الطاهر ساتي

ود جبريل بتاعنا ..!!

ود جبريل بتاعنا ..!!
** بالخرطوم اليوم – حسب وعد بعض سادتها- ترتيب لمشروع إسلامي جديد، بحيث يكون هذا المشروع بديلاً للأمم المتحدة ومجلس الأمن، والحركة الإسلامية السودانية هي التي ترتب – مع نظيرتها في العالم – لهذا المشروع، هكذا الحدث والحديث، أو فلنقل : هكذا الخرطوم اليوم .. ندع الخرطوم وأحلام سادتها، وننظر شمالاً..بالقاهرة اليوم – ليس وعداً، بل بياناً بالعمل – يجتمع الرئيس مرسي بالرئيس التركي وأمير قطر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس لبحث ومناقشة كيفية إعادة السلام بقطاع غزة..تأمل مائدة هذا الإجتماع المهم جداً، إذ تضم ثلاثة أنظمة – عربية وإسلامية – ورابعها حركة إسلامية أيضاً.. فلنسأل : لماذا غاب – أو غُيّب – الرئيس البشير من هذا (الإجتماع المهم جدا) ..؟..وبالبلدي كدة : ما موقع حكومة الخرطوم الإسلامية عندما نعرب تلك المائدة ومن عليها من الحكومات ..؟؟

** بملاعب أرقو السير، كان ود جبريل أهم لاعب في منتخبنا..لم يكن مهاجماً ولامدافعاً ولا لاعب وسط ولاحارس مرمى، ولكن اللوائح التي تنظم المنافسة كانت تلزم الفرق بتجهيز شاب أو صبي لآداء (مهام هامة جداً)،ولا علاقة لها بما يحدث في الملعب..وإلتزماً بتلك اللوائح كنا نجهز ود جبريل – من نص النهار- ونتفق معه على المعلوم، ليتفرغ لتلك (المهام الهامة جداً)..وعندما ننزل أرض الملعب، وبعد توزيع المواقع والمهام، وقبل صافرة البداية، ننظر إلى الموقع الذي يجب أن يكون فيه ود جريل ونطمئن على تواجده، ثم نلعب..وكان ود جبريل يقف خلف مرمانا مباشرة، لإحضار الكرات الطائشة – من المزارع المجاورة – بالسرعة المطلوبة.. فالملاعب هناك تتوسط المزارع ذات الضريسة، وأحياناً تكون مروية، ولم يكن من السهل إيجاد متطوع يحتمل وحل الطين وطعن الضريسة ليأتي بالكرات الطائشة لحارس المرمى، ولذلك كانت تلزمنا لائحة المنافسة بتجهيز ود جبريل كأهم لاعب خارج الملعب.. وكنا نجزل له العطاء ..!!

** الله يطراه بالخير، غادر ود جبريل إلى الرياض متغرباً، وتاركاً حكومة بلاده لآداء تلك (المهام الهامة جداً)..حكومة ذات نظام إسلامي، كما الأنظمة المجتمعة بالقاهرة، وكذلك تدعي عروبة تفوق عروبة تلك المجتمعة بالقاهرة، بل – يعني كمان – فلسطينية أكثر من حركة حماس ذاتها..ومع ذلك، يتجاوزونها – زي الترتيب – عند أي لقاء يناقش إحدى قضايا فلسطين الساخنة..والمدهش لحد إدهاش الدهشة ذاتها، هو أن حكومة الخرطوم راضية بأن يكون موقعها في منافسات القضية الفلسطينية (وراء الشبكة )..وليس في هذا ما يعيب، إذ كل ميسر لما خلق له، ولكنها – للأسف – لاتكتفي بالمشاهدة ثم التصفيق أو التصفير كما تفعل بقية الجماهير، بل تتنطع وترهق ذاتها وتذل شعبها وتتطوع بآداء تلك (المهام الهامة جداً)، والتي كان يؤديها ود جبريل، وتغامر مثله وتتحمل ( ضريسة اليرموك) و(وحل السوناتات).. عفواً، حكومتنا تختلف عن ود جبريل بأنها (تلقط الكرات الطائشة )، بكل ما فيها من وعثاء الجري في (الطين والضريسة)، بلا ثمن.. هي مؤهلة – بحكم علاقتها بصناع الحدث في فلسطين – بأن تلعب دوراً إيجابياً وفاعلاً في ملاعب السلام التي تعدها مصر وقطر بين الحين والآخر.. ولكن حدود الكفاءة في دبلوماسيتها، وكذلك حدود إعتراف الدول العربية بعروبتها، لا تتجاوز تكليفها بآداء تلك (المهام الهامة جداً) ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]