تحقيقات وتقارير

غازي يلتقي قوى الإجماع.. والترابي خارج حسابات المعارضة

[JUSTIFY]في وقت حدوث الجفوة بين حزب المؤتمر الشعبي وتحالف قوى الإجماع الوطني بسبب التطورات الدراماتيكية التي نتج عنها تقارب مفاجئ بين الشعبي وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، حدث تباعد في المواقف وصل بعضها إلى التخوين والاتهام ببيع القضية حيث أشارت قيادات بالتحالف إلى زهدهم في بقاء الشعبي في تحالفهم لكنهم لم يطلبوا منه الرحيل.. والشعبي من ناحيته ظل يبدي حرصا على قوى التحالف حتى لا يضع كل البيض في سلة واحدة وبدا أن خلفيات هذه الجفوة ذات أسباب تاريخية وفكرية تتصل بالمواقف السياسية التي تتمخض عن برامج كل فصيل فضلا عن (تهم مخزنة) تتصل بعلاقة حزب المؤتمر الشعبي السابقة بسلطة الإنقاذ..

في هذا الوقت التقى حزب حركة (الإصلاح الآن) يوم أمس بقوى تحالف المعارضة ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها الحزب الوليد مع قوى البلد السياسية في مختلف الاتجاهات والمسارات. وقال بيان للحركة أنزلته أمس على موقعها على فيسبوك (انعقد اجتماع مشترك بين حركة الإصلاح الآن وتحالف قوى اﻻجماع الوطني بطلب من حركة الإصلاح الآن اليوم السبت الموافق 15/2/2014 وتم التشاور والتفاكر حول قضايا الوطن للخروج من الأزمة الراهنة واتفق الطرفان على ضرورة تهيئة الأجواء للحوار وإطلاق الحريات ووقف الحرب والنزاعات المسلحه من أجل الوصول للوفاق الوطني).

ينعقد اللقاء بين الطرفين في وقت ارتفعت فيه مطالبات للدكتور غازي صلاح الدين بعد خروجه وتياره من المؤتمر الوطني، بالاعتذار اعتبارا بأنه كان عضوا أساسيا وفاعلا في منظومة الإنقاذ، لكن حماس الدكتور وحركته للتواصل مع مكونات الساحة جميعها بلا فرز أو مرارات أو دخول في تفاصيل القضايا والرؤى التفصيلية التي عجلت بخروج غازي نفسه من حزبه وحركته وثورته، فما بالك باتجهات اليسار المختلفة، وهذا يفسره تركيز البيان على القضايا الكلية مثل الحوار وإطلاق الحريات والوفاق الوطني بدون ذكر التفاصيل أو الحديث في المختلف حوله مثل إسقاط النظام وكيفية ذلك ثم نوع الحكم ومرجعياته. وأمر الابتعاد عن مناطق الخطر والمختلف عليه مع كل فصيل أو تيار يعمق مجاري التواصل بين حركة (الإصلاح الآن) وقوى التحالف.

وحظوظ (الإصلاح الآن) في التواصل والتوافق والأكثر تأهيلا في (الاندغام) مع التحالف أكبر من حظوظ المؤتمر الشعبي لاعتبارات تتعلق بالقيادة الرمزية التي يتمتع بها الأمين لعام للحزب الدكتور الترابي ودوره الكبير في صناعة الإنقاذ.. خصوصا وأن مواصفات الدقة والحذر والحكمة التي يتصف بها زعيم الحركة (الروحي) غازي صلاح الدين يمكن أن تجعل منه وسيطا مقبولا وواسطة خير ليكون منطقة ومحطة وسطى خصوصا وأنه ظل يكرر أن تسمية حزب فقط أجبرته عليها قوانين ولوائح تسجيل الأحزاب لا غير وهذا ما يؤمن بقاء المقبولية للحركة باعتبار أن أمر الإصلاح حاجة مستمرة في كل الظروف والأوضاع.

لذلك يكون من المتوقع أن تسعى الحركة الوليدة إلى التعاون والتواصل مع جميع التيارات والأفكار والأحزاب والجهات والمهن مع النأي لأبعد مسافة عن حزب المؤتمر الوطني وواجهاته المختلفة حتى لا يقع في ما وقع فيه المؤتمر الشعبي.

في خلاصة لهذا الأمر يمكن أن يقال إن الخروج الأخير لمجموعة غازي صلاح الدين من أجهزة المؤتمر الوطني قد أحدث فراغا ملأه المؤتمر الشعبي عندما دقّ على أجراس العودة وفي الاتجاه المعاكس وضح أن (الإصلاح الآن) احتلت مكان الشعبي في قوى التحالف

حمد عمر خوجلي : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]