رئيس حركة التحرير .. حوار (دق ناقوس الخطر)
بعد مضي اكثر من تسعة سنوات علي اتفاقية ابوجا!! ما الجديد علي الارض بدارفور؟ هل أنتم في رضا علي ماتحقق أم أن الأمر لايعدو كونه «اتفاق» حصلتم بموجبه علي مواقع في السلطة ؟
– الذي تحقق بموجب اتفاقية ابوجا في دارفورفي كافة المجالات يكاد لايحصى! رغم أن هناك التزامات كثيرة لم تتنزل لأرض الواقع نتيجة للقصور الذي لازم تنفيذ بنود الاتفاق من الطرفين، وعدم التزام المانحين والمسؤول الاول في الخلل الذي لازم تنفيذ الاتفاق وهو رئيس الحركة، وقتها مني أركو مناوي لرفضة تنفيذ الترتيبات الأمنية..
لكن هناك إتهامات للقيادات السياسية بالحركات بوصولهم كراسي السلطة علي اكتاف العسكريين!! والتجارب الماثلة الآن مع كافة الفصائل الموقعة علي السلام تشير لذلك مارأيك ؟؟
– صحيح هناك اخفاقات، لكن ليس من طرف واحد، وهناك من يعملون لخدمة اغراض ليس من بينها المطالب المشروعة لدارفور، وايضاً هناك حقائق لايتم انكارها لكن من المسؤول عنها..
وهل مايتم يكون بطريقة ممنهجة؟
– صحيح أن هناك من يحاولون الضغط علي الحكومة عبر توظيف مطالب العسكريين رغم انها واضحة لجلب الكثير من المكاسب لكن ليس لهؤلاء، وانما لاصحاب الأجندات غير المرئية للجميع.
وهل تمكنتم من تجاوز تلك المطبات بعد عودة مناوي للتمرد ام ان ملفات الاتفاق طويت ؟
– نحن شركاء للمؤتمر الوطني شأننا شأن كل التنظيمات السياسية، لنا حقوق وعلينا واجبات ومسؤوليات تجاه هذا الوطن، والدليل وجود قيادات الحركة في عدد من المواقع في الجاهزين التنفيذي والتشريعي، ونعمل بالتنسيق مع أطراف وثيقة الدوحة، وهذا يؤكد اننا فاعلون ولسنا تمومة جرتق..
البعض عزا عدم تحقيق إتفاقات سلام دارفور المتعددة لسلام حقيقي علي الأرض لثنائية الحلول؟؟
– أنا لا أقول إنها فشلت!! لكنني أرفض الحلول الثنائية أو تجزئة الحلول، لأنها لم تنزع فتيل الأزمة التي ظل يدفع المواطن ثمن تبعاتها علي مدي اكثر من أحد عشر عاماً نزوحاً وتشردًا وخوفاً وفزعاً وتدميرًا ونهباً للمتلكات.. وهنا أطالب الدولة باعادة النظر في الحلول الجزئية..
إذن ماذا أضافت الدوحة لمسيرة السلام في دارفور؟؟
– أضافت الكثير للسلام، لأن حركة التحرير والعدالة رغم الخلافات التي بدأت تظهر مؤخرًا إلّا أن لها وجوداً علي الأرض.. بجانب ان انضمام حركة العدل و المساواة بقيادة بخيت دبجو تعتبر اضافة حقيقية، رغم ان هي الاخرى بها مابها، وتشكو من عدم التزام جانب الحكومة بتنفيذ بنود الاتفاق ..
الحركات الموقعة علي السلام، والتي تحولت لاحزاب متهمة بتجاهلها لانسان دارفور وإهتمامها بشراكتها مع الحزب الحاكم ؟
– صحيح أن هناك ضعفاً في التنسيق العملي في قضايا الإقليم..! لكن هناك مبررات قد تكون موضوعية لذلك، وقد لاتكون كذلك في نظر الكثيرين، لكن نأمل أن يعيد الجميع حساباته، ويقرأ الواقع بشكل مختلف، حتي نتمكن من الولوج للمستقبل برؤية جديدة تجنبنا استمرار الأزمات.. أما مسألة الظهور في المناسبات الرسمية من أجل التكسب الشخصي فلاعلم لي بذلك! لكننا نرفض استخدام المنابر العامة، ومنظومات دارفور لخدمة مصالح ذاتية ضيقة ..
تيراب وآخرين غائبون عن الساحة السياسية عامة والدارفورية خاصة ؟
– من الذي يتهمنا بهذا الاتـهام!؟
الشارع السوداني، وانسان دارفور، والساحة السياسية
– هذا الاتهام مردود فليس له مايسنده عملياً ، فحركة التحرير متمددة في كل ولايات السودان، وكون أننا لسنا بفاعلين سياسياً فهذا ليس قصورًا منّا وإنما هناك استحقاقات مطلوبة، حتى نتحول لتنظيم سياسي،خاصة أن النشاط السياسي الجماهيري له ضوابط وقوانين على الأقل وفقاً لما هوماثل امامنا الآن ولكن متي تهيأت الساحة السياسية وفقاً لضوابط يتساوى فيها الجميع في ذاك الوقت! فليقيمنا من أراد التقييم لأنه وقتئذٍ يكون التقييم موضوعياً ،ونقول لمن يستهدفنا أسأل عن قواعد التحرير في كل ولايات السوان ستتفاجأ بالنتيجة..
