كان وجه الشرق باسماً ..!!
** وذاك كاد أن يفسد على الناس جمعتهم، والآخر لايزال يوزع لهم مناشير التهديد..وبالمعرض التجاري جناح فريد، رواده أجانب، وترحيبه (منظمة النساء العاملات بالبحر الأحمر ترحب بكم)..نساء بلادي يبعن أعمال أيديهن، تمولها المصارف وتدعمها الحكومة بالعرض والبيع بلارسوم..كل أنواع (الخبائز، الزخارف، الأطباق، العطور البلدية، المباخر، الجيرتيق، البروش، وأشياء أخرى تؤكد عظمة إرثنا وتراثنا)..ولذلك تجمهر الأجانب في جناح النساء العاملات بالشراء الكثيف والتصويرللذكرى، وإحداهن تعلق على المشهد : ( لوكنا عارفين ديل زبائنا كنا سعرنا بضاعتنا بالدولار)، وتضحك..ومكتبة ضخمة في قلب المعرض التجاري، يتزاحم فيها الصغار، تعرض وتبيع كتب ومجلات الأطفال بسعر زهيد، ومع كل كتاب أو مجلة هدية (قرص إلكتروني)، وهي محتوى الكتاب ذاته في حال أن يكون الطفل مغرماً بالحاسوب…!!
** وخطبة ذاك المتنطع في الخاطر، وكذلك تهديد مناشير الآخر..وعلى الكورنيش وفي الأندية يعانق الفرح قلوب الناس، ويتبارى الشباب ما بين لحاق فاصل لعبد الله البعيو بمايوركا، وآخر لجمال مصطفى بالكورال.. وبينها عمر إحساس، القلع عبد الحفيظ، جعفر السعيد، عبد القيوم الشريف، محمد النصري، تراث البجا، تراث نوبة الشمال والجبال، تراث دار جعل، تراث دارفور، وكل قبائل السودان تبث تراث الأصيل في الهواء الطلق..والإنارة تحيل الليل إلى نهار على طول الكورنيش، والباعة يعجزون عن سد حاجة الزحام من المأكولات والمشروبات والهدايا ولعب الأطفال، فيستأجرون الركشات لتمدهم بالسلع والبضاعة من أسواق المدينة..وعربة مغطاة بغرفة خشبية رائعة تسير في الطرقات ثم تقف على الكورنيش، ليتزاحم حولها الشباب والأطفال، إنها إحدى الشركات ، تشارك الناس فرحتهم بشكل مدهش، فالموظف يطرح سؤالأ ثم يلوح بالجائزة، فيصيح الشباب والأطفال بالإجابة، فيهدى أسرعهم رداً جائزته وسط تصفيق الآخرين، وكل الأسئلة عن (تاريخ السودان وإستقلاله)..وشاشات ضخمة موزعة بكثافة، ومقاعد أمامية للصغار وأخرى خلفية لأولياء أمورهم، والشاشات تبث مواد ثقافية منتقاة، وبين كل مادة وأخرى فواصل إعلانية تنبه الأمهات إلى أهمية تحصين أطفالهن ضد أمراض الطفولة، وإلى ضرورة الكشف المبكر لسرطان الثدي، و.. الكثير المفيد من الإرشاد والتوعية، بالعربية والبداويت ..!!
** وينتصف الليل، وتطفئ شركة الكهرباء أنوارها، لتضئ الالعاب النارية وأنوار البواخر سماء المدينة..ويتحول كل الطرب – في كل الأندية، وعلى طول الكورنيش – إلى أنا شيد للوطن..كان حظى شدو مجموعة عبد الله البعيو لرائعة وردي (اليوم نرفع راية إستقلالنا)..وكان حظ الآخرين روائع وطنية أخرى بكل أمكنة المدينة في تلك اللحظة الفاصلة ما بين (2012/ 2013)..ثم توقفت حركة المارة والسيارة في تلك اللحظة، طوعاً وإختياراً، بحيث لاتسمع صخباً ولاهمساً، إلا أناشيد الوطن..وعادت الأنوار، وكانت وجوه الناس قد إكتست بالفرح.. ثم فجأة، جميع الأمكنة يذيع بياناً لشرطة المرور، يخاطب ضيوف الولاية المقدر رسمياً بأكثر بمائة وخمسين الف زائر : ( لسلامتكم، سوف نفتح منافذ المغادرة في الطريق السريع بعد صلاة الفجر، وكل عام وأنتم بخير)..وهنا تذكرت أن بالولاية شرطة، فالحال العام ظل يعكس – على مدار ساعات تلك الليلة – أن كل مواطن مسؤول عن تأمين نفسه وسلامة الآخرين..وعليه، فالسؤال الثاني – للولاة أيضاً – كيف نجحت حكومة البحر الأحمر كل عام في خلق مجتمع هو النموذج الأفضل في صناعة الفرح، حيث لا يكون الفرح ( تدمير كراسي الإستادات ) أو (التراشق بالبيض الفاسد )..؟؟
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]