جعفر عباس

لماذا يوم للمرأة؟


[JUSTIFY]
لماذا يوم للمرأة؟

استضافت القاهرة قبل أعوام مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، حيث حدثت المعجزة واتخذوا قرارا بـ «الإجماع»!! ماذ قرروا؟ مكافحة الفقر؟ لا طبعا يا غبي! قانون عربي موحد لحماية الطفولة؟ هذه مسؤولية الوالدين ثم يحمون من ويتركون من والشعوب العربية كلها في نظر الحكام أطفال قُصَّر!.. اتفق الوزراء على جعل يوم 28 سبتمبر من كل سنة «يوما» للمرأة العربية، يا للسعادة، يا أصحاب السعادة (بالمناسبة لماذا يلقب الوزير بصاحب السعادة؟ هل لا تعرف التعاسة طريقها إلى قلبه؟ ام ان كرسي الوزارة يجلب السعادة؟ واذا كان الأمر كذلك فإن المسألة فيها «إنّ»، ولا أملك إلا ان أقول: أوعدنا يا رب)،.. المهم مرت أعوام عديدة منذ صدور ذلك القرار ولم تحدث طفرة في حياة النساء، ولكن، وبما انني مواطن عربيقي (عربي- إفريقي) عادي، فمن البديهي ان اتساءل: ما معنى يوم أو عام المرأة؟ وهل يملك وزراء دول العالم كافة على اختلاف حقائبهم ان يبدلوا في تسميات الأيام، بأن يسموا يوم الخميس مثلا «يوم أبو نواس»؟! وهب انه تقرر فعلا ان يكون يوم 28 سبتمبر من كل سنة يوما للمرأة، فماذا سيحدث فيه؟ يفرض حظر تجول على الرجال؟ يكون فيه من حق المرأة أن تشرب الشيشة في «مقهى السعادة الأبدية»؟ وما العائد المرتجى من تخصيص سنة كاملة للمرأة؟ ماذا لو قررن ان يدخلن في إضراب عام تلك السنة عن العمل المنزلي وتربية العيال؟ أليس معنى هذا أن نحلق نحن الرجال الأشاوس شواربنا ونتعامل مع بامبرز عيالنا الرضع ونعد لهم الرضعات الصناعية من الحليب المجفف الذي تقول ديباجته انه مثل حليب الأم؟
السؤال الكبير هو: لماذا هذا الهوس النسائي باللحاق بالرجل؟ انا شخصيا لا أتمتع بأي ميزة تجعلني موضع حسد أي امرأة! مصيبة نسائنا هي أنهن يحسبننا مدللين منعمين، ولا يعرفن اننا نعاني من القلق والوساوس والخوف من المجهول: خذ مثلا شرطي المرور..تجده في منتهى الرقة واللطف مع المرأة التي تخالف قواعد المرور، وينقلب إلى وحش كاسر اذا سقط رجل في قبضته او قبضة راداره! والأجهزة الأمنية في بقاع الأرض كافة، وفي الوطن العربي المختل (هكذا تركها المصحح بالخاء) خاصة، لا تلاحق الا الرجال، ومعنى هذا ان على الرجل ان يحسب حساب السلطات الأمنية وحساب زوجته التي تمثل الأمن الداخلي.. يعني الرجل مقموع «مما جميعه»! بعدين هل المرأة العربية في حاجة إلى أي دليل بأن الرجل العربي «أي كلام»؟ مجرد شوارب ع الفاضي ومعظمها نبت بالكورتيزون؟ ماذا تريد النساء منا وقد اصبح الخلع سلاحا بتارا في أيديهن.. تغضب الواحدة من زوجها فتقول له: اذهب يا خليع.. ومعناها كما جاء كاريكاتير في مجلة روز اليوسف: روح، انت خالع!
أم ان وزراء الشؤون الاجتماعية العرب توصلوا إلى استنتاج بان حل جميع مشكلاتنا الاجتماعية رهن بمنح المرأة يوما في كل سنة؟ متى تكون كل ايام السنة للمرأة والرجل، أي لابن آدم؟ هل المقصود أن ندلل نساءنا في ذلك اليوم؟ أوكي..لا مانع من ذلك، ولكن ان ندلعهن عاما كاملا فهذه كثيرة وكبيرة «أوي»، فنساؤنا لا يدللننا ويدلعننا إلا للضحك على عقولنا لانتزاع بعض الامتيازات التي ظلت «تاريخيا» حكرا لصنف الرجال! من ناحيتي فإنني أعاهد الوزراء الكرام على ان أُسَوِّد عيشة زوجتي في 28 سبتمبر من كل سنة، لأننا تزوجنا في 19 سبتمبر من ذات عام، نكاية بهم وبها!

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]