تنديد واسع في موريتانيا بقرار توقيف البشير
وأعرب عدد من الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني عن رفضها، بينما نظم الإسلاميون تجمعا شعبيا بعيد صدور قرار الجنائية لاستهجانه والتأكيد على أنه “يمثل تدخلا سافرا وبغيضا في الشؤون الداخلية للدول، وتعبيرا عن ازدواجية مقيتة في المعايير الغربية”.
وقال الأمين العام المساعد لحزب تواصل الإسلامي إن القرار لم يكن مفاجئا، لأنه جاء تتويجا لسلسلة قرارات ومؤامرات على السودان منذ اتضح أنه يصلي نحو كعبة وبيت المسلمين وليس نحو البيت الأبيض وأن قبلته هي قبلة أهل الإسلام وليس قبلة الغرب”.
وتساءل محمد غلام ولد الحاج الشيخ في تجمع جماهيري لحزبه مساء الأربعاء بنواكشوط “بأي حق وبأي عين يري أوكامبو وقضاة محكمته ما يعتبرونه جرائم في السودان، ولا يبصرون مجازر الكيان الصهيوني في غزة، وجرائم الاحتلال الأميركي في أبو غريب وفي كل العراق وأفغانستان”.
وقال أيضا للجزيرة نت إن “السودان يستهدف بشكل خاص لأنه البلد العربي الوحيد الذي انطلقت منه خطة تنموية تتأسس على قاعدة نأكل مما نزرع ونلبس مما ننتج، ولأن الكل يعرف أن السودان هو سلة الغذاء العربي ويتقلب على بحر من النفط، ولأن أرض وشعب السودان من أهم مقومات التكامل العربي”.
المشاركون بندوة التجمع الثقافي الإسلامي اعتبروا البشير خطا أحمر لا يجوز تجاوزه (الجزيرة نت)
إلا البشير
أما القيادي بحزب تواصل الإسلامي محمد ولد آبواه فرفض بشدة خلال التجمع مسألة تسليم البشير قائلا “وحده الرئيس البشير لن نقبل باعتقاله، سنقف جميعا خلفه، لدى شعوبنا من الرؤساء والزعماء ما هي زاهدة فيه، لكن البشير بالنسبة للجميع خط أحمر”.
من جهته ندد نقيب المحامين، وقال إن القرار الذي كان ينتظره العالم بعد ما حدث في غزة هو “ملاحقة ومساءلة مجرمي الحرب الصهاينة وليس إصدار مذكرات اعتقال ظالمة في حق الرئيس السوداني”.
كما رفض المشاركون بندوة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وللدفاع عن السودان وفلسطين، أي مساس بالبشير. وقال محمد الحافظ ولد النحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي الذي نظم الندوة للجزيرة نت “الأمة كلها تقف خلف السودان ورئيسه، ولن يستطيع أي كان أن يقهر هذه الأمة، ولن يستطيعوا مهما أعدوا من عدة وأصدروا من قرارات أن يصلوا للبشير ولا للسودان بسوء”.
النواب يرفضون
ورفض البرلمانيون قرار الاعتقال، واعتبروا في بيان تسلمت الجزيرة نت نسخة منه أن صدوره يشكل أكبر دليل على أن هذه المحكمة هي “مجرد أداة من أدوات السياسة الأميركية التي تتميز بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين خصوصا ما يتعلق بشؤون أفريقيا والعالم العربي”.
النواب استنكروا قرار الاعتقال واعتبروا المحكمة أداة من أدوات السياسة الأميركية (الجزيرة نت-أرشيف)
ونبه النواب إلى أن “القرار صدر في وقت ما تزال فيه هذه المحكمة ترفض مجرد التفكير بالتحقيق بالجرائم المرتكبة من طرف إسرائيل ضد المدنيين في غزة ولبنان، ومن طرف إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في العراق وأفغانستان طيلة الأعوام الماضية”. وطالبوا كل الدول العربية والأفريقية بالانسحاب من هذه المحكمة “وعدم السكوت على أجندتها المفضوحة”.
آخر القلاع
وأصدر عدد آخر من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بيانات مماثلة، واعتبر حزب حاتم برئاسة صالح ولد حننا أن القرار بمثابة انحراف للمحكمة عن مهمتها الحقيقية المتمثلة في ملاحقة المجرمين الحقيقيين الذين يعيثون في الأرض فسادا دون أي مساءلة.
ودعا الرباط الوطني لنصرة فلسطين كل الدول الإسلامية وكل أحرار العالم إلى الاصطفاف مع السودان في محنته الحالية، مؤكدا أن القرار لا يستهدف السودان وحده وإنما يستهدف كل قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان.
كما شددت المبادرة الطلابية لمقاومة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة على أن السودان هو “آخر القلاع التي لن تسقط ويجب ألا تسقط” مشيرة إلى أن “القرار أسقط كل الأقنعة التي يتخفي خلفها من يسمون أنفسهم حماة الديمقراطية، فهم يمتنعون عن إدانة القتل الممنهج والإبادة المستمرة في فلسطين والعراق وأفغانستان ويؤيدون الحرب الصهيونية علي غزة, ويقيمون الدنيا ويصدرون القرارات على أكذوبات العملاء في السودان”.
المصدر: الجزيرة
[/ALIGN]