امبيكي في لقاء مثمر مع رئيس الجمهورية.. والبشير يطالب بالتركيز على جوهر القضية
وتأتي زيارة أمبيكي للوقوف على مدى التزام السودان بالعملية التفاوضية وتوفر الإرادة السياسية للمضي قدما في هذا المسار، ولعرض خطة وموقف التفاوض للرئيس عمر البشير.
وفي المقابل استمع أمبيكي إلى تأكيدات الرئيس البشير على أهمية تسريع عجلة التفاوض والتزام السودان بالمسار السلمي وتنفيذ اتفاقيات التعاون مع جنوب السودان وحل قضية أبيي. وأكد الرئيس البشير على ذات موقف فريقه المفاوض في أن المرجعية تحدد التفاوض على قضية المنطقتين وليس كل العملية السياسية الشاملة في السودان. وكشف اللقاء أن وفد التفاوض قد أعد رده على مقترح الوساطة وسيحزم حقائبه إلى العاصمة أديس أبابا بذات تكوين الوفد القديم رغم صيحات الاحتجاج من بعض دوائر المنطقتين لتوسيع تمثيل الوفد ليشمل فعاليات ووجوها أخرى.
خرج امبيكي من صالون الرئيس البشير ببيت الضيافة مبتسما بعد لقاء استمر ما يقارب الساعة وبمعيته محمود كان رئيس مكتب الاتحاد الأفريقي بالخرطوم وإبراهيم غندور ليدلي بتصريحات للصحفيين الذين كانوا فى انتظاره قرابة الساعتين لمعرفة ما أثمر عنه اللقاء، الذي تناول ثلاثة محاور رئيسية تشمل العلاقة بين السودان وجنوب السودان ومحور المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال ومحور الحوار الشامل الذي دعا إليه رئيس الجمهورية.
بدأ امبيكي حديثه بقوله: عقدنا اجتماعا مفيدا وجيدا مع فخامة الرئيس البشير وناقشنا عدة قضايا، وقال: في آخر لقاء جمعنا مع الرئيس البشير بأديس في يناير الماضي قدم لنا إيجازا حول خطته وفكرته في عقد حوار جامع واسع مع كافة العناصر والمكونات السياسية في السودان لجمع الصف وتوحيد الرأي وبناء علاقات بينية وتصور مشترك لمستقبل الحكومة، وأضاف: نحن سعداء أن أعاد لنا الرئيس إيجاز حول نفس الموضوع والخطوات العملية التي اتخذت في ذات الاتجاه لتحقيق ذات الأهداف. ومضى مضيفا: كونا آلية أفريقية وأكدنا دعم الآلية لهذه العملية ومساندتنا لها وتأييدنا لدعوته لجمع الصف الوطني وتوحيد الرأي لمصلحة السودان عامة، وقال: سنكون بالخرطوم خلال اليومين القادمين وسنقابل بعض الأحزاب والمنظمات المدنية وسنتحدث ونتفاكر حول ما طرحه البشير حول الحوار الشامل الذي يشمل كافة مكونات المجتمع السوداني ونحن كآلية نساند هذا التوجه ونتمنى له النجاح.
ومضى الرجل بالقول: ناقشنا مع فخامته العلاقة بين السودان وجنوب السودان في إطار الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين، وأكد لنا البشير حرصه وحرص الحكومة على تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع الجنوب ونحن كآلية سنذهب إلى جوبا لمقابلة سلفاكير لحثه والعمل معه لتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وزاد: البشير أبدى اهتمامه بالوضع في جنوب السودان وحرصه على الأمن في جنوب السودان وتقديم الخدمات والسلام ونحن كآلية نشاركه في ذلك ونحن والإيقاد سنعمل سويا لإنجاح المحادثات التي تدور داخل منظمة إيقاد.
وأضاف: البشير أكد لنا اهتمامه بالوضع في أبيي والسعي لحل قضية أبيي وبدورنا سنعمل في ذات الاتجاه وسنتحدث مع المسؤولين في جنوب السودان الذين عبروا عن رغبتهم في الوصول لحل حول قضية أبيي.
