تحقيقات وتقارير

الشعبي.. هل استعد للترجل من طائرة المعارضة ..؟

[JUSTIFY]«الفهيم بالرمشة والغشيم بالدقشة».. يكاد ينطبق هذا المثل السوداني على العلاقة بين قادة تحالف قوى الإجماع الوطني مع حزب المؤتمر الشعبي وذلك في أعقاب تمسك قيادات الأخير في اجتماعات هيئة قوى الإجماع الأخير بالحوار مع المؤتمر الوطني استجابة لخطاب المشير عمر البشير للقوى السياسية ودعوته لهم بالحوار حول قضايا الوطن والذي عرف «بالوثبة الوطنية» والتي سرّّعت من وتيرة المتغيرات في الساحة السياسية السودانية، وفجّر موقف الشعبي بإعلانه الحوار غير المشروط مع الوطني، الخلافات داخل المعارضة حول بقاء أو مغادرة الحزب للتحالف على الرغم من تأكيد قيادات قوى الإجماع أن الشعبي ملتزم بمواثيق التحالف وأن حواره مع الوطني لن يكون ثنائياً ولكن تغيير مواقف الشعبي والوطني على مستوى التصريحات واللقاءات أربكت حسابات المعارضة.

وعلى ذات المنوال سار حزب الأمة القومي، وكل تلك المؤشرات تؤكد بلا شك أن ثمة مياه تجري تحت الجسر، فالتقارب بين الشعبي والوطني والأمة أشعل الساحة السياسية ولم يقعدها فلجأت قوى المعارضة إلى اتهام الأحزاب المحسوبة على اليمين بالسعي لتشكيل تكتل إسلامي ضد الليبراليين وهذا ما نفاه الحزب الحاكم واعتبره دعوة للفتنة، ولعل تخوفات المعارضة من تقارب بين الحكومة والشعبي وكذا الأمة القومي تعيد إلى الأذهان موقف الراحل جون قرنق رئيس الحركة الشعبية السابق من التجمع عندما كانت حركته تمثل العمود الفقري للتجمع المعارض، إذ شكل خروجة ضربة قاضية للمعارضة وقتها، وبالأمس رسمت ريشة الكاركتيرست نزيه بالغراء «الرأي العام» حالة مماثلة وهو يستعرض ميزاناً في إحدى كفتيه الوطني متفوقاً بقليل على الكفة الأخرى التي بها المعارضة والشعبي، وفي لوحة أخرى كفة الوطني مرجحة بالكامل بعد أن رسم نزيه في الثانية المعارضة بدون الشعبي، ومن معطيات ريشة نزيه فإن الشعبي بات بمثابة ميزان قوى يرجح كفة من يميل إليه وخطوات الشعبي مع الحزب الحاكم، وتغير لغة الخطاب واللهجة بين الحزبين تشير بوضوح إلى أن الشعبي وزعيمه د. حسن عبدالله الترابي يستعدان للهبوط من طائرة المعارضة في أرض الحزب الحاكم، وتصريحات قيادات المعارضة والتي جاء فيها حسب محمد ضياء الدين مسؤول اللجنة السياسية بالتحالف للصحيفة، أن المعارضة لا تملك فيتو ضد أي حزب داخل منظومة التحالف رغم إشارته إلى التزام الشعبي في اجتماع هيئة قوى الإجماع بمواثيق التحالف، وأكد ضياء الدين أن مبدأ الحوار لا يعني إسقاط هدف المعارضة الرئيس بشأن إسقاط النظام لكنه رهن تحديد موقف الشعبي، فالمغادرة أو البقاء في التحالف رهين باللقاء المرتقب بين المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وزعيم المؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي خلال الأيام القادمة، دليل آخر على عدم تيقن المعارضة من موقف الشعبي حول العلاقة مع الوطني، ولكن يبدو أن الحزب الشيوعي بات يائساً من عودة الشعبي إلى حضن التحالف عقب لقاء البشير والترابي حسب قول القيادي بالحزب صديق يوسف في تصريح للزميلة «الأهرام اليوم»، إن استمرار الشعبي بطريقة ثنائية يعني خروجة تلقائياً من التحالف، وإشارته إلى أن الحوار بينه والوطني لن يحقق نتائج ولن يقوى على تحقيق مطالب واشتراطات المعارضة، واستبعد في ذات الوقت أن يفضي اتفاق الوطني والشعبي إلى اتفاق يرضي المعارضة، ويبدو جلياً أن الحزب الشيوعي رافض للحوار بين الشعبي والوطني من حيث المبدأ ناهيك عن يأسه من خروج الحوار بنتائج إيجابية على صعيد إرضاء المعارضة أو يدفع بها في اتجاه الحوار مع الحزب الحاكم، وتظل الأعناق مشرئبة نحو لقاء المشير عمر البشير رئيس الجمهورية وزعيم المؤتمر الشعبي والذي من المتوقع أن يعقد خلال أيام لتحديد خارطة التحالفات القادمة على ضوء مخرجات ذلك اللقاء المهم، فهل يغادر الشعبي محطة قوى الإجماع الوطني ويرجح كفة الوطني، أم يفشل اللقاء في إحداث اختراق في القضايا المطروحة بين الحزبين ويعود الشعبي إلى مضاربه داخل التحالف من جديد، وهل العودة ستكون ممكنة أم ماذا..

تظل هذه الأسئلة معلقة إلى حين انعقاد لقاء البشير بالترابي ومعرفة مخرجاته.

صحيفة آخر لحظة
تقزيز : بكري خضر
ت.إ[/JUSTIFY]