ما يصلح لها يصلح لنا
(أخوكم/عمكم/ صاحبكم (كل شيء إلا جدّكم) على سفر طويل، لظرف طارئ جدا، ومن ثم سامحوه لأنه سيعيد هنا نشر مقالات قديمة بعد تنقيحها، إلى أن يفرجها صاحب الفرج قريبا بإذنه).
حاول أن تتذكر درة المنافسات الرياضية، أعني الألعاب الأولمبية، وانظر يا صاحبي الى بشر مثلك تتلوى أجسامهم وتتثنى وهم يؤدون حركات لو حاولت أنت ان تأتي مثلها سيتم نقلك الى العناية الفائقة بسبب إصابتك بفتق في الدماغ.. لو عندك دم وحد أدنى من الحياء فستقول إن شباب الأولمبياد مش أحسن مني، وتجلس على الأرض وتمد ساقيك أمامك ثم تحاول لمس أطراف أصابع رجلك بأصابع يديك، من دون أن ينحني أو يلتوي جذعك.. وتذكر أنك لم تسمع بأن شخصا ما تعرفه مات بسبب الشدّ العضلي .. اديها بندول وكرر المحاولة وواصل متابعة فعاليات الأولمبياد في يوتيوب وأنت جالس!
وعدتكم أمس بخبر طيب: هناك عقار توصل إليه باحثون في مركز تكساس الطبي بالولايات المتحدة سيجعلني في قائمة الأثرياء في إفريقيا والشرق الأوسط (من أراد الثراء بالطريقة الإفريقية عليه بالحصول على عمل في زيمبابوي حيث راتب عامل تنظيف الحمامات نحو عشرين تريليون دولار زيمبابوي.. ورغيف الخبز الواحد بمائة مليون دولار.. ومعدل التضخم بنهاية يوليو المنصرم كان 30000000%) ولهذا لن أذكر اسم العقار حتى أحصل على التوكيل الخاص بتسويقه.. وحتى لو صرفت النظر عن التحول الى مليونير وقمت بالترويج للعقار او توزيعه مجانا فإنني سأمسح بمهند التركي الأرض وأصبح أكثر شعبية منه بين الجنسين.. طبعا ليس في مجال الملامح – فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه – ولا في مجال المكياج والاستهبال الرومانسي، بل.. ما علينا.. طولوا بالكم
ما علينا: تتمدد على السرير وتتناول قرصا من هذا العقار، وبعد كذا يوم تصبح رشيقا.. لا.. ويصير جسمك وقوامك متماسكا ومشدودا .. بذمتكم – والكلام هنا موجه للنساء – هل ستجد أياٌّ منكن لدى مهند التركي بشارة كهذه؟ تنومي وتصحي وتلقي نفسك (عيني باردة) في رشاقة جعفر عباس؟ العقار تم تجريبه على فئران تم منعها من الحركة، وكانت النتيجة انها فقدت الكثير من الوزن، وأصبحت عضلاتها أكثر تماسكا.. ولنكن أمناء مع أنفسنا – وبدون زعل – لنعترف ان ما ينفع مع الفئران ينفع معنا.. كلنا فئران تجارب لا حول لنا ولا قوة.. الحكومات تجرب فينا نظريات الحكم: جوع وتشريد وسجون واغتيالات، ويقولون لنا هذه من مقتضيات الاشتراكية العربية (مدمِّر ليبيا مزمجر القذافي قال خلال زيارة له لتونس قبل سنوات من هلاكه ان كلمة كار التي تعني سيارة بالانجليزية مأخوذة من العربية وبالتحديد من كلمة «كر».. يا للأسف والحسرة.. اخترعنا الكلمة ونسينا ان نخترع الشيء نفسه.. ربما لأننا احترفنا الـ«فر») .. بالوعة الفضلات البشرية في جدة اسمها بحيرة المسك.. في السودان يا ويلك لو قلت إن هناك مجاعة في منطقة يعاني أهلها من شح الطعام والموارد بسبب الحروب مع «حركات التحرير» التي تتكاثر عندنا مثل الفطر.. قل هناك «فجوة غذائية».. فئران يجربون علينا كل سنة هيكلا تنظيميا جديدا في أماكن العمل يحولنا الى هياكل عظمية والخبراء الأجانب يتحولون الى دببة وهوامير وتماسيح.. «سنجرب خطة اقتصادية جديدة تستأصل الفقر والبطالة» فتترهل الشرائح الفقيرة من القهر والذل ويصبح الحق نفسه «باطلا».. اسمعوا كلامي واشتروا عقار الرشاقة طالما هو نافع مع الفئران. فالحال من بعضه.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]