تحقيقات وتقارير

«أمبيكي» في بيت «الترابي».. سماع تطمينات وبشريات ..

[JUSTIFY]بدا على الترابي وأركان حربه بشير آدم رحمة- أمين العلاقات الخارجية وكمال عمر الأمين السياسي وعلي شمار أمانة المواصلات والنقل بشر وحيوية ربما لكون الحزب بدأ خطوات جديدة ارتبطت بمرحلة إطلاق الحريات و «أن المناخ السياسي أوشك على العلاج» بحسب تعبير الترابي الذي أرسل إشارات في حديثه تدل على أنه يطمئن لأعداء الأمس، في هذا اليوم الثقة المتبادلة حديثاً بين المنشية والقصر سببها أن الأولى تأكد لها أن هناك ضغوطاً دولية تضغط في اتجاه الحل الشامل بعد تجربة الانفصال وما نجم عنها من كوارث، وفي تقديري أن أمريكا الآن تدعم حوار الإسلاميين وتهتم بذلك من خلال حلفائها في أفريقيا، فالترابي يمثل الإسلام المعتدل وربما أرادات أمريكا أن تقف به في وجه الإسلام المتطرف،
ما شهدته المنشية «اليوم» ولهجة الشيخ دليل واضح على أن السودان وحسب إسلاميي السودان يتجه إلى مرحلة جديدة خلال الأيام القادمة، وأن ثامبو أمبيكي رئيس الآلية رفيعة المستوى هو الآن وسيط كل الملفات.

وصل محمد بن شمباس رئيس بعثة «يوناميد» حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً، فيما وصل أمبيكي حوالي الثانية عشرة ظهراً إلى منزل الأمين لحزب للمؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي واللذان أكد الترابي للصحفيين أن هناك تنسيقاً بينهما وخرج كل منهما يحمل قراءة سياسية شاملة ومقترحات حلول وربما شروط تفاهم.

قال الترابي إن ثامبو أمبيكي وشريكه الآخر في ملفات السودان محمد بن شمباس الوسيط المشترك لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جاءا بغرض الاستماع وإدارة نقاش شامل حول كافة القضايا السودانية الآن، وقال الترابي: جاءا لمعرفة إرهاصاتنا حول حلول المشكلات «جملة»، مشيراً إلى أن تجزئة القضايا والحوار لا يأتي بنتائج بما فيها الحوار مع الحزب الحاكم، حيث يرى الشيخ الترابي أنه أكثر اطمئناناً وعبر عن ذلك بقوله «ليست لدينا رؤى قلقة» وأن الحوار بحسب تعبير الترابي، هناك رجاء منه مع المؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن النظام أبدى جديته في إطلاق الحريات من خلال السماح للقوى السياسية بالمشاركة وإبداء الرأي في القضايا الوطنية بعكس ما كان عليه الحال في السابق، وقال الترابي استقبالنا لهما «يعني أمبيكي وشمباس»، لا يأتي من كوننا معارضة وفي السابق لم يكن يسمح لنا بذلك، وأضاف بالقول «ذلك يعني أن السلطة تغيرت، وفي السابق كثير من الذين تربطنا بهم علاقات تاريخية لم يتركوهم ليلتقوا بنا والآن انفحتوا للقائنا»، وذلك دليل على أنه هناك «رجا» من الحوار مع المؤتمر الوطني، ودافع الترابي عن موقفه من الحوار مع الحكومة بقوله «إن مبدأنا في الدنيا الحوار»، واصفاً الحوار بالمبدأ الإنساني، وقال «الأفضل أن نحاور أم نطلق طلقة».

ومن الواضح أن الترابي يقصد ويؤمن على ضرورة وأهمية الحوار في القضايا الوطنية بمشاركة الجميع، كأنه بدا نادماً على مواقفهم وعدم اشتراكهم في قضايا الوطن السابقة خاصة اتفاقية «نيفاشا» التي أفضت فيما بعد لذهاب الجنوب، وقال الترابي «تعلموا ما حدث في نيفاشا جزء من جسمنا انقطع»، و«الدستور شاوروا حد»، في إشارة إلى أن المؤتمر الوطني لم يشرك الأ حزاب في دستور البلاد، ومضى الأمين العام للشعبي في الاستشهاد بقضايا غيّّّب الوطني القوى السياسية في اتخاذ قرار بشأنها، حيث قال لم يدعنا لمنبر الدوحة لنتحدث مع العدل والمساواة أو مع التجاني السيسي وحركته.. وربما يقصد الترابي أن الحكومة أهملت جانبهم وأغفلت أهميتهم في ملف الحوار مع حركات دارفور خاصة العدل والمساواة، وامتدح قطر باهتمامها بنقل ما صمتت الحكومة عنه.