كيف تنظرون لتعدد المنابر لمعالجة مشاكل البلاد وبالطبع ازمة دارفور في ظل وجود اكثر من (40)حركة وفصيل ؟
– تعدد المنابر يشكل خطرًا علي السودان في المستقبل البعيد(اديس -ام جرس – الدوحة) وهذه المخاطر ملامحها ظهرت في المجموعة التي أعلنت دولة جبال النوبة! وهنا لابد من التعجيل بمعالجة المشكلات المتفاقمة في دارفور والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، وحتي شرق السودان.
علي ذكرك لام جرس ما هي نظرتكم لما تم فيها ومخرجاتها، والجهود المبذولة الآن؟
– ايُّ عاقل لايرفض مسعى تحقيق السلام الشامل لكنني اخشى أن تتحول الآلية لاطار اجتماعي لفئةٍ محددة دون غيرها!! ولابد من إعادة النظر في الآلية حتي تكون شاملة لكل المكون الاجتماعي في دارفور لتعبِّر عن كل أهله وليس لقبيلةٍ بعينها.
والآن ظهرت بوادر المشكلات بام جرس (2)، وربما يتواصل هذا المنحى إن لم يستدرك القائمون علي أمر الدولة مخاطر انقسام مجتمع دارفور علي الوضع في السودان بشكل عام.
في ذات الاطار الم تشكل المواقف الاخيرة لموسى هلال زعيم قبيلة المحاميد خطرًا من نوع آخر يضاف للأزمات القابلة للانفجار ؟
– ليس هناك شك في أن ذلك يشكل خطراً ليس علي الأوضاع في دارفور فحسب، بل علي مجمل الأوضاع في السودان، وهنا أطالب رئاسة الجمهورية وبالتحديد نواب الرئيس بالتدخل العاجل لمعالجة مشكلة هلال ،لأنهما الاكثر قدرة علي ذلك، خاصة وأنه حتي الآن لم يتمرد، ويقول إنه يهدف لاجراء المصالحات القبلية من أجل أن تعيش دارفور في سلام وأمان بعيدًا عن سياسة «فرق تسد».
هل تتوقع أن يستمر هلال علي هذا الحال طويلاً ام أنه سيتخذ موقفاً مغايرًا؟؟
– هلال حسبما يقول إنّ له مطالب ويبدو ان تلك المطالب مقدور علي حلها، وهومازال قادرًا علي السيطرة علي اتباعه وأنا اخشى ان يخرجوا عن طوعه في ظل الاستقطاب الحادث الآن ، وربما يمارسون عليه ضغوطاً لاتخاذ قرار ليس في صالح الوطن، بجانب ان هناك من ينتظرون هذا القرارعلى أحر من الجمر.
كيف تقرأ دعوة الرئيس للحوار بمرتكزاتها الاربعة؟
– بالتأكيد هي خطوة مهمة باتجاه إحداث اختراق حقيقي في الأزمات التي تعاني منها البلاد، لكن الأمر مازال في طور الأفكار ولم يتنزل لأرض الواقع، وهناك مؤشرات لابد من معالجتها وهي- التعامل عع الاحزاب بسياسة هذه (درجة اولى، وثانية، ثالثة، رابعة)وهذا سيخلق مشكلات جديدة إن لم يتم حسمها والتعامل مع الجميع بمستوى واحد لأن كل حزب يرى هوالأحق.
كيف بدا لكم ان التعامل مع الاحزاب علي نحو ماذكرت؟
– ظهرذلك جلياً من خلال اللقاء الذي قدم فيه رئيس الجمهورية خطاب بشأن الاصلاح المرتقب، وفيه تم وضع قيادات بشكل منتقاة في مواقع متقدمة دون الاعتبار للآخرين أوالاهتمام بهم بذات المستوى.
ماذا داخل حقيبة حركتكم لمواكبة التغيير الذي بدأه المؤتمرالوطني هل نسمع بتغيير مماثل في كابينة القيادة خلال مؤتمركم المقبل؟
– الحزب الحاكم اعطى درساً للاحزاب جميعها و نحن بدورنا جاهزين للتغيير، والقول الفصل في ذلك للقواعد، لكن هل سنسمع بالتغيير في قيادة المؤتمر الشعبي والامة القومي !!
هل انت متفائل بحل قضية دارفور في القريب العاجل ؟
– قضية دارفور في ظل الأوضاع الحالية النظرة لها قاتمة لأن المعا لجة الجذرية تحتاج لوقت طويل، وحسن نية، وجدية ومصداقية، من كافة الأطراف وليس المراوغة والتكتيكات التي أضرت بدارفور والسودان.
لماذا إذن هذا التصعيدات الاخيرة لحركة مناوي واستهدافها لعدد من المناطق بشمال دارفور بعد أن كانت اكثر نشاطاً في جنوب دارفور بالمناطق الحدودية مع الجنوب ؟
– هذا التصعيد بشكل مباشر لتقوية مخرجات ام جرس واثبات للذات، وانا استغرب لما يحدث في الآونة الاخيرة بشان الاهتمام بالانتهاكات التي يقوم بها التمرد وابرازها بصورة دائمة حتي في اجهزه الدولة الرسمية وهنا أتساءل هل هناك جهات وراء ذلك ام ان الامر مجرد صدفة وأنا أرجح الخيار الاول.
ولماذا لم تضع في الحسبان ان ذلك بسبب لفت الانتباه للخطرالقادم، ولاهمية الحدث في حد ذاته بعيدًا عن من وراء هذا الحدث؟
– لالا ليس الأمر بهذه البساطة.
صحيفة اخر لحظة
[/JUSTIFY]