تحقيقات وتقارير

دولة الجنوب .. كرسي الرئاسة على جماجم الشعب


[JUSTIFY]قالت صحيفة «سودان تربيون» أمس إن جوبا رفضت اي مقترح لتشكيل حكومة انتقالية لا تشمل الرئيس سلفا كير أو رئيس المتمردين الدكتور رياك مشار. وبحسب المصدر فان القوات الموالية للطرفين قد ارتكبت جرائم ضد المدنيين خلال الشهرين اللذين اندلع فيهما التمرد، حيث هناك مزاعم حول استهداف قوات الأمن لعديد من أبناء النوير، وعندما اندلع التمرد فى كل من ولايات جونقلى والوحدة وأعالى النيل استهدفت القوى الموالية لمشار مجموعة الدينكا العرقية في تلك الولايات، حيث قتلت ما يقدر بـ «100» ألف نسمة وشردت اكثر من 700 ألف نسمة داخلياً وما يقدر بـ 150 ألف نسمة الى الدول المجاورة.

ويبدو ان وفد الحكومة المفاوض لم يرد على مقترح الوساطة الإفريقية المزمع مناقشته في الجولة الثانية للمفاوضات، ويقول مسؤول حكومي كبير مقرب من الرئيس سلفا كير للمصدر أمس «أنا لم أر هذا الاقتراح ولكن قيل لي إن الوسطاء قدموا مقترحاً شبيهاً بالمقترح الذي قدم في وساطة وسط إفريقيا والذي اقترح تشكيل حكومة مؤقتة لا تشمل الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار» وأضاف ثمة من يقول إن الاقتراح استند الى آراء غالبية شعب الجنوب الذين شاركوه مع الوسطاء فى مختلف المحافل والمناسبات التي جمعتهم، حيث اتفقوا أنه لا سبيل للخروج بالبلاد من هذا النفق المظلم دون تشكيل حكومة مؤقتة دون مشاركة الطرفين إلا أن مقترح تشكيل أية حكومة لا تشمل الرئيس سلفا كير لن يكون مقبولاً من قبل الحزب الحاكم. ويقول اتيني أويك اتيني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن جوبا ترغب في مواصلة الحوار مع المتمردين ولكنها تفضل فى ذات الوقت مقترح مشاركة المجتمع المدنى والسجناء السياسيين السابقين الذين دعتهم نيروبى للمشاركة فى المحادثات.

ويرى المراقبون والمحللون ان رغبة الرئيس سلفا كير في البقاء في السلطة ومطامع رياك مشار فى كرسى الرئاسة، ويقول التقرير فى يوليو من العام الماضى أعلن مشار نيته منافسة الرئيس سلفا كير على الكرسى الأمر الذى دفع سلفا كير الى إقالة كامل الحكومة وعلى الرغم من تعيين بعض المسؤولين المفصولين الا ان الذين لم يحصلوا على وظائف جديدة شكلوا حزبا من الكبار وصبوا جام غضبهم من خلال توجية الانتقادات لحكومة سلفا كير، وفى أوائل ديسمبر عقد الفريق مؤتمرا صحفيا فى جوبا وصفوا فية سلفا كير بالدكتاتور ودعوا للإصلاح السياسى وعندما اندلع القتال فى منتصف ديسمبر اعتقلت جوبا معظم اعضاء هذه المجموعة واتهموا بالتواطؤ مع مشار للإطاحة بالحكومة عسكريا إلا ان جميعهم رفض التهمة إلا مشار الذى قاد جماعات الجيش التى انشقت عن سلفا كير إضافة الى ابناء النوير المسلحين الغاضبين من هجمة قوات الأمن على المدنيين من ابناء النوير اثناء الأيام الأولى للصراع، وبحسب التقرير فان مشار قد عاد الى حظيرة الحركة الشعبية فى العام 2003 بعد ان انشق عنها فى العام 1991 ويرى المحللون ان قيام مصالحة كالتي تمت آنذاك امر مستبعد هذه المرة حيث يتطلع العديد من المتمردين الى ان يصبح مشار رئيسا لدولة الجنوب، وقد اقترح الوسطاء على سلفا كير ومشار التنحي إرضاء لأولئك الذين يرون ان مشار لا يجب أن يثاب على التمرد المسلح بتعيينه فى منصب حكومي رفيع وأولئك الذين يشعرون ان ادارة سلفا كير للأزمة منذ اندلاعها فرضت علية التنحي، ويرى مصدر حكومى ان الاقتراح لن يتم قبوله كون الشعب انتخب الرئيس فى العام 2010 وان الشعب وحده القادر على ازاحته عبر انتخابات العام 2015م.
سلفا كير سيبقي ..! اوضح قوردن بوى الناطق الرسمى باسم جيش تحرير جنوب السودان وهى مجموعة متمردة تحالفت الآن مع الحكومة اوضح بان سلفا كير لن يتنحى قبل اتمام فترة ولايته قائلا اسمحوا لى ان اذكركم بان سلفا كير قد انتخب ديمقراطيا وانه لن يتنحى عن منصبه الا بذات الطريقة الديمقراطية التى نصب بها ولن يتنحى لان مشار نظم ضده انقلابا فاشلا كما رفض وزير الخارجية برنابا ماريل فكرة تنحي الرئيس وقال لماذا على الرئيس ان يتنحى وقد انتخبه الشعب بنسبة 93% وعلى الشعب أن ينحيه بذات الغالبية الديمقراطية اذا أراد.

ويرى المحلل السياسى الجنوبى انتونى اسبيت ان المستحيل على المجموعتين قبل تنحى قادتهما عن الرئاسة، وقال انتونى للموقع من نيروبى لدى مشار طموح طويل في الرئاسة وكل ما يسعى اليه ان يصبح رئيسا لدولة الجنوب كما انه لا توجد علامات تشير الى ان سلفا كير سيترك السلطة.

ويرى المراقبون ان مشار لن يستطيع ان يصبح رئيسا إلا اذا اقنع سلفا كير بالتنحي مشيرين الى ما حدث فى افريقيا الوسطى. ويرى إبراهيم دوت المحلل السياسي الجنوبي ان شعب الجنوب وقع ضحية التنافس السياسي، وتساءل قائلا من أعطاهم الحق بأن يعبروا عن غضبهم بحرق وقتل الدولة وشعبها من خلال عمليات القتل المستهدفة وحرق المستوطنات.

صحيفة الإنتباهة
ترجمة:إنصاف العوض
ع.ش[/JUSTIFY]