وأشار امبيكي إلى تطرق اللقاء للمحادثات الأخيرة بين الحكومة وقطاع الشمال وقال: سنواصل هذا الجهد وستعقد اجتماعات ونحن واثقون بأننا سنصل لحل مرض في الاجتماعات القادمة.
وعقب انتهاء امبيكي من تصريحاته تحدث إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية ورئيس وفد الحكومة المفاوض مع قطاع الشمال قائلا: امبيكي التقى بالرئيس البشير وتناول اللقاء (3) محاور، والرئيس البشير أكد لامبيكي التزام السودان بعلاقات متميزة مع الجنوب متمنيا للجنوبيين أن يصلوا لتوافق لإيقاف نزيف الحرب وأكد تنفيذ الاتفاقيات وطلب من امبيكي دفع هذه المسيرة وأكد أن السودان التزم بترحيل النفط وإيواء الجنوبيين وفق اتفاق الحريات الأربع ووعد امبيكي بالعمل على تواصل اللجان المشتركة لحل القضايا العالقة وستشهد انفتاحا في الأيام المقبلة.
وأوضح غندور أن اللقاء تطرق للحوار مع قطاع الشمال وأن البشير أكد التزام السودان بتحقيق السلام في المنطقتين انطلاقا من القرار 2046 والالتزام بإغاثة فورية وفقا للاتفاقية الثلاثية الموقعة بين الحكومة وقطاع الشمال مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة.
وقال إن الرئيس البشير طلب من امبيكي تسريع عملية السلام حتى لا تتم إضاعة الوقت في قضايا جانبية لا علاقة لها بجوهر القضية وإن طريق المشاركة في الحوار الشامل أو الحل الشامل كما يقول قطاع الشمال ليس في اتفاقات ثنائية بين الحكومة وقطاع الشمال إنما في اتفاق شامل يجمع عليه كل السياسيين السودانيين ووقف القتال وفق اتفاق شامل لوقف للقتال وإنهاء القضية ليكون قطاع الشمال فاعلا سياسيا من بين الفاعلين السياسيين في السودان.
وأكد غندور أن: “المفاوضات ستنطلق الخميس المقبل ووفد الحكومة سيغادر صباح الخميس وامبيكي سيغادر لأديس وقد وصلتنا الدعوة”، وأكد أن الحكومة ستسلم ردها مكتوبا للوساطة في أديس، وأضاف أنهم لا يتحفظون على شيء و: “الوفد ذاهب كما هو لا تغيير فيه، البند الإنساني أولوية لنا لكن القرار الأممي ملزم لنا جميعا، الحكومة ملتزمة به والجبهة الثورية لا نتحدث عنه، نحن نتحدث حول قطاع الشمال والقرار 2046 لا يتحدث عن الجبهة الثورية وإن كانوا ملتزمين بالقرار الأممي فهو في فقرته الرابعة يتحدث عن أن أساس الدعم الإنساني هو الاتفاقية الثلاثية. إن كانت القضية هي الشأن الإنساني فعلا فالطريق إليها المضي قدما لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإغاثة المحتاجين لكن القضية هي شعار سياسي يحاولون به دمغ الحكومة ولن يجدوا فرصة لذلك.
وأشار إلى متابعة امبيكي للحوار الشامل منذ فترة طويلة حتى أصبح الآن في موقع نستطيع أن نقول إننا مقبلون على التنفيذ وقد شرح له الرئيس الخطوات التي تمت واللقاءات التي تمت مع الأحزاب والآلية التي تدير الحوار واللقاءات، مؤكدا: “أمبيكي لا يتوسط بيننا والقوى السياسية، والقوى السياسية مجمعة على قضية الحوار، وهذه اللقاءات جاءت بناء على طلب من بعض القوى السياسية لمناقشة بعض القضايا وتباين وجهات نظرها ونحن لا نحتاج لوساطة بيننا والقوى السياسية
أميرة الجعلي: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]