الصادق المهدي.. مين يقرأ ومين يسمع ؟
الآن أستطيع أن أتخيل الطريقه التي رد بها الدكتور أمين حسن عمر عندما سألته صحيفة السوداني عن رأيه في دعوة السيد الصادق للجماهير بالخروج والاعتصام في الميادين العامة والسفارات !! الدكتور أمين رد بسخرية لاذعة أن الرجل ربما دعا للخروج إلى النزهة !! ربيع عبد العاطي في آخر لحظه علق تعليقا أثقل وأعمق في الاستهوان بالرجل وتصريحه فقد ذكر أن السيد الصادق غير مفيد لا للمعارضة ولا للحكومة ولعمري هذه أنكأ أنواع التوصيف وأقساها !!!
كثير من الشباب والقيادات الوسيطة في حزب الأمه رحبوا ترحيبا حذرا بنداء الرجل ، والسبب أنهم يعلمون أكثر من غيرهم أن الوضع التنظيمي الداخلي للحزب يجعل عملية الخروج والاعتصام تحتاج من الرجل لأكثر من هذا النداء … فالأمانة العامه المنتخبه من الهيئة المركزيه ظلت معلقه وغير قادرة على اختيار شاغلي أمانتها بسبب إصرار الإمام الصادق عليى أن تستصحب في عضويتها ثلث عضوية ألأمانه المسحوب منها الثقة في ذات الهيئة ، ووضح من ثم أن الرجل يقود الحزب بذات طريقة قياداته للديمقراطية الثالثه .. طريقة الائتلاف الهش والمتناقض الذي يقود في الآخر إلى ركوع الحكومة وغرسها في طين العجز ،
العامل الأهم في جعل تصريحات السيد الصادق موضع تهكم من خصومه وعدم ثقه من مؤيديه أن الشواهد الفعليه علي الأرض تجعل أمر ذلك النداء مجرد مناورة بخسة الإعداد ، فطيرة التحضير لا تجلب غائبا ولا تدفع مقضيا.. إن الرجل ظل يحيط نفسه بمجموعة صغيرة ومحدودة ولكنها مرتبطة المصالح كليا بالسلطة ، بل أن المعلومات شبه المؤكدة تقول باستعداد هذه المجموعة للوصول وبعلم وتخطيط السيد الصادق نفسه لإنجاز تسوية مع المؤتمر الوطني مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة لاقتسام بعض المواقع وبنسب معينه تحت ستار التنافس الانتخابي ،
السيد الصادق المهدي في الفترات القريبة الماضية التقي بعدد كبير من رموز النظام فاقت في حسابها عدد التقائه ببعض عضوية وقيادات حزبه ، بل ظل الرجل يمتدح دور ابنه عبد الرحمن ويعبر عن رضائه لأدائه في القصر ، ثم ظل السيد الصادق يردد علي أسماع الجميع أنه بصدد إصلاح النظام وتغييره لا إسقاطه مما جعل كل شركائه في المعارضة يتهمون الرجل سرا وعلانية بخدمة أجندة الحكومة والتي تتحدث هي ذات نفسها عن التغيير وتحتفي بطريقة الصادق في معاداتها لدرجة أن عبر أحد قياداتها قائلا إن من نعم الله علي النظام أن يسر له معارضا كالسيد الإمام !!!
للأسف الشديد وصل السيد الصادق لمرحلة أن أصبحت تصريحاته وأقواله في المسرح السياسي بل وأفعاله ــــ إن وجدت ـــــ لمرحلة انعدام القيمة الخبرية وانعدام التأثير الفعلي على ثوابت ومعطيات الواقع السياسي … الأسوأ من كل هذا ارتبطت تصريحات واقوال الرجل خاصة تلك الغاضبة والساخنة في وجه الحكومة بتفسيرات قاسيه وخبيثة من قبل خصومه وتفسرها بأنها عبارة عن حالة استدرار لمصلحة ما تم حجبها أو تأخيرها !!
سيدي الصادق أنت ابتداءا في حاجة ماسة للاعتصام طويلا طويلا حتي تنجح في إسقاط تلك الصورة بالغة السوء التي أصبحت مطبوعة في أذهان الكثيرين عنك …
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]