الحركات الدارفورية المسلحة وأحدث عقد مقاولات حربية !
الآن وبعد أن أدت هذه الحركات دورها على أكمل وجه فى دولة جنوب السودان واستطاعت أن تسفك القدر الذي نجحت فى سفكه بين مواطني جنوب السودان خاصة فى مناطق ولاية الوحدة وبانتيو وفاريانق والشريط الطويل الممتد هناك، فإن مشروعاً دموياً جديداً تحاول الآن إرساؤه عليها فى ليبيا أملاً أن تحصل منه على أموال ودعم وتسليح هي فى حاجة متزايدة إليه.
حيث تشير أنباء موثوقة الى أن الحركات الدارفورية المسلحة الثلاث؛ حركة العدل والمساواة التى يتزعمها جبريل إبراهيم، وحركة مني مناوي وحركة عبد الواحد محمد نور تتفاوض الآن مع فلول من نظام العقيد القذافي على شنّ عمليات داخل العمق الليبي سعياً لمحاولة إعادة إحكام السيطرة على الأمور فى طرابلس، لاستعادة السلطة المفقودة التى سقطت بسقوط القذافي.
القصة ربما بدت للكثيرين على جانب كبير من الغرابة لكونها أقرب الى المحاولة اليائسة التى لا جدوى منها، ولكن تلك هي مقتضيات الواقع التى كثيراً ما تتجاوز الخيال! فقد التقى نجل القذافي الطليق “الساعدي” فى منطقة صحراوية على الحدود الليبية التشادية ببعض ممثلي الفصائل الدارفورية المسلحة وبحث اللقاء باستفاضة وتفاصيل مرهقة إمكانية إعادة شن هجمات متتالية ومباغتة لإعادة السيطرة على الأوضاع فى ليبيا.
ومن الطبيعي أن الساعدي الذي استطاع أن ينجح فى الهروب إبان سقوط حكم والده، كان قد تدبر أمره جيداً من نواحي المال وشبكة الاتصالات المعقدة، مع تجار السلاح حول العالم وبعض العصابات الدولية المعروفة التى كان لوالده صلات قوية معها فى السابق. كما أن لدى بعض قادة هذه الحركات المسلحة علماً بأن الساعدي فى يديه أموال طائلة من الصعب ألا تجتذب رائحة هذه الأموال أنوف قادة هذه الحركات لا سيما وأنهم عانوا وما يزالوا يعانون من ضعف الدعم الذي يوزعه عليهم بشح واضح رئيس اليوغندي يوري موسيفيني ربما لإدراكه أنها ليست سوى (مصاريف جيب) لهؤلاء القادة غير المعول عليهم فى شي ذي بال.
لقد انتهى الأمر بهذه الحركات المسلحة لكي تصبح حركات مقاولات متعددة الأغراض بوسعها تنفيذ أية عمليات قتل وسفك دماء وتخريب متى ما طلب منها ذلك ومتى ما توفر لها القدر المناسب من المال.
سودان سفاري
ع.ش