عليكم به
(أخوكم/عمكم/ صاحبكم (كل شيء إلا جدّكم) على سفر طويل، لظرف طارئ جدا، ومن ثم سامحوه لأنه سيعيد هنا نشر مقالات قديمة بعد تنقيحها، إلى أن يفرجها صاحب الفرج قريبا بإذنه).
نكمل اليوم الحكاية التي أوردتها جريدة قطرية، عن شابة في الـ24 تركها زوجها مع طفلهما الرضيع، في العاصمة القطرية الدوحة، عائدا إلى بلده لتكتشف لاحقا أنه تزوج هناك ولا يعتزم العودة إلى قطر.. ثم وجدت نفسها مطرودة من بيت الزوجية لأن البغل قام بتأجير البيت من الباطن مفروشا لشخص آخر.. ولما فكرت في مغادرة قطر فوجئت (الله يخليكم لا تقولوا أبدا «تفاجأت» في مثل هذا الموضع).. المهم فوجئت بأنه ترك جواز سفرها كضمان لدى شركة تأجير سيارات وتعين عليها ان تدفع 5000 ريال وهي كلفة استخدام السيارة باسمها لاسترداد جواز السفر.. رغم يفاعة سنها قالت: ممكن أروح سفارة بلدي واستخرج جواز سفر جديد او وثيقة سفر، ولكنها قلبت الدنيا فوق تحت ولم تجد جواز سفر وليدها.. هذه مشكلة كبيرة فالصغار وبدون أوراق ثبوتية يصبحون أقل من مجرد أرقام.. ثم تلقت مكالمة هاتفية من فندق: ممكن نكلم السيد راشد؟ سألتهم: أي راشد الله يهديكم؟ قالوا لها راشد بن فلان بن فلتكان.. صاحت: هذا راشد ولدي!! قالوا لها: طيب ممكن نكلمه؟ ردت عليهم: راشد لا يستطيع الكلام.. قالوا لها: لما يروح المحكمة سيعرف كيف يتكلم!! سألتهم: ولماذا ستذهبون به إلى المحكمة؟ أبلغها الفندق ان راشد الذي «عامل حاله» لا يعرف الكلام أقام في الفندق عدة أيام ما بين يوم كذا ويوم كذا، وأن عليه سداد 12 ألف ريال وإلا فإنه سيتم فتح بلاغ لدى الشرطة ضده وبعدها «يتكلم او يشوف محامي يتكلم نيابة عنه».. شيئا فشيئا فهمت الزوجة الشابة ان زوجها النذل استغفل جماعة الفندق واستأجر غرفة فيه لعدة أيام بعد ان سلمهم جواز ولده الرضيع راشد
هل يعذرني القارئ الآن لأنني وعلى غير عادتي كتبت أمس واليوم هذه الحكاية التي تسبب تقلص الأمعاء وانفجار الأوعية الدموية؟.. الصحيفة التي نقلت عنها الحكاية لم تورد اسم الزوج، ولو كنت الصحفي الذي التقى بتلك الشابة المكلومة لنشرت اسمه وصورته واسم بلده والحي او القرية التي يقيم فيها، حتى يتسنى لكل من يلتقي به أن يعامله كحامل مرض خطير شديد العدوى!! ولكن ما فات شيء.. الزوجة اسمها ي- – – – ن وولدها اسمه راشد ولو استطاع أحدكم الاستدلال على مكان وجود الزوج الخسيس فإنني أرجوه ان يقول له إنه ليس رجلا، بل خسارة فيه الانتساب لبني البشر، أما لو فقد من يتعرف عليه أعصابه، واعتدى عليه بالضرب فـ «رقبتي سدادة».. ادفع عنه أتعاب المحاماة، وأتكبد نفقات سفر كل من يعرف عن معاناة ي – – – – ن ليشهدوا بأن الضرب خسارة في مثل هذا الوضيع.. وأنه من الطبيعي ان يفقد الإنسان أعصابه عندما يُستَفز.. ولست من أنصار ان يعطي الناس أنفسهم صلاحيات الشرطة والقضاء ويأخذوا القانون بأيديهم، ولم يحدث قط ان اعتديت على آدمي بالضرب.. ولكنني – وبصراحة – ما كنت سأتردد في صفع هذا الإنسان المسخ لو التقيت به، حتى ولو كان في ضخامة المصارع «تريبل إتش»، وفكرت في طريقة أقف بها إلى جانب هذه البنت المكلومة، ولكنني وقفت عاجزا أمام مشكلتها الحقيقية (تكفل فاعل خير بإيوائها وإعاشتها) وهي الحصول على جواز سفر لنفسها ورضيعها.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]