بالأخطاء والمشاكل المعقدة لتأكيد الموقف السليم للقوى الوطنية وأهمية الحريات والديمقراطية والحكومة القومية الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة. فهل تنهار الحاءات الثلاث أم يتفق الجميع على الحكومة القومية الانتقالية.
تضع أسس الاستقرار وترعى العلاقات الدبلوماسية
الشاهد أن الديمقراطية تضع أسس الاستقرار وترعى العلاقات الدبلوماسية وتعيد السودان سيرته الأولى قائداً للحراك الإقليمي العربي والإفريقي وتظفر الخرطوم بمؤتمر إقليمي جديد على نهج مؤتمر اللاءات الثلاث والمصالحة الكبرى ، وتقود الخرطوم الدول الافريقية ، وتقدم الغذاء للعالم.
قراءة : أحمد سر الختم: صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]