الوزارة المخنفة
في مطلع هذا العام اجتمع رهط من مثقفي الجزيرة لتدارس الاوضاع المزرية التي يمر بها المشروع ورأوا ان يكون لهم رأي في مجلس الادارة الذي كان يومها قيد التكوين بعد حل مجلس الشريف بدر ورأوا الاتصال بكل الجهات المناط بها تكوين المجلس بدءا برئاسة الجمهورية فسمعت حكومة الولاية بالامر واتصلت بتلك المجموعة وقالت ان لديها موعدا مسبقا مع رئيس الجمهورية وان بند مجلس الادارة مطروح في تلك المقابلة وبالتالي يمكن لهؤلاء( المثقفاتية) ان يكونوا داخل وفد الولاية وبالفعل توجه الجميع صوب القصر والتقوا برئيس الجمهورية الذي افتتح كلمته بان جدول اعماله يشتمل على مقابلة مع والي الولاية فقط لامر روتيني وان كان يعلم ان هناك وفدا لكان قد احضر وزير الزراعة وكل المسؤولين عن العمل الزراعي (لاننا ما بنريس زول ونتيسه) هكذا قالها بالنص اما نتيجة المقابلة فليس هذا موضوعنا اليوم انما اردنا التوقف عند (الترييس والتتييس)
لكن يبدو ان تلك القاعدة لم تنسحب على وزارة الخارجية بدليل ما ظل يردده السيد علي كرتي ومنذ ايام هجليج الي يوم الناس هذا من ان وزارة الخارجية اخر من يعلم بكثير من المواقف والافعال والاقوال التي لها تماس مع علاقات السودان الخارجية الثنائية منها والجماعية والغريب في الامر ان وزارة الخارجية تستشار في الامر ثم يعمل بعكس استشارتها على طريقة القوم الذين يقولون (اكان ما لقيت زول تشاوره شاور المرة وخنفها) فوزارة الداخلية ومنذ مطلع العام استشيرت في امر زيارة قطع البحرية الايرانية للسودان فلم توافق ولكن تمت الزيارة وفي قت غير عادي اي بعد الغارة على مصنع اليرموك والذي كان خط دفاع اسرائيل فيها يقوم على ان المصنع ايراني النشأة والوظيفة وهكذا (خنفت الخارجية أسوأ تخنيف)
في كل دول العالم نجد ان مؤسسات صنع السياسة الخارجية متعددة ففي امريكا مثلا هناك البيت الابيض والكونقرس والمخابرات وجماعات الضغط كلها تشترك في صنع السياسة الخارجية ولكنها تعمل بكل شفافية ووضوح حتى ولو كان هناك تنافس واضح واختلاف في وجهات النظر فليست هناك ماسونية او (شغل تحت تحت) اوضرب تحت الحزام لان اي فريق يدعي حماية المصالح القومية ويطرح وجهة نظره ويناقش الاعلام والرأي العام كل تلك الاراء وفي النهاية يتخذ القرار الذي يتوجب على الجميع انفاذه ولكن في السودان الواضح ان الحكاية كلها جزر معزولة وكل جزيرة تفعل بمياهها ما تشاء حتى ولو تعرضت هي والاخريات لاكبر حيتان الدنيا.
مشكلة الانقاذ انها تشخصن المؤسسات بمعنى التحكم في وظيفة الوزارة يتوقف على الوزير فلو كان من البدريين فسوف يسيطر على العمل في مؤسسته او وزارته ولو كان اي غير ذلك فليندب حظه وآماله معا وكان يظن ان السيد علي كرتي من الاوائل ولكن يبدو ان الامر غير ذلك لان الخارجية في الانقاذ ضربت ضرب الشفا واليرموك ومازلنا نتذكر اطلالة محمد حسن الامين في التلفزيون ايام سيطرة الشيخ لافساد عمل دبلوماسي كبير لتحسين العلاقة مع مصر . فالخارجية لم يفتقدها الناس يوم اليرموك انما كانت مفقودة ومن زمن طويل فاصبح السودان يسبح في ظلام السياسة الدولية دون بدر او حتى نجيمة بعيدة.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]