جعفر عباس

لا لتخطي الخط الأحمر

[JUSTIFY]
لا لتخطي الخط الأحمر

لا صلة لي بالحوار المتعلق بمنح المرأة حقوقها، لعدة أسباب من بينها أنه ليست للمرأة حقوق عندي، ومنها أن المرأة التي «تخصني» تتمتع بحقوقي وحقوقها كاملة، ومنذ ان وعيت الأشياء حولي، كانت أمي تحرمني من حرية التعبير لأنها لم تسمع بـ«الرأي والرأي الآخر»، وإذا حاولت ان أقنعها بأنها على خطأ اتهمتني بالشيوعية!! ولبستني تلك التهمة منذ ان رفضت شرب شخابيط كتبها شيخ «مبروك» على صحن بقلم أسود كان يغمسه في دواة مرة، وفي فمه مرات لعلاجي من وجع مزمن في البطن! وكلما حاول شخص أن يجادلني حول حقوق النساء، أقول له: مش لما أعرف حقوقي أنا الأول؟.. على كل حال فان الكثير من النساء نجحن في السطو على ممارسات وأنشطة رجالية من دون ان يجرؤ أحد على ان يقول لهن «تلت التلاتة كم»! بل بلغت البجاحة ببعض الفتيات ان صرن يلبسن الأقراط في آذانهن، في تعد صريح على قوانين العولمة الرجالية!! ولكن الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه هو ان النساء صرن يتغولن على مجال كرة القدم!! في البداية اقتصرت علاقة النساء بالكرة على متابعتها في التلفزيون، وقلنا «ما فيها شي»، لأن ذلك على الأقل وضع حدا للنزاعات حول من هو الأحق بالإمساك بالريموت كونترول، بعد ان ظل الرجال متهمين بانهم أنانيون ويفرضون على بقية أفراد العائلة مشاهدة مباريات الكرة! ولكن الأمور على وشك الانفلات، فقد رأيت نساء يشجعن مباريات كرة قدم داخل ملاعب ضخمة هذا يتطلب إنشاء حركة «كفاية» قومية، كي يلزم كل واحد حدوده ويحافظ على لغاليغه!! تشجيع كرة القدم مجال ذكوري ولن نقبل بدخول النساء فيه لأنهن «دون المستوى» في هذا الميدان، الذي يتطلب لياقة بدنية عالية، استعداد للاشتباك مع الخصوم بالأيدي وبزجاجات الكولا، وقاموسا ضخما من المفردات والعبارات التي تثقب الأذن الوسطى، وتخرم الأوزون الأخلاقي!! صحيح ان النساء متفوقات على الرجال في مجال الردح، ولكنهن لن يستطعن مجاراة الرجال في الشتم والسباب الكروي، ففي ملاعب الكرة تعتبر عبارات من شاكلة: يا حيوان… نوعا من الغزل!! لا،.. الشتائم في ملاعب الكرة تندرج تحت مسمى «أسلحة السباب الشامل»، فليس هناك «محرمات»، بل خد وهات، ولو أوردت عينة منها هنا لتم إغلاق هذه الصحيفة بالاسمنت المسلح منعا للتلوث اللفظي الإشعاعي.
لحد هنا وبرضه كويسين!! ولكن ما هذا الذي نسمعه عن تكوين فرق كرة قدم نسائية عربية؟ صحيح أنهن سيمارسن اللعبة في ميادين مغلقة يكون كل جمهورها من النساء!! ولكن ما طعم كرة القدم بدون شتائم ومشاجرات وصرمحة في الشوارع بعد الفوز! ثم ما هي الأسماء المحتملة للفرق النسائية؟ الأمل؟ بونبوني؟ تركواز؟ شوكولاته؟ مثل هذه الأسماء الناعمة لا تنفع في مجال الكرة، ولابد من العين الحمراء على الدوام بدءا باختيار الأسماء.. وبما ان الفرق الرجالية كوشت على كل الأسماء التي «فيها الزبدة» لأندية الكرة، فلابد من ابتكار أسماء للفرق النسائية تبث الرعب في نفوس الخصم مثل وطاويط رينجرز!! صرصور يونايتد!! هكذا الأسماء وللا بلاش.
عندما قدمت اول مرة إلى دولة قطر أبلغوني بأنني سأقيم في مسكن عزاب مؤقت في حي يحمل اسم «أم غويلينا» وبمجرد سماعي لتلك الكلمة انفجرت محتجا: ألا يكفي ان جدتي زرعت في قلبي الرعب من الغول إلى الأبد، ثم تأتون أنتم وتطلبون مني ان أسكن لدى أمه؟ أريد حيا «مذكرا»!! فكان ان اقترحوا علي سكنا بديلا في أبو هامور وذهبت إليه واكتشفت أنه يتبع لدارفور.

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]