وبدا على المنشية أنها مطمئنة إلى جانب القصر وجديته هذه المرة في إطلاق الحريات وإحداث الوثبة السياسية، حيث قال الترابي «لعلكم كنتم تتوقعون إذاعة إجراءات في ذلك اليوم وكونهم تحدثوا دي حاجة كويسة»، وفي تقديري أن الشيخ بهذه الجملة قصد الاستنكار «بلعلكم»، وتأكيد على أن خطاب البشير الذي أثار جدلاً وهناك من وصمه بأنه لم يأتِ بالجديد، قد حمل «بشريات».

المؤتمر الشعبي نفى أن يكون اليوم الأربعاء «أمس» التئام لقاء بين الرئيس البشير والأمين العام للحزب ولكن الترابي كان صريحاً في كونه لن يصرح بشروط وعزا ذلك لكونه لا يود أن تعتبر «أوامر» وتأخذ هذا المنحى، مشدداً على أن أهم قضايا الحوار تتعلق بالحريات وإطلاق الحريات الإعلامية الصحف والقوى السياسية. وقال الترابي «أنا لن أتناقش مع البشير لوحدنا» وإنما سيكون الحوار «على شاكلة حواره مع حزب الأمة القومي»، فمجموعة من حزبنا ستتناقش مع مجموعة منهم بعد جمع كل القوى السياسية، وهي إشارات واضحة وذكية الهدف منها نفي وجود أي صفقات تحت طاولة أو اتفاقيات مسبقة بين الترابي وأبنائه في الحكومة، أن حزبه سيحاور كما تحاور الأحزاب الأخرى مستشهداً بحزب الأمة. هذا التصريح للترابي جاء عقب مغادرة أمبيكي الذي أعتقد أن الترابي كان يرغب في مغادرته «سريعاً»، ربما لأنه يخشى من إدلائه بتصريحات حول ما دار في «صالون المنشية»، وأراد الترابي أن لا يخرج للعلن على الأقل الآن.

د. بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية بالحزب أكد أن الضيفين ناقشا مع حزبه أهمية الحوار الشامل وأن النقاش كان شاملاً، وبدا رحمة مستبشراً متفائلاً باتجاه المجتمع الدولي وإيمانه بأهمية إشراك الجميع في الحوار والاتفاقيات، ووصف رحمة أن التغير في مفهوم المجتمع الدولي من الحل بين طرفين واتجاهه نحو الحل الشامل بالتقدم الكبير، مشيراً إلى أن ذلك يمثل مطلب المعارضة، ويبدو أن الارتياح في حديثه يأتي من ما دار بينهم ومحمد بن شمباس الذي استشهد بملف ليبيريا الذي حقق فيه نجاحاً لكونه جمع كل الحركات المتمردة ولم يهمل فصيلاً أو جناحاً حتى لو كان قوامه رجلين، ويبدو أن شمباس أكد للترابي وقياداته أن هذه هي الخطوات القادمة لهم في ملف القضية السودانية بمباركة الأمريكان الذين توصلوا إلى أنه لا يمكن حل مشكلة السودان إلا بالحوار الشامل على حد قول بشير الذي أشار إلى أن حزبه يؤكد على الحوار الداخلي بعد تقديم الضمانات لقيادات الحركات المسلحة بأن «تأتي آمن وتخرج آمن»، وبحسب مصادر داخل الاجتماع فإن الشيخ حسن الترابي طالب شمباس ورفيقه بهذه الضمانات للحركات المسلحة حتى يتحقق الحوار الداخلي الجامع.

محمد بن شمباس الضيف الأول رئيس لجنة بعثة «يوناميد» أكد أنه لم يحضر إلى المنشية لمناقشة ملف «دارفور» فقط، ولكنه جاء لكافة قضايا السودان وهو ما أكده الترابي بأن شمباس لا يمكن اختصار دوره على ملف دارفور، مؤكداً أن للرجل تجربة واسعة بأفريقيا، وتأكد لنا ذلك من خلال جملة الترابي «شمباس يفكر كما يفكر الآخرون في معالجة مشاكل وعدم عزل مسألة للعلاج وحدها».

صحيفة آخر لحظة
فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY]