عبد اللطيف البوني

سبع ,, ولا ضبع ؟

[JUSTIFY]
سبع ,, ولا ضبع ؟

متابعة المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية السودانية إن لم تكن فرض عين فهي فرض كفاية على كل مهتم بالشأن السياسي السوداني المأزوم لأن هذه الحركة باختلاف مسمياتها هي المسؤولة مباشرة عما حدث في السودان وللسودان منذ فجر الجمعة 30 يونيو 1989 إلى يوم الناس.. أما قبل ذلك التاريخ فمسؤوليتها غير مباشرة شأنها شأن الفصائل السياسية الأخرى التي أصبحت مسؤوليتها غير مباشرة عما يجري بعد التاريخ المشار إليه.
الحكومة ممثلة في الجهاز التنفيذي لم يقصر معانا فقد أتاح لنا فرصة المتابعة لمجريات المؤتمر وذلك باعطائنا يوم الخميس إجازة.. ففي الأعوام القليلة السابقة لم يكن يوم الهجرة النبوية الشريفة عطلة رسمية (سمح الحكم) كما أن القنوات السودانية تبارت في النقل الحي لوقائع المؤتمر هذا بالإضافة للصحافة التي أخرجت ما جرى في كواليسه ولكن يبدو أن هناك تدابراً في نوايا الحكومة والمراقبين من هذا التكثيف الإعلامي من جانب الحكومة والمتابعة من جانب المراقبين والآن بعد إعلان نتائج المؤتمر وخروج مستخرجاته في السهلة أصبح الأمر معلوماً للجميع ويمكننا أن نقول بندورة وكشفنا دورها
المتابع لمجريات الوقائع السياسية يلحظ أن هناك تململاً في صفوف الحركة الإسلامية خاصة جانب الشباب فيها فقد أضحوا يرون أن القيادة قد أدمنت الحكم وفقدت الحساسية تجاه أي تغيير لا بل لم تعد تعبا بالنقد منذ أن صدح الشيخ بأن نسبة الفساد بضع في المائة إلى أن صار على كل لسان كل سوداني وأخذ الشباب يقارنون بين حال حركتهم التي يعتبرونها رائدة والحركات الإسلامية الأخرى التي أنجزت الثورات وتقدمت الانتخابات فيما اصطلح عليه بالربيع العربي بينما أصبحت حركتهم محلك سر لا بل تراجعت لدرجة الخروج من الشبكة فظهرت مذكرة الألف أخ ثم مجموعة “سائحون”، ثم الانتقادات العنيفة للسلطة ومن داخل السلطة نفسها فكان من المتوقع أن ينعكس ذلك على المؤتمر الثامن للحركة.
الحكومة من جانبها سعت إلى توجيه ثورة الشباب الداخلية إلى قناة المؤتمر الثامن ومن ثم السيطرة عليه وبالفعل تابعت العضوية من القواعد وتحكمت في التصعيد (تذكروا مكتب تنسيق ولاية الخرطوم ) وأغرقت الألف أخ في أربعة آلاف آخرين قائلة لهم أليست هذه الشورى التي تريدون لا بل أعطت طعماً لذيذاً باختيار الطيب إبراهيم محمد خير رئيساً للمؤتمر وهو الأقرب للتصحيحيين ولكن من خلال إدارته لجلسات المؤتمر وقع في عبء المحافظين كما قال عبد الله سيد أحمد الذي رشحه مبدياً ندمه على ذلك
من هذا الذي تقدم اكتسب المؤتمر الثامن أهميته وأصبح مختلفاً عن مؤتمرات الحركة السابقة التي لم يابه لها أحد إذ كان متوقعاً أن يحدث فيه تغيير داخل جسم الحركة التي تسيطر على الحزب الحاكم والذي ينفرد بالحكم هذا من ناحية شكلية أما من حيث الواقع فقد أصبح الجهاز الحاكم هو القاطرة التي تقطر بقية المؤسسات وبعد مستخرجات المؤتمر الثامن يمكن للجهاز الحاكم أن ينوم مرتاحاً وخالي البال فأشواق الشباب للتصحيح قد تم احتواؤها داخل مواسير المؤتمر وبعد هذا إذا أرادوا تصحيحاً فليبحثوا لهم عن جسم جديد ولم يعد في مقدور حسن رزق أو غيره أن يقول إن الحركة اختطفت أو غيبت (من فوق).. فهل هناك أكثر من مؤتمر كلف البلايين وشهده ضيوفاً ميامين وضاقت به قاعة الصداقة على سعتها ونقلته كل الشاشات ومورست فيه شورى لا الكونغرس الأمريكي ؟ تحسبو لعب ؟
وللحديث بقية إن شاء الله

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]