تحقيقات وتقارير

فشل كل المحاولات الأمريكية لإسقاط الحكومة جعلها تبارك غزو أمدرمان

[ALIGN=JUSTIFY]بعثة مجلس الأمن التي زارت السودان أخيراً، وزارت الخرطوم ودارفور وأبيي.. ثم التقت السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، هذه البعثة جاءت عقب المحاولة العسكرية الإنتحارية التي قادتها حركة العدل والمساواة بتمويل وتخطيط دولي، تحدثت في كل القضايا وأدانت فيها السودان من أعلى قيادته الى آخرها.. ولم يفتح الله عليها بكلمة واحدة تدين بها الحملة العسكرية الهوجاء التي قادتها حركة العدل. ولم تستح من ذلك التضامن مع الهجمة العسكرية على العاصمة الوطنية أمدرمان، لأن عدم إدانة تلك الهجمة أو الحديث عنها يؤكد تضامن هذه البعثة وكل مجلس الأمن مع حركة خليل.. ومتآمرة معه تآمراً كاملاً.

وكيف لتلك البعثة أن تتهم القيادة السودانية بتلك الاتهامات الباطلة والمفلسة التي تؤكد إفلاس البعثة وكل مجلس الأمن إفلاساً سياسياً بشعاً.

ولم تطل دهشتنا لتصرف بعثة الأمن الخالي تماماً من الحياد والدبلوماسية تجاه ما حدث في أمدرمان.. حتى نقلت لنا بعض الصحف بعضاً من اعترافات عبد العزيز عشر أحد أهم قادة حركة العدل والمساواة بأنهم أخطروا الأمريكان قبل بدء حملتهم العسكرية باستعداداتهم لشن هجوم عسكري على أمدرمان لإسقاط النظام في السودان، وقد وجدوا ترحيباً كبيراً ودعماً قوياً من الأمريكان.

هذا الأمر ليس بعيداً عن الأمريكان تأييده، لأنهم فشلوا عشرات المرات وعبر وسائل وحركات عديدة في إسقاط الحكومة السودانية، فشلوا فشلاً ذريعاً.. وظنوا أخيراً أن خليل ومجموعته سيحقق لهم حلمهم القديم والمتجدد.

ان كل وسائل الإدارة الأمريكية لإسقاط الحكومة السودانية فشلت فشلاً ذريعاً.. لم تنجح المقاطعة الاقتصادية ولا تجميد الأرصدة ولا وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ولا دعم الحركات المتمردة كافة على الحكومة من الحركة الشعبية الى كل جهات دارفور والشرق وغيرها.. كما لم تنجح محاولاتها لعزل السودان في المحافل الدولية، وأساليب أخرى كثيرة.

ولكن المدهش حقاً أن تصدر بعثة مجلس الأمن تصريحاً غير مسؤول في حق قيادة السودان وعلى رأسها الرئيس المشير عمر البشير وأركان حربه بأنهم ضالعون في جرائم حرب دارفور.. فهذا اتهام يجب أن لا يصدر من بعثة دولية تمثل مجلس الأمن المفترض أن يلتزم الحياد في مواقفه وفي أحكامه بين الدول.

والسؤال موجه لتلك البعثة.. ماذا تسمون ما ترتكبه حركات دارفور الرافضة للسلام في ذلك الإقليم الطيب أهله.. أليست إبادة جماعية. لماذا رفضت هذه الحركات كل دعوات الحكومة والعديد من شرفاء العالم للجلوس حول مائدة المفاوضات لإيجاد حل مناسب للمشكلة.. ومن الذي يسلح ويمول تلك الحركات.. ومن أين يأتي سلاحها الحديث والمتطور؟

ثم لماذا لم يدن مجلس الأمن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني ضد شعب العراق وتشن عليه حرب إبادة لم يشهدها تاريخنا المعاصر.. ولم تدن كذلك ما يحدث من قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطين.

هذا المجلس مجلس غير محايد.. وغير جدير بالنظر في أية قضية خلافية بين الدول.. أو بين الحكومات ومعارضيها.

.. وهل تريد هذه البعثة من قيادة السودان ان تقف متفرجة لما يحدث من اعتداء عسكري بشع في دارفور وفي أمدرمان.. لا تستطيع ان تدافع عن شعبها وعن بلدها.

مالكم كيف تحكمون في مثل هذه الأمور!.

يجب على هذه البعثة ان تعيد النظر في تلك التصريحات المعيبة في حق مجلس الأمن الدولي الذي أفقدته احترام معظم دول العالم الحر لانحياز هذا المجلس كلية لأمريكا.

لقد كشف هجوم العدل والمساواة على مدينة أمدرمان حجم المؤامرة على السودان.. حيث تجمع كل من يريد السوء بهذا الوطن وفشل في إسقاط نظامه السياسي.. في محاولة جديدة لإسقاطه، لأنه أحد الأنظمة القليلة التي قالت لأمريكا لا.. ومن يقول لا لأمريكا.. تُحاك ضده كل أنواع المؤامرات.

وبحمد الله وعونه وجهود النشامى من أبناء القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات والشرطة وبمساندة أبناء الشعب السوداني دُحرت المؤامرة.. وتلقى المغامرون درساً كبيراً.

ويجب على الدولة ان تستغل هذا التحالف والإلتفاف الشعبي والحزبي معها لتوحد الجبهة الداخلية.. صفاً واحداً حتى يكون ترياقاً وساتراً أمام كل محاولات الغزو التي لن تتكرر.. الى أن تحل مشكلة دارفور حلاً جذرياً.. الذي نأمل أن تتواصل جهود الحكومة وشريكها الذي تربطه علاقة قوية بحركات دارفور.. بل أن هذه الحركات من صناعة الحركة الشعبية الشريك القوي في الحكم.. ونأمل من قيادة الحركة وعلى رأسها الفريق سلفا كير ميارديت ان يواصل جهوده وبجدية كاملة لجمع صف الحركات لتواصل المفاوضات.

وكم كنت أتمنى أن يصدر من الحركة الشعبية وهي الشريك الذي اقتسم السلطة والثروة في البلاد، أن يدين تلك التصريحات الفجة وغير المسؤولة التي صدرت عن بعثة مجلس الأمن الدولي الأخيرة للسودان.. لأنه من المخجل ان تصمت الحركة عن إدانة تلك التصريحات.. وهي شريك أساسي في الحكم.. لأن ما يمس رئاسة الحكومة يمسها بكل تأكيد.

ونأمل من قيادة الحركة.. ان تتعامل مع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تعاملاً جدياً.. وأن لا تفرح لتصريحات تتهم رموز القيادة السودانية بتهم لا أساس لها من الصحة.. والحركة تعلم ذلك تماماً.

إن الحركة ليست في حاجة لمن يعطيها النصح.. فهي حركة سياسية قادرة ومؤهلة لتقييم الأمور والإدلاء برأيها بكل صراحة.. وإدانة كل من يتهم حكومة السودان بإتهامات باطلة.

من السفير عبد المحمود

اتصل بي أمس سعادة مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة مشيداً بما كتبته في هذا الموقع عن أوكامبو وتربصه بالسودان وتآمره عليه، وأشكر سعادة السفير عبد المحمود على هذه الإشادة التي جاءت من رجل تعتبر إشادته شهادة.. فله شكري وتقديري

والله الموفق وهو المستعان،،،
بقلم: كمال حسن بخيت: الراي العام[/ALIGN]