تحقيقات وتقارير

سوق الصين العظيم .. الرخيص برخصتو بضوقك مغستو

[JUSTIFY]تُعد الصين أكبر مستثمر أجنبي وشريك تجاري للسودان، حيث ظلت تستورد من السودان النفط مقابل المنتجات الرخيصة مثل أوالمنتجات المنزلية وغيره، وهكذا توطدت العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين، ويعد السودان ثالث دولة أفريقية تعتمد في تجارتها على الصين، حتى أن تلك المنتجات الصينية أصبحت محفوظة حتى لدى الأطفال (صنع في الصين)، حيث شكّلت المُنتجات الصينية حياة معظم الأجيال الحالية، فمنذ طفولتك تجد أنك تلعب بألعاب بلاستيكية صينية رخيصة الثمن، ولما تكبر تدريجياً تجد أن ما ترتديه من ملبوسات، وما تحمله من حقائب مدرسية وأقلام وكراسات كلها مستوردة من الصين، وهكذا في فإن كل حياتك اليومية (صينية) خالصة، من الأواني المنزلية إلى الأثاث إلى الموبايل.
حتى وصل الشعب الصيني العظيم إلى العمل في البناء، وصناعة الطعام، وكل مجالات الحياة فبات الوجود الصيني، إضافة إلى أن المنتجات الصينية (وبحكم التجربة) باتت غير مرغوب فيها.
سوق الموبايلات ضربت موجه الصيني سوق الهواتف، حيث شكلت أكبر سوق لها بمجمع السلام، حيث اتفق الكل على أن الصيني يُشكل أحدث موجه تسونامي تقنية في هذا السوق، فيما يقول مدثر ـ صاحب محلات ـ نعم السوق نسبة الأجهزة الصينية وصلت 90% هو والتجميع، فيما يمثل الصيني أرخص الأجهزة المستعملة فقد يصل سعر أغلى للموبايل إلى (200) جنيه لذا الرغبة تجاهه عالية، كما أردف أغلب المشترين من كبار السن والحبش، وأضاف الفرق بين التقليد والماركة الأخرى لا يكون كبيرا في ظل العولمة والتقنيات الحديثة التي وصلت لها الصناعة الصينة، وأردف: الهواتف الذكية أصبحت تقلد بطريقة مذهلة ولم تعد الفوارق كبيرة.
الأواني المنزلية لا يخلو السوق من المنتجات الصينية وخصوصا سوق الأواني المنزلية، فكل معروض في (قعره) عبارة (صنع في الصين)، حيث يقول عبد الله – تاجر – المنتجات الصينية مرغوبة ولا نستورد غيرها نسبة لرخص ثمنها وتوفرها بكميات كبيرة ، وأضاف لا يوجد في السوق بما يسمى ماركة، ولكن يمكن أن يعرض المنتج الصيني بشكل راقٍ. وأضاف في ظل الأسعار العالية والارتفاع المتواتر الصيني يناسب كل جيب خصوصا أصحاب الدخل المحدود، وكشف عن إبداع الصناعة الصينية في تقليد كل المنتجات فيما برعت الصناعة المصرية في المنتجات الثقيلة مثل (صواني النيكل والألمونيوم). وأردف في أرقى مثل لا بد من أن تجد منتج صيني، نعم نبيع ماركات مثل (تي فال، مونوليكس)، ولكن غير مرغوب فيها نسبة لارتفاع سعرها.
تقليد دقيق ومن ناحية أخرى، تقول نسيبة – ربة منزل – وصلت الصين لدرجة عالية من الإبداع، ولو لم تقبلها رأسا على عقب لا تعرف أي منها الأصلى، حيث وفرت الصناعة الصينية كل مستلزمات المنزل والعمل، وأردفت: أصبح السوق السوداني أكبر موزع لمنتجاتها، ولكن استعمال المنتجات الماركة لم يعد سوى ثقافة غير مألوفة، فيما قالت نسيبة إن السوق سيطرت عليه المنتجات الصينية من مسلتزمات المنزل، الملابس، الأدوات المكتبية والخ، وظهر في السنوات الأخيرة تجار صينيون ولم يقتصر الأمر على التجارة فقط بل حتى مجال البناء والتشييد، فلم يعد هناك أخطر من الأجانب الذين فرضوا الهيمنة على سوق العمل والتسويق. وأخيرا قالت: أفضل الماركة ولكن رخصة المنتجات باتت معدومة، ومع ذلك نستعملها (الرخيص برخصتو بضوقك مغستو).

صحيفة اليوم التالي
دُرّية مُنير
ع.ش[/JUSTIFY]