الموقف التفاوضي لقطاع الشمال !
القطاع عاش رعباً حقيقياً طوال الأشهر الماضية حين استهل الجيش السوداني صيفه الساخن بضربات موجعة فقد خلالها القطاع أراضٍ فى مناطق كان يعتبرها القطاع إستراتجية وهامة فى جنوب كردفان.
ومن جانب ثاني، فإن القطاع لسوء طالعه السياسي واجه مفاوضات أسندت فيها الحكومة فى السودان ظهرها بارتياح الى جبهتها الداخلية، بعدما بدأت بوادر لحراك سياسي شامل قررت الخرطوم بجدية بالغة ألا يستثني أحداً وهذا فى الواقع يدخل القطاع في مأزقين:
المأزق الأول أنه إذا تلكأ فى الوصول الى تسوية واقعية بعيداً عن محاولة حمل كل قضايا السودان على ظهره فإنه يفوت فرصت نادرة من المنتظر أن يهتبلها آخرون ومن ثم يصبح القطاع ليس أكثر من هيكل مسلح خاوي الوفاض.
المأزق الثاني انه وفي حالة انجازه لتسوية واقعية يرتكز فيها كما هو مقرر وفق القرار 2046 الصادر من مجلس الأمن الدولي فى العام 2012 على قضايا المنطقتين فقط، فإنه بهذا يفقد فرصة وإمكانية الدخول فى الحوار الشامل مع كافة القوى السياسية الأخرى لأنه ليس من الممكن التفاوض تحت أكثر من لافتة واحدة.
ومن جانب ثالث، فالقطاع فى الوقت الراهن يعيش حالة تذبذب سياسي وعدم ثبات مردها الى حالة عدم الاستقرار السياسي الواضحة المعالم فى دولة جنوب السودان، إذ ليس من المعروف ما إذا كان القتال هناك سوف يتجدد فى أية لحظة أم لا؛ وهذه بالطبع إحدى أكبر وأخطر أخطاء القطاع حين اعتمد بشكل أساسي كامل على العامل الجنوبي ليدور معه وجوداً وعدماً.
ويزداد هذا الأمر سوءاً إذا ما انقلبت المعادلة -تحت أي لحظة وتحت أي ظرف- فى جوبا لصالح الطرف الآخر؛ إذ أنّ القطاع بطريقة أو أخرى وقف مسانداً للطرف الحاكم، والحروب من على هذه الشاكلة لا ضمان فيها، لا غالب، ولا مغلوب فيها.
وهكذا على أية حال جاء قطاع الشمال بأوراق يتفحصها جيداً وفى ذهنه أنه سيعمل على تكتيك المماطلة وشراء الوقت أملاً في أن تحدث معجزات. هذا بالإضافة طبعاً الى حالة الشد والجذب داخل القطاع ما بين أبناء النوبة والآخرين واستحالة أن يعهد أبناء النوبة الى آخرين بالقيام بمهمة التفاوض نيابة عنهم بشأن قضاياهم!
سودان سفاري
ع.